Projects officer, British Embassy Khartoum

المدون الضيف Michael Aron

18 November 2015 Khartoum

آفاق السلام والاستقرار في دارفور

انني أنتمي لدولة ظلت تعاني من نزاع داخلي لأكثر من نصف قرن. وأنا جزء من جيل يُوصف ب أطفال النزاعات. أحاول أن لا أنسى تلك الأيام الآن وقد أصبحت مسؤولة في السفارة البريطانية في الخرطوم عن تقديم برامج منع نشوب الصراعات . تجربتي في الطرف المتلقي لهذه البرامج جعلتني أكثر ادراكاً لمدى أهمية وقيمة أن يفهم المستفيدين وأصحاب المصالح الوطنية الأخرى تماما المعنى والغرض من أنشطة منع نشوب الصراعات

عبرت مُخيلتي هذه الافكار الاسبوع الماضي حين كنت في طريقي نحو نيالا لزيارة بعض المشاريع التي تُمول من المملكة المتحدة وغيرها من الجهات المانحة عبر صندوق سلام واستقرار المجتمع في دارفور

.يُساهم برنامج  صندوق سلام واستقرار المجتمع في دارفور في تحقيق أهداف المملكة المتحدة في وضع حد للصراع في السودان وفي استعادة الثقة بين المجتمعات المعرضة للخطر

كانت هذه زيارتي الأولى إلى دارفور، وكنت متحمسة جدا لسماع أفكار أفراد المجتمع وجها لوجه حول المشروع. أردت أيضا التأكد من أن يفهم المستفيدين أن هذه المشاريع، قبل كل شيء، هي مشاريعهم. وكان أول درس لي في هذا الجانب أن المقدرة على فهم والرد على التحية السودانية، أو حتى مجرد تبادل المعلومات حول أطفالنا، وسيلة لطيفة للتواصل والتشجيع على تبادل وجهات النظر. بالاضافة لذلك فاني وجدت ان المقدرة على فهم بعض خفايا اللغة أعطاني نظرة ثاقبة لديناميات المجتمع وأي السبل قد تكون الأفضل لتيسير التغيير

فوجئت عندما بدأنا المحادثات حول أنشطة المشروع بمدى بصيرة المجموعة لبرامج منع نشوب الصراعات بصورة فاقت توقعاتي. على سبيل المثال ، مشروع بناء مدرسة مربوط في العادة مع برامج التنمية أكثر من برامج منع نشوب الصراعات. ومع ذلك أوضح لي قادة المجتمع من الرجال والنساء كيف أن المدرسة أصبحت المنطقة الرئيسية للبدو والمزارعين من جميع الأعمار للقاء بعضهم البعض، و لتربية الأطفال الصغار معاً وتوفير مساحة لتجمعات المجتمع

Darfur
Darfur – Community leader explaining how the school has contributed to peacebuilding efforts between the different tribes, the community and the nomads

قد لا تكون التجمعات المدرسية الطريقة النهائية التي يتم بها حل النزاعات، ولكنها البداية. الاتفاق حول الدوام الدراسي والواجبات المدرسية، مشاركة أطفال من خلفيات وقبائل مختلفة بعضهم البعض فروضهم المنزلية ، أو تقاسم المسؤوليات بين الآباء يساعد على خلق بيئة تُهيء قادة المجتمع، الأمهات والآباء والشباب على التعايش

كمانحين، قد نرغب في أن نرى طرق أخرى لتقوية عناصر المشاركة، التوثيق والانخراط ، وأن يتم بذل المزيد من الجهد لتمكين المرأة، ولكن في النهاية تظل تلك الآليات هي الآليات التي أوجدتها المجتمعات ومهمتنا هي تقويتها لتؤدي إلى مجتمع أكثر شمولا

يُعد برنامج صندوق سلام واستقرار المجتمع في دارفور آلية فعالة لمعالجة التحديات ذات الصلة بالصراعات. يدار الصندوق من قبل برنامج الأمم المتحدة الذي يعمل أيضا على تزويد الأمانة التقنية. وتُساعد الآلية عن طريق إدارة تمويل جهات مانحة متعددة في توصيل دعم أكبر للمجتمعات المحلية مع خفض التكلفة الإدارية للمانحين. منذ أن بدأ في عام 2008، تم صرف 65 مليون دولار لاستقرار المجتمعات، واستعادة الثقة بينهم، وتمهيد الطريق لتحقيق الانتعاش المبكر

وقد تم تمويل عشرات المشاريع بهذه الطريقة عبر ولايات دارفور الخمسة ومئات من الآليات المجتمعية لحل النزاعات كما تم انشاء لجان للسلام لمعالجة النزاعات حول المياه، والمراعي، وطرق الهجرة وسبل العيش الخ. حالياً تصل النشاطات المدعومة من آلية صندوق سلام واستقرار المجتمع في دارفور إلى حوالي 178،000 شخص

ولكن، كما هو الحال دائما، لا تزال هناك تحديات. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لإنشاء ارتباط بين هذه الآليات لحل النزاعات على مستوى المجتمع المحلي وبين محافل السلام الأوسع. وبينما تكافح المجتمعات المحلية لإنشاء ودعم آليات للحوار والتعايش السلمي بين أنفسهم، يجب ايجاد وسيلة لتمكين جميع الأطراف من أن تكون مُمثلة في عمليات الحوار الوطني والسلام

ما زال هناك تحدي إضافي يكمن في تحسين مشاركة المرأة والشباب في الآليات المجتمعية لحل النزاعات وأنشطة كسب الرزق وتحسين الثقة بين المجتمعات ومنفذي العمل في المناطق الأكثر حساسية

على الجانب الإيجابي، ان دعم الحكومات الولائية في هذه المجالات مُقدر للغاية وقد كان إيجابيا حتى الآن. ولكن قد تكون هناك مساحة للأفكار المبتكرة في هذا المجال. لذلك، هل لدى القاريء أي أفكار؟

!المشاركة والإبتكار خطوات أولية في منع نشوب النزاعات

Nyala
Schoolchildren posing for a photograph outside their school in Nyala

1 تعليق “آفاق السلام والاستقرار في دارفور

  1. المجتمعات المحلية التقلدية في دارفور وولايات السودان المختلفة ذات الطبيعة الصراعية تبحث عن مشتركات وجدانية تعمل علي منع نشوب الصراعات فما بينهم وتعبر المدرسة وان الاندية هي اماكن لتواجد اكثر الفئات عرضة لنشوب الصراع وهو الشباب واطفال المدارس وذالك من خلال الالتقاء في مكان جامع فما بينهم فهنالك اليات محلية تسهم هي الاخر في الحد من نشوب الصراعات بل تققل حتي من التفكير في ذالك وهي الفنون والثقافات المحلية والصورة التلفزيونية الفلمية التي تعكس نشاطهم وحراكهم ويروا انفسهم من خلاله فيتشاركون الفعل وينجزبون نحه
    فتلك الثقافات المحلية وافنون الشعبية سو كانت بصرية او غنائية تسهم بفعل الصناعة الاحترافية لتغير التفكير الجمعي للمجموعات ومشاركتهم ثقافتهم تجعلهم اكثر تمسكا بالحياة والعيش بعيدا عن نشوب الصراع

Comments are closed.

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”