15th June 2011
ما رأيك في العرض حتى الآن؟
قبل عدة سنوات كان هناك برنامج تلفزيوني كوميدي محبوب جدا. و في منتصف البرنامج كان أحدهم الممثلين يسأل : "ما رأيك في العرض حتى الآن؟" فيصرخ الآخر:" زبالة!" و لكن أدرك أن الشخص قد لا يفهم الفكاهة إذا لم يحضر البرنامج. و لكن هذه العبارة التقطت لتستخدم في المزاح الشعبي.
فبعد أربعة أشهر في الأردن ، تذكرت هذه العبارة وتساءلت عما هي انطباعاتي الأولى. لقد اختلفت ممارسة السفراء حيث في الماضي كان السفير يصيغ المراسلات بكلام جميل حول انطباعاته و لكن الآن اختلفت الأمور و لم يعد لدى السفراء الوقت الكافي لذلك. ولكن الأمر يستحق التفكير. كيف تسير الأمور و ما يمكن أن يسير بشكل أفضل.
فبالطبع كانت الأربعة أشهر الماضية مليئة بالأحداث مع تركيز العالم على الشرق الأوسط. فقد هدأت نشوة الثورات الأولى في تونس ومصر في حين تجاهل عدد من الحكام المستبدين، لا سيما في ليبيا وسوريا، الضغوط من أجل التغيير حيث تشبثوا بالسلطة وأطلقوا العنان لقواتهم العسكرية والأمنية ضد المدنيين العزل.
كان أحد أقوى الانطباعات لدي هو انفتاح المجتمع الأردني، حيث أن التغيير يسير بقيادة جلالة الملك وحكومته. طبعا هناك جدل حول نوعية التغيير. فهذا يعتبر جزء من الديمقراطية السليمة. ولكن الحقيقة هي أن النقاش جاري، و أن الناس قادرون على التعليق والنقد وأن هناك عملية للتغير جارية. هذا يدل على أن الأردن سباق في هذا المجال.
فبالطبع إن العملية بحد ذاتها هي بداية جيدة. ولكن الأصعب هو احداث التغيير الفعلي وتلبية توقعات الناس. فنحن نعلم من حياتنا العملية والخاصة أن التغيير أمر صعب و يتطلب وقت و تصاحبه الكثير من المخاطر. لكن التغيير ضروري في العالم الحديث.
التغيير ضروري أيضا في عمل السفارة. الأردنيون يقولون لي باعتزاز أن علاقة المملكة المتحدة والأردن تاريخية ويذكرون لي لورنس وكلوب باشا. هذا شيء عظيم والتاريخ مهم طبعا. لكنه بالتأكيد ليس كاف. يجب تطوير تعاوننا بكافة الطرق: الحوار حول القضايا الإقليمية، والدعم الذي يمكن أن نعطيه للقطاع الخاص كجزء من الإصلاحات الاقتصادية وعمل المجلس الثقافي البريطاني الرائد في مجال التعليم. فالمملكة المتحدة تسعى لتقديم الدعم وتبادل الآراء والخبرات في جميع المجالات وليس للتدخل في الشؤون المحلية. فما يسمى بالربيع العربي هو أن الشعوب العربية هي التي تختار و تحدد مستقبلها.
تصميم الأردنيين على تحقيق ذلك المستقبل الأفضل هو أحد أقوى انطباعاتي والذي يجعلني متحمس لمستقبل الأردن وللفترة التي سأعمل فيها هنا. فإذا سئلت عن رأي في العرض حتى الآن سوف أرد بالتأكيد: "عظيم!" أنا بانتظار الحلقة القادمة!