Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

1 December 2017 Tripoli, Libya

سلاح التعليم

قال نيلسون مانديلا: “التعليم هو أقوى سلاح يمكن استخدامه لإحداث التغيير في العالم”

يُستخدم التعليم كسلاح ضد عدة أعداء، مثال على ذلك: الجهل، وقلة الفُرص، والفقر. نظام التعليم السيئ يؤدي إلى إنتاج أشخاص يفتقرون إلى المهارات التي يبحث عنها أرباب العمل. تبعاً لذلك سوف يفشلون في العثور على وظائف، ولن يكونوا قادرين على التغلب على عدة تحديات مثل الفقر.

كيف ينعكس هذا المفهوم بالنسبة إلى ليبيا؟ على المدى القصير، يعني ذلك أهمية ضمان أن جميع الأطفال قادرين على الالتحاق بالمدارس، خصوصاً أن قطاع التعليم قد تضرر بشكل كبير في العديد من المناطق في ليبيا، فالعديد من الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدارس بسبب تدمير بعض المباني أو تلفها. تعمل الأمم المتحدة على إعادة تأهيل المدارس وتوزيع الإمدادات التعليمية الأساسية لصالح الأطفال المتضررين.

مثل هذه الإجراءات تُمثل الاحتياجات الطارئة في الإصلاح التعليمي. ولكن على المدى المتوسط إلى البعيد، ينبغي أن يكون إصلاح  ظام التعليم عُنصرا أساسياً من عناصر الإصلاح الاقتصادي، الاقتصاد الليبي في حاجة ماسة إلى التنوُّع. لأنه يعتمد على مصدر واحد للدخل وهو: النفط والغاز، كما أن فُرص العمل تعتمد بشكل كبير على وظائف القطاع العام، حيث تحوي الغالبية العظمى من الطبقة العاملة في ليبيا.

مصادر الدخل المذكورة لا تُشكل حلاً مُستداماً. فالعالم اليوم أصبح أقل اعتماداً على النفط؛ ولم تعد ليبيا قادرة على دفع مرتبات العاملين في أنشطة غير منتجة إلى حد كبير. من الضروري خلق فرص عمل جديدة، وخاصةً في القطاع الخاص، ولكن هكذا استثمار لن يأتي إلا إذا كان النظام التعليمي ينتج أُناساً بالمهارات التي تبحث عنها الشركات.

ما نوع المهارات التي سوف يبحث عنها أصحاب العمل في المستقبل؟ الأطفال الليبيون الذين بدأوا الدراسة هذا الخريف من المفترض أن ينهوا الدراسة عام 2030، ويدخلون سوق العمل التي ستتغير بجميع المقاييس من يومنا هذا. الوظائف التي يقوم بها آباءهم وأمهاتهم الآن لن تكون بالضرورة ذات ربح كبير في المستقبل. انهم بحاجة الى ان يتطلعون إلى الوظائف المُستقبلية، مثال على ذلك: أخصائي التمويل الجماعي، مهندس الإنترنت، مهندس الطب الحيوي، وحدة تحكم مدني بدون طيار، وغيرها التي لا يمكننا حتى تخيلها.

إن العالم الذي سوف يصبح فيه هؤلاء الأطفال بالغين، سيختلف كثيراً عن العالم الذي نعيشه اليوم. إن دمج التطور الاقتصادي والتقدم التكنولوجي سيؤدي إلى خلق سوق عمل مختلف تماماً.

كيف يتم تغيير المنهج والامتحانات وطُرق التدريس لإعداد وتهيئة الأطفال لهذا العالم المستقبلي؟

يُحتاج أن يتركز التعليم حول:

  • تقييم وشرح وتوظيف المعلومات بدلا من حفظها واستنساخها.
  • العمل معا كفريق وليس كأفراد.
  • الإبداع والابتكار.

التدريس والتعلُم لن يحدُث فقط في غرفة مع مقاعد وسبورة ومُعلم في الواجهة، التعليم يمكن يحدث في أي مكان وفي أي زمان. على أية حال، يجب على الأطفال أن يتعلموا التكيُّف، والنمو، وتنمية القدُرات والتحفيز، وتوسيع الآفاق، ونقل وتطبيق المعرفة. وعلى الكبار أيضا تعلُم مهارات جديدة  للاستمرار في وظائفهم.

هذا النوع من التغيير سوف يساعد أيضا على إنتاج مواطنين صالحين وأفراد مُبدعين ومنتجين، وأيضاً أن  أفراداً مسؤولين في المجتمع مُلتزمون بمصالح وقيم بلدهم  وأيضاً انتاج مواطنين ذو مؤهلات عالمية.

التغيير لين يكون سهلا أبداً، ولكن العديد من البلدان قد شرعت بالفعل في برامج الإصلاح التعليمي، وهي تتطلب قرارات صعبة لا يمكن أن يتخذها إلا الليبيون أنفسُهم. من المهم إجراء حوار منفتح وشفاف. يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم المساعدة، ولكن فقط إذا كان هناك توافق بين الليبيين على التقدُم إلى الأمام.

قطاع التعليم جيد ذو معايير عالية، أمر مهم وينعكس بشكل أساسي على للشباب وأيضاً يعود بالنفع على الاقتصاد. إن تسخير إمكانيات الشباب – التي يمتاز بها الكثير من الشباب في ليبيا – هو أفضل وسيلة لتحقيق طموحاتهم والوصول الرخاء الذي يستحقهُ الليبيون.

اللغة الإنجليزية أيضاً يجب أن تكون من ضمن المهارات الأساسية التي سوف يتم توظيفها في المستقبل، فهي اللغة الأكثر استخداماً على نطاق واسع في مجال الأعمال التجارية، والإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية.

يشارك المجلس الثقافي البريطاني في ليبيا بشكل واسع في إجراء امتحانات اللغة الإنجليزية، ويقف على أهبة الاستعداد لتقديم الخبرة والخبرات في مجال إصلاح التعليم.

4 التعليقات “سلاح التعليم

  1. أريد أن أركز على الطلاب الطين سيدرسون في الخارج أو الذين يدرسون الآن باعتبار أنهم سيكونون أساتذة للطلاب الذين سيتخرجون في عام 2030،، من المشاكل التي تواجههم أن الجامعات التي تستقبلهم في الخارج جامعات سيئة جدا و هي ف العادة جامعات خاصة،، كذلك موضوع الإجراءات الصعبة للوصول لجامعات ذات كفاءة عالية ، أرجو أن تنتبه دولة مثل بريطانيا لهذا الموضوع و كذلك الوسطاء بين الطلاب و الجامعات عادة ما يستغلون عدم معرفة الطلاب و يقدمون لهم طلبات قبول في جامعات غير جيدة، و صعوبة التأشيرات كذلك موضوع مهم،،، و أخيرا نحتاج إلى إرادة و زمن لتحقيق ذلك

  2. ان من اهم المشاكل التي تواجه قطاع التعليم شأنه في ذالك شأن قطاعات اخري هو غياب المشاركة علي مستوي القواعد التعليمية في المؤسسات التعليمية سياسات عدم المشاركة هي سياسات متجذرة في البني المؤسساتية الليبية . هذه السياسات يجب ان تتغير لتفتح المجال امام مشاركة كافة المعنيين بالقطاع وهذا لن يتأتي الا من خلال تبني وزارة التعليم لمبداء المشاركة كأساس للبناء

  3. إن التعليم يحتاج إلي تكاثف جميع الجهات المعنية، ويجب منا قبل إتخاد قرارات حاسمة في مجال التعليم كالتي أقر بها وزير التعليم مؤخراً،أن نقوم بتهيئة الأساتدة قبل كل شي لأن هم الأساس في تحقيق التطور الحقيقي في مجال التعليم،وأيضاً توعية الأهل بضرورة دعم هده التغيرات التي ستطرأ علي العملية التعليمية بأقامة ورش عمل ودورات تدريبية تدعمها وتشرف عليها وزارة التعليم نفسها وشكراً علي دعمكم☺️

Comments are closed.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.