Chloe Hamborg

Head of Political Section , British Embassy Khartoum

المدون الضيف Michael Aron

7 April 2016 Khartoum

الحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة والسودان : “من الجيد أن نتحدث “

photo

بالنسبة للناس في المملكة المتحدة ، عبارة ” من الجيد أن نتحدث ” تستحضر ذكريات حملة اعلانات تلفزيونية لخدمات الهاتف ، من واحدة من شركات الاتصالات الرئيسية في المملكة المتحدة ! وكانت واحدة من تلك العبارات التي ، خلال عقد التسعينات، أصبحت مرادفا لفعل بسيط هو التقاط الهاتف و إجراء مكالمة
اليوم ، تبادرت العبارة إلى ذهني عندما أعود بذاكرتي إلى الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي مدير الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية و شؤون الكومنولث ، نيل ويجان ، إلى الخرطوم . زيارته بدأت “حوار استراتيجي” جديد بين حكومتي المملكة المتحدة و السودان . محادثات على مدى يومين ، مع الوزارات الحكومية المختلفة ، تناولت العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والسودان ، الوضع الأمني في المنطقة ، التعامل مع قضايا الهجرة ، التقدم في إنهاء النزاعات الداخلية في السودان وتعزيز النمو الاقتصادي و حقوق الإنسان

photo

ما الذي نعنيه ”بالحوار الاستراتيجي” ؟ فالنضع المصطلحات جانبا، هذا مفهوم هو حقا بسيط جدا . انه يعني التحدث. نتحدث عن ما لدينا من قواسم مشتركة . نتحدث عن اختلافاتنا . نتحدث عن مستقبل علاقتنا والتعاون بيننا
يمكن ان يعرف ،على انه حوار بين طرفين . وليس ان يفرض جانب واحد أجندته على الآخر ، ولا ان يسيطر على النقاش. انه عن الاستماع و فهم وجهة نظر الطرف الآخر ، وايضا ابداء رأيك وتوضيح وجهة نظرك
ولعل هذا يبدو واضحا . هل هو كذلك ؟ كم عدد المشاكل و التوترات في حياتنا يوما بعد يوم تنشأ من الخلل في التواصل ، أو عدم وجود تواصل ، سواء مع زميل أو صديق أو أحد أفراد العائلة؟ ربما عدد كبير ! إذا كان هذا هو الحال في العلاقات بين الأفراد ، فكيف يكون الحال بين الحكومات ، التي تتضمن العديد من المؤسسات والمسوؤلين ؟!
حافظت المملكة المتحدة و السودان منذ فترة طويلة على تبادل الحديث والحوار في كل هذه القضايا ، وأكثر من ذلك . في نواح كثيرة، و مبادرة “الحوار الاستراتيجي” هي مجرد وضع اسم لما نقوم به بالفعل ، و لتأكيد أننا نريد استمراريته. وانها وسيلة للجمع بين كل المحادثات المختلفة لدينا ، لننظر إلى الصورة الكبيرة . نحن عازمون على الاجتماع مرة اخرى لاجراء مزيد من المحادثات الرسمية قبل نهاية العام

IMG-20160406-WA0005
ولكن لأضفاء الطابع الرسمي على الالية ، نحن أيضا إرسالنا رسالة نقول فيها ان السودان محل اهتمام بالنسبة للمملكة المتحدة ( ونأمل أن ان تكون المملكة المتحدة محل اهتمام بالنسبة السودان !) . نحن نعتقد أن البلاد لديها دور هام تقوم به في مواجهة التحديات الإقليمية اليوم . أننا نريد مواصلة تطوير العلاقات بين شعبينا، سواء في المجالات الثقافية والاقتصادية و التعليمية . أننا نهتم بشعب السودان ، و نريد أن نقوم بدورنا لوضع نهاية للنزاع، وتحقيق التنمية ولأيقاف المعاناة الإنسانية
استثماراتنا هي بالفعل دليل على ذلك الالتزام. المملكة المتحدة هي ثاني أكبر جهة مانحة للعمل الإنساني في السودان ، المملكة المتحدة انفقت ٤٥ مليون جنيه استرليني سنويا على المساعدات الإنسانية والإنمائية . مساهمتنا في بعثات حفظ السلام يوناميد و اليونسفا تجاوزت ٦٠ مليون جنيه استرليني في عام ٢٠١٥. – المجلس الثقافي البريطاني في السودان هو ثالث أكبر مجلس في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى . كل عام المجلس الثقافي البريطاني يصل إلى ٤ ملايين معلم ومتعلم للغة الإنجليزية في السودان. . لقد تضاعفت عدد منح شيفننغ المقدمة للسودان الى ثلاث مرات ، قدمنا أكثر من مليون جنيه استرليني لتدريب الصحفيين ، وقمنا بتمويل ثلاث مواسم ناجحة من المسابقة التلفزيونية مشروعي . بلأضافة الى الكثير
المحادثات الرسمية الأسبوع الماضي ركزت على ترسيخ هذا الالتزام وتطويره في المستقبل . كما وفرت منتدى هاما بالنسبة لنا لتبادل الآراء الصريحة و الصادقة بشأن القضايا التي نختلف فيها . نحن نعلم أن الحوار لوحده لن يحل بعض من أصعب التحديات في السودان . على وجه الخصوص، حل النزاعات المستمره ، فإنه يتعين على الجانبين اتخاذ الإجراءات اللازمة ، و فعل ذلك باسرع فرصة لوضع نهاية للمعاناة الإنسانية التي لا داعي لها
لن نستطيع تحقيق هذه الأهداف من خلال التحدث إلى الحكومة وحدها . نحن بحاجة إلى أن المشاركة بصورة واسعة مع مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الأخرى في السودان ، بما في ذلك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام و المعارضة . ان لديهم دورا هاما للغاية ، تحدث نيل أيضا مع ممثلين من بعض هذه المجموعات خلال زيارته
بالعودة إلى إلاعلان التلفزيوني القديم ، آمل أن مبادرة هذا الحوار الجديد سيجعل مشاركتنا في السودان بسيطة مثل التقاط الهاتف ، نحن نسعى إلى توسيع وتعميق حوارنا مع جميع الجهات الفاعلة لصالح البلدين

1 تعليق “الحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة والسودان : “من الجيد أن نتحدث “

  1. نحن ايضا نؤمن باهمية الحوار لأنه “في البدء كانت الكلمة” وأول الحرب كلام وأول السلام كلام ‘لذلك لن نمل من التطلع نحو حوار جاد حقيقي بعيدا عن المناورات الحزبية الضيقة‘ نبارك كل خطوة جادة لتعزيز التراضي الوطني والاتفاق القومي والحل السياسي السلمي الديمقراطي

Comments are closed.

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”