14th April 2011
أهمية الكرامة
كلمة "الكرامة" كلمة نسمعها كثيرا في العالم العربي في الوقت الراهن. سمعناها في تونس في شهر كانون الاول وفي ميدان التحرير في القاهرة في شهر كانون الثاني كما أننا نسمعها في ليبيا وسوريا الآن.
الكرامة جزء أساسي من الثقافة العربية. و الكلمة في طبيعة الحال تحمل معنى مختلف لكل شخص، ولكنها كانت في قلب الأحداث في المنطقة في الاشهر الاخيرة. فبالنسبة للتونسي العاطل عن العمل انعكس معناها بالشعور بالذل من عدم القدرة على إعالة نفسه وأسرته. و بالنسبة للمتظاهر السوري الذي يطالب بالتحرر من الظلم ينعكس ذلك في الشعور بالضعف. أما بالنسبة للذين أجبروا مبارك على المغادرة ، انعكس ذلك بالشعور بالفخر للانتماء الى حركة شعبية حققت تغييرا كبيرا.
المأساة في ليبيا هي بين طاغية وحشي ومطالب شعبه من أجل الكرامة. المقاتلون الذين يكافحون من أجل إزالة القذافي يبحثون عن مستقبل أفضل: مجتمع مفتوح حيث يكون صوت كل شخص فيه مهم و حيث يتم توزيع ثروة البلاد بشكل عادل.
يدعم تحالف الدول الغربية والعربية سعي الشعب الليبي من أجل الكرامة الإنسانية : الحق في الاحتجاج ضد حكومة سلبتهم حرية التعبير عن أنفسهم وبددت الكثير من ثروات بلادهم. فقد فهمت الدول العربية المجاورة هذه المطالب .الدعوة إلى منطقة حظر طيران جاءت من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والعمل العسكري لحماية المدنيين انقذ حياة عدد لا يحصى من المدنيين الليبيين. فهذا ليس إجراء من جانب الغرب ضد الدول العربية. وهذا الأسبوع فإن اجتماع مجموعة الاتصال في الدوحة حول ليبيا سيكون برئاسة مشتركة بين قطر والمملكة المتحدة و سيشارك فيه الأردن و العديد من البلدان العربية الأخرى. و بالطبع، فإن مساهمة الأردن في تقديم الدعم اللوجستي والمساعدات الإنسانية هو جزء مهم من جهود قوات التحالف.
والكرامة هي أيضا شيء بحث عنه القادة العرب حيث ان العالم قد تغير من حولهم وشعوبهم أوضحت أن فترة ولايتهم وصلت الى نهايتها. التوقيت هو كل شيء ولكن في ليبيا ما زلت اعتقد أن العديد من المناصب العليا في النظام يمكن أن تكون في الجانب الصحيح من التاريخ والحفاظ على كرامتهم بهدوء على المدى الطويل من خلال التخلي عن القذافي وحملته القاتلة الآن.
لا أحد يعلم الى متى سيستمر الصراع في ليبيا. وآمل أن نرى نهاية قريبة للقتال ورحيل القذافي و عندها ستكون المهمة دعم إعادة تأهيل ليبيا سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا واستعادة كرامة الشعب الليبي.