British Ambassador to Yemen
15th September 2014 Sana’a, Yemen
ديمقراطية في طور الإنشاء
اليوم هو اليوم العالمي للديمقراطية. وموضوع هذا العام – إشراك الشباب في الديمقراطية – هو ذات أهمية خاصة بالنسبة لليمن. قبل ثلاث سنوات، خرج الشباب اليمني إلى الشوارع في السعي لتحقيق الديمقراطية. وقد استرشدت رحلة الديمقراطية في اليمن بمؤتمر الحوار الوطني، الذي أدى إلى اتفاق لعقد اجتماعي جديد، معترفا بمطالب ومصالح جميع اليمنيين والأهم، تلك الفئات الضعيفة والأقليات.
اليوم، وبعد مرور ثلاث سنوات من الثورة التي قادها الشباب، يستمر اليمنيين في سعيهم الى حكومة مكونة من الشعب، ويتم اختيارها من قبل الشعب وتعمل من أجل الشعب. في نهاية اليوم، هذا هو ما تعنيه الديموقراطية. أعضاء لجنة صياغة الدستور مشغولون بصياغة دستور جديد لليمن، يعكس مصالح ومطالب جميع المواطنين اليمنيين.
بالتوازي فإن اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء تقوم بإعداد سجل الناخبين البيولوجي الجديد الذي سيستبدل السجل السابق المتنازع عليه بأخر ذو شرعية وذو مصداقية وشفافية، وذلك قبيل الاستفتاء على الدستور في العام المقبل. وسيعقب هذا الانتخابات: فرصة اليمنيين لاختيار من يجب أن يمثل مطالبهم ومصالحهم في الحكومة المستقبلية في اليمن.
لم تكن رحلة اليمن سهلة. فالتحديات المختلفة، بما في ذلك وجود القاعدة في جزيرة العرب، وتصرفات المعرقلين والفساد المنظم لا تزال جميعها تهدد عملية الانتقال السياسي في اليمن. وقد تسببت هذه بتأخيرات شديدة للجداول الزمنية على طول الطريق والعملية بحاجة إلى التسريع.
من المهم أن لا يفقد اليمنيين الثقة في عملية الانتقال السياسي وأن يواصلوا العمل معا لمواجهة هذه التحديات. وهذا يتطلب الكثير من الصبر مع بعضهم البعض ولكن، كما يقول المثل اليمني، الصبر مفتاح الفرج.
مثل هذا المستقبل يُمكن تحقيقه، من خلال الدستور الذي يحمي حقوق وحريات جميع المواطنين، ويتمسك بسيادة القانون، ويضع اليمن على طريق أكثر شفافية ومساءلة، وحكومة تستجيب، حيث يمكن للمجتمع المدني الحيوي في اليمن أن يقوم بدوره في مساءلة الحكومة.
اليمن ليست وحدها في هذا المسعى. ففي ازرها دعم إقليمي ودولي قوي. تقدم المملكة المتحدة أكثر من 11 مليون جنيه استرليني لدعم الحوار الوطني في اليمن، وعملية صياغة الدستور، والانتخابات. ونحن نخطط أيضا لدعم المجتمع المدني في اليمن لمساءلة الحكومة؛ ومساعدة الحكومة اليمنية في السيطرة على الفساد، بما في ذلك من خلال ورشة عمل في نهاية هذا الشهر سوف تعتمد على الخبرة في بلدان أخرى لمناقشة الأفكار الجديدة لمكافحة الفساد في اليمن.
