Peter Tibber

Ambassador to Colombia

10 October 2013

رحــله الي الشــرق

لقد أمضيت عدة أيام في كل من ولاية كسلا والقضارف. أعلم أن بعض الناس يظنون أنه من الغريب أن يقوم السفراء بزيارات خارج العاصمة. صحيح أن معظم الأعمال التي نقوم بها هي مع الحكومة هنا في الخرطوم، ولكن أنا سفير بريطانيا للسودان وليس الخرطوم وحدها وبالتالي من المهم ألا نتجاهل المناطق خارج العاصمة  والطريقة الوحيدة لفهم البلد هي أن تقوم بزيارة مناطقها.

Ambassador Peter Tibber at the Taka Mountains
Ambassador Peter Tibber at the Taka Mountains

ولأفعل ذلك علي أن ألتقي بالعديد من الناس كالولاة والوزراء والمسؤولين المحليين ورجال الأعمال والأكاديميين والإعلاميين والمجتمع المدني. بيد أني مُنعت في هذه الزيارة من مقابلة أعضاء الأحزاب السياسية المحليون بما في ذلك الحزب الإتحادي الديمقراطي وهو في واقع الأمر شريك في الحكومة.

 ربما كان هناك حافزاً خاصاً لمغادرة الخرطوم عقب الأحداث الأخيرة التي حدثت هنا. قبل مغادرتي إلى كسلا كان هناك إثنين من كبار المسؤلين البريطانيين يقومان بزيارة للخرطوم، وقد أوضحا خلال لقاءآتهما بممثلي الحكومة الصدمة التي شعرنا به وشعر بها العديد من السودانيين بسبب الإستخدام غير المتكافيء للقوة ضد المتظاهرين.  وقد كررا النداء الذي ورد في بيان وزير الخارجية لشؤون أفريقيا.

 والذي دعا فيه الحكومة إلى الوقف الفوري لإستخدام الذخيرة الحية وإحترام الحقوق المدنية الأساسية وحرية التعبير وحرية التجمع والإحتجاج بالإضافة إلى التقدم في حوار وطني صادق.

لقد أشرت إلى هذا البيان لدى لقائي بوالي كسلا وقد تحدثنا معه وكذلك مع نظيره في القضارف عن التحديات التي يواجهها الحكم المحلي والخطوات التي يتخذها لمعالجتها.

Meeting with the Governor of Gadarif
Meeting with the Governor of Gadarif

يملك شرق السودان بعضاً من أكثر مؤشرات التنمية إنخفاضاً في البلاد، أما لماذا فهذا ما لم تتضح أسبابه. ومن خلال مناقشاتنا مع شركاء التنمية تراوحت التوضيحات ما بين العوامل الثقافية إلى الجغرافية. لاشك أن الموارد الطبيعية تشكل واحداً من العوامل خاصة الحصول على المياه، فالزراعة البستانية  في كسلا تعاني من تذبذب كميات الأمطار. نحن الآن نعمل على معالجة قضية المياه خاصة وأننا في المراحل الأخيرة من تصميم وشراء معدات لمشروع مياه تبلغ تكلفته عشرين مليون جنيه إسترليني وذلك لضمان توفير خدمات مياه آمنه ومستدامة للمجتمعات الريفية.

أثرت مع والي كسلا بعض المصاعب واجهتها بعض المنظمات البريطانية وغيرها من المنظمات الدولية التي كانت تعمل في السابق في شرق السودان وهي تصاريح السفر والوصول إلى المناطق التي يرغبون في الذهاب إليه وما شابه ذلك، وقد أُجبرت واحدة من المنظمات الطوعية البريطانية التي كانت تقدم عملاً كبيراً على الإنسحاب، وهذه دائماً قضايا محلية. وقد شكل الوالي لجنة تنسيق جديدة لتيسير العلاقة ما بين المانحين والسلطات المحلية. أعتقد أن هذا سيكون مفيداً.

العامل الآخر هو اللاجئون، هناك نحو 90 الفاً في كسلا وقد ظل العديد منهم يقيمون هناك لعقود من الزمان، ويواجهون العديد من التحديات في تأمين إحتياجاتهم الحياتية وهناك تقارير مقلقة عن أن بعضهم يسقط ضحية لتجارة البشر وتعمل الحكومة المحلية ومنظمات الأمم المتحدة على معالجة هذا الأمر.

لقد زرت معسكراً من الواضح أن الحكومة ومنظمات الأمم المتحدة يعملان إلى جانب بعضهما البعض من أجل إعطاء المقيمين في هذه المعسكرات والمجتمعات المضيفة لهم المهارات التي يحتاجونها ليضعوا حداً للإعتماد على الآخرين وكسب عيشهم بعرق جبينهم. ويشمل هذا التدريب المهني والتلمذه الصناعية وذلك في مجالات متعددة منها صناعة الأغذية وإصلاح الهواتف الجوالة وميكانيكا السيارات. ولدعم هذا العمل وافقت الحكومة المحلية بكل حكمة على إصدار رخص عمل لثلاثين الف لاجيء.

Community Development at Gadarif University
Community Development at Gadarif University

هناك العديد من المبادرات المحلية، فقد رسم كلا الواليين وبقية المسؤولين الخطوط العريضة المتعلقة بالمشروعات التي ساعدوا بها الشرائح الأكثر حرماناً وتتراوح هذه المشروعات ما بين الدعم المالي المباشر لتوفير التمويل الأصغر للمشاريع الصغيرة. كما زرت أيضاً كليتي تنمية المجتمع بالجامعتين ووجدت أنهما تقومان بعمل عظيم في توفير التدريب وبعض الخدمات الصحية والتعليمية للنساء في المجتمعات النائية ومن ثمة مساعدتهن على توليد دخل من خلال إنتاج وبيع المنتجات اليدوية. أتمنى أن نتمكن من دعم بعضاً من هذه الأنشطة. لقد جئنا أيضاً بهدايا قيمة. لقد أمضيت بعض الوقت في الجامعتين حيث كان كلا المديرين كريمين جداً ومنحانا من وقتهما الكثير، كما أن لهما طموحات كبيرة فيما يتعلق بجامعتيهما. لقد ناقشنا أفق الشراكة مع الجامعات البريطانية وهو أمر سنقوم قطعاً بمتابعته. كما زرت مرافق شعبتي اللغة الإنجليزية وقد تحدثت مع بعض الطلاب الذين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة وكذلك أعضاء كليتي اللغة الإنجليزية. إنتهزت هذه السانحة لتشجيع الطلاب للتقديم لمنحة شيفينينغ لطلاب الدراسات العليا للدراسة في المملكة المتحدة

لقد رفعت الإجتماعات مع الطلاب وأعضاء الكليات من معنوياتنا وهو ترياق نرحب به بعد الإسبوع السابق الذي كان محزناً جداً. لقد عدت وأنا أكثر إقتناعاً بقيمة الزيارات لمختلف مناطق السودان، كما كان في الأمر متعة كبيرة للغاية.

1 تعليق “رحــله الي الشــرق

  1. Thank you Mr. Ambassador for your visit.Kassala is my home town, I hope development comes soon to my city, because people always ask us.

Comments are closed.

حول Peter Tibber

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was…

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was a member of the Senior Management Team of UKTI. He was ambassador to Sudan August 2011 to August 2015.

تابع Peter