19th May 2011
الشراكة: مذا تعني
كنت في لندن الاسبوع الماضي و تشرفت بحضور الاجتماع الذي عقد بين جلالة الملك ودي حيث كان مدة لقائهم 45 دقيقة. ذكرت الصحف أنهم ناقشوا "العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية" و يسعدني أن أقول بأن الاجتماع كان أكثر إثارة من ذلك. فماذا تعني حقا هذه العبارة المستخدمة بإفراط؟
بالطبع كان هناك أشياء كثيرة للحديث عنها. فقد وصف الملك عبد الله الوضع السياسي والاقتصادي في الأردن ، وتصميمه على المضي في إصلاح النظام الانتخابي والمشاكل التي يعاني منها الأردن بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. و من جانبه رحب ديفيد كاميرون بقيادة الملك عبد الله لأجندة الإصلاح والخطوات التي اتخذها جلالته في دعم الحكومة لإنشاء لجنة الحوار الوطني وتشكيله لجنة لمراجعة الدستور. ورأى رئيس الوزراء البريطاني أن الأردن أنموذج لبلد يعمل بنشاط من أجل الإصلاح في وقت تدعو فيه الناس في الشرق الأوسط لمجتمعات أكثر انفتاحا وديمقراطية. ونتيجة لذلك، اتفقوا على ضرورة إحراز تقدم في تنفيذ الإصلاحات. فقد عرض كاميرون الدعم البريطاني من خلال صندوق الشراكة العربية الجديد للمملكة المتحدة.
كما ناقشوا ليبيا وسوريا و عملية السلام في الشرق الأوسط. وأعرب ديفيد كاميرون عن تقديره لمساهمة الأردن في المهمة الإنسانية لحماية المدنيين في ليبيا. كما اتفقا على أهمية إجراء مفاوضات مبكرة وذات مصداقية من أجل التوصل إلى حل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
لقد دهشت من دفء العلاقة بين الجانبين البريطاني والأردني والاحترام المتبادل بين القادة. ولم تكن هذه مجرد علاقة مبنية على التاريخ، بل شراكة حقيقية و وثيقة تتطلع للمستقبل بين بلدين بينهم مصالح مشتركة يجدون قيمة حقيقية في العمل معا. كما دهشت بالتوافق في وجهات النظر والتحليل المشترك لما يحدث في الشرق الأوسط. وفي الواقع، كان هناك من يعتقد أنه قد يكون أكثر متعة لو استطاعوا العثور على شيء يختلفوا عليه!