This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Jane Marriott, British Ambassador to Yemen

Jane Marriott

British Ambassador to Yemen

25th September 2013 Sana’a, Yemen

أصدقاء اليمن على المستوى الدولي

هناك حدثان مهمان لليمن هذا الأسبوع خارج حدود هذا البلد. كلاهما يجري في نيويورك. الأول هو مؤتمر أصدقاء اليمن يوم الأربعاء 25 سبتمبر، والثاني مداولة بشأن اليمن في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (مجلس الأمن الدولي) يوم الجمعة 27 سبتمبر.

كلاهما فرصة ممتازة لليمن ليُظهر للعالم مما هو مصنوع. إنها فرصة للسياسيين في اليمن ليثبتوا أنهم قادرون على إحداث التغيير لما فيه خير اليمن؛ لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ليكونوا في طليعة عملية التحول السلمي، و لشعب اليمن ليبرهنوا أنه يمكنهم العمل معا لتقديم الحكومة ومؤسساتها للمساءلة. ولكن هذا يتطلب المزيد من العمل من قبل جميع الأطراف.

هذا هو الاجتماع السادس لأصدقاء اليمن – الدول والمؤسسات التي تدعم التحول السياسي والاقتصادي والأمني ​​في اليمن. أنها تريد أن ترى اليمن ناجحا: رؤية اليمن وهو يعبر من حالة عوز إنسانية ماسة وبناء هياكل الدولة القادرة على توفير الأمن والخدمات الأساسية لجميع مواطنيها، وإلى تقليل وإزالة تهديد الإرهاب داخل اليمن وخارجها. العمل الإرهابي من الأراضي اليمنية لا يزال يُنظر إليه على أنه تهديد كبير إلى المملكة المتحدة.  لذلك نحن نريد الأفضل لليمن، ولكن أيضا لأنه سيعود بالنفع على المملكة المتحدة.

سيحضر الاجتماع العديد من وزراء الخارجية، بما في ذلك وليام هيغ من المملكة المتحدة الذي سيرافقه وزير التنمية آلان دنكان. سيتم النظر في التحولات السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن. كان أملنا أن يختتم الحوار الوطني أعماله في الوقت المحدد، ولكن من الأفضل أن يتم تسوية جميع القضايا والانتهاء في وقت متأخر بأسبوعين. سيحتاج اليمنيين عندئذ إلى التركيز على الخطوات التالية في عملية الانتقال، بما في ذلك التوعية العامة ليتم الشرح لجميع اليمنيين كيف أنهم سيستفيدون في نهاية المطاف. هذا لن يكون سهلا.

بالنسبة للاقتصاد، سيكون على اليمن القيام بإصلاحات هيكلية جادة للتأكد من أنه يمكن تحقيق التوازن الحسابي. ولكن هذه ستشكل تحديا سياسيا. ضمن إطار المساءلة المشترك الذي تم الاتفاق عليه مع الجهات المانحة الدولية، نود أن نرى إجراءات عاجلة للقضاء على العمالة الوهمية من الخدمة المدنية، وإصلاح دعم الوقود (مع وجود شبكة أمان اجتماعي للفقراء)، والعمل على توظيف الشباب و هيئة لمكافحة الفساد تتمتع بسلطات حقيقية.

وقد اتخذت الحكومة بعض الإجراءات بشأن هذه الإصلاحات استباقا لاجتماع أصدقاء اليمن. أنها بحاجة الآن لأن تُنفّذ:  الإجراءات الأول والثاني وحدهما سيساعدان في توازن حسابات اليمن ووضعه على أساس مالي أكثر سلامة.

وتعهد أصدقاء اليمن بما يقرب من 8 مليارات دولار أمريكي لليمن. أراهن بأنكم جميعا تفكرون بما يمكن فعله  بهذا المبلغ من المال. وأنا أيضاً. وهذا هو السبب أن كيفية إنفاق المبلغ مهم جدا: يجب صرفه على مشاريع تتسم بالشفافية والمساءلة والاستدامة. لا يمكن أن يحدث هذا بين عشية وضحاها، ولكن يحتاج إلى أن يتم نفقه بسرعة أكبر مما هو عليه الآن – وهو دور المكتب التنفيذي الجديد، برئاسة المدير السابق للبنك الدولي، هادي لاربي، من تونس.

المجال الثالث هو الأمن. ينبغي أن يكون الهدف من الدولة هو ضمان سيادة القانون والعدالة لجميع مواطنيها. هناك طريق طويل لنقطعه في اليمن. بالنسبة لنا جميعا، هناك أيضا مسألة تنظيم القاعدة هنا. ستقوم المملكة المتحدة بالضغط على شركائها الدوليين لضمان عدم دفع مبالغ فدية إذا خُطف مواطنيها: هذا المال يذهب مباشرة إلى القاعدة في جزيرة العرب لتمويل أنشطتها.

سيضم اجتماع مجلس الأمن الاستماع لأحدث التطورات من وزير الخارجية اليمني، الدكتور القربي، من رئيس مجلس التعاون الخليجي ومن الأمم المتحدة. يتم مناقشة اليمن في هذه الاجتماعات كل بضعة أشهر. قبل عامين، كان من الصعب أن نتصور أن اليمن ستصل لما وصلت إليه: لقد احتضنت الحوار عوضا عن الصراع. ولكن هذا يعني أنه يجب تقديم التنازلات ولن يكون الجميع راضياً بالنتائج. لهذا ستكون بطاقة تقرير اليمن مختلطة: “علامات أعلى” للنوايا وللحوار و”يجب بذل جهد أكبر” عند التسليم. هذا ليس نتيجة سيئة في هذه المرحلة وآمل أن النتيجة القادمة ستكون أكثر إيجابية.