Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

2nd August 2011

الاحتجاج السلمي أو الإرهاب؟

شهد الأسبوع المضي عشرات الآلاف من المتظاهرين في شوارع المدن السورية يطالبون بنهاية حكم بشار الأسد وبداية للديمقراطية. و مرة أخرى تم مواجهة احتجاجاتهم السلمية بعنف مع تقارير تفيد بأن القوات السورية أطلقت النار على المحتجين مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص. و وفقا للبي بي سي و منذ بداية الحراك الشعبي فإن 1,600 شخص قتلوا و 10,000 فروا إلى بلدان أخرى. فـآخر الأخبار عن الاعتداء السافر على مدينة حماه تثبت رفض النظام السوري للمظاهرات السلمية.
 
فالمتظاهرون في سوريا وبلدان أخرى في المنطقة يريدون إسماع أصواتهم و المشاركة في اتخاذ القرارات التي تأخذها حكوماتهم.  لذلك فإن الديمقراطية يجب أن تكون مفتوحة وعلى الحكومات أن تكون مسؤولة أمام الناخبين. فارتفاع المطالب لأنظمة أكثر ديمقراطية ليست حصرية لمنطقة الشرق الأوسط.  فالناس في شوارع حماة تريد نفس الحقوق التي يريدها الناس في لندن وباريس وبرلين.

ولكن كون أن بعض الحكومات ردت على هذه المطالب بالعنف فهذا يولد ردات فعل مختلفة.  فبالنسبة لي لقد اختلطت مشاعري:

• الحزن على الأشخاص الذين فقدوا حياتهم، والخوف من أن يلقى المزيد من الأشخاص حتفهم في سوريا وليبيا قبل أن يحققوا هدفهم الذي يريدونه و يستحقونه و هو مجتمع أكثر انفتاحا.
• الاحترام لشجاعة المتظاهرين الذين لا يخافون من إطلاق النار عليهم، و المصممون على الخروج والتعبير عن مطالبهم من أجل الإصلاح. فإنه شيء عظيم أن يفقد المتظاهرون الإحساس بالخوف الذي أبقاهم وراء الأبواب المغلقة واصبحت لديهم ثقة بانتقاد السلطة. 
• التفاؤل لأن بشجاعة يمكن تحدي الأنظمة الاستبدادية والمتعسفة، فالشعب سيحقق في نهاية المطاف التغيير الدائم الذي سيؤدي إلى مجتمعات أفضل و أكثر ازدهارا وأمانا. 
 
و سبب آخر للتفاؤل هو أن هذه المظاهرات العفوية تدمر الأسطورة التي روجها تنظيم القاعدة على مدى العقد الماضي: ان حملات القتل والاستخدام العشوائي للعنف هي السبيل الوحيد لتحقيق التغيير. 
 
فالناس في الاردن يدركون جيدا هذه الحقيقة بعد الهجمات المروعة في عمان في تشرين الثاني 2005 و التي خلفت 60 قتيل و 115 جريح، معظمهم من المسلمين. فتنظيم القاعدة يفتقر إلى الدعم في الأردن بعد هذه المجزرة المروعة.  
 
و يعرف الأردنيون بالطبع أنهم لا يحتاجون للجوء إلى العنف للتعبير عن آرائهم.  فلديهم الحق في الاحتجاج السلمي.  و الدرس الأساسي في الأشهر القليلة الماضية هو أن التغيير الحقيقي يأتي من خلال إرادة الشعب وليس من خلال الإرهاب. فما حققته الشعوب في الأشهر الأخيرة في تونس ومصر وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، أكثر بكثير مما استطاع الارهابيين من تنظيم القاعدة تحققيه في أي وقت مضى.  والوعي لأهمية وحتمية التغيير هو أعلى بكثير من الوعي للأهداف الإستراتيجية لتنظيم القاعدة.
 
فللقيم أهمية بالغة.  فماذا كان يمثل تنظيم القاعدة: قتل عشوائي من أجل عقيدة مشوهة كانت مرفوضه من قبل العديد من علماء الإسلام. و من ناحية أخرى فإن القيم التي يحملها المتظاهرون السلميون ترتبط بكل شخص منا: الديمقراطية تمس حياة كل مواطن. 
فالآن أكثر من أي وقت مضى، أظهر تنظيم القاعدة أنه ليس لديه أية صلة بالحياة اليومية للمواطن العربي العادي.  وانا متفائل انه سيبقى على هذا النحو.
  

About Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.