Jane Marriott, British Ambassador to Yemen

Jane Marriott

British Ambassador to Yemen

12 February 2014 Sana’a, Yemen

عندما يصبح التقدم والارتقاء أمراً شخصياً

يعلم كل يمني وأصدقائهم الدوليين أن الأختبار الحقيقي في عملية الأنتقال السياسي في اليمن ستكون في ما إذا تمكنت من تحسين حياة أغلب اليمنيين. لن يتم التقدّم بين ليلةً وضحاها: هناك حاجة لعمل إصلاحات هيكلية كبيرة ويجب معالجة الفساد قبل أن تصبح هناك تحسينات

 

الحياة في اليمن صعبة: في العام 2005 كان 18% من الشعب (حوالي 5 مليون نسمة) يعيش بأقل من دولار وربع في اليوم – والوضع في يومنا هذا لم يتغير (وقد يكون أسوأ). معظم الرجال يحصلون على 6 سنوات أو أقل من التعليم الأساسي بينما معظم النساء يحصلن على أكثر بقليل من سنتان من التعليم أو أقل.

 

أكثر من 10 مليون نسمة لا تتوفر لديهم سبل الحصول على مياه شرب نظيفة وأكثر من 12 مليون لا توجد لديهم خدمات صرف صحي سليمة. تفاقم الوضع مع الصراعات العديدة في اليمن والتي أجبرت أكثر من 500,000 شخص من هجر بيوتهم. الاقتصاد الضعيف يعني أن الكثيرين لا يستطيعون إيجاد فرص عمل.

 

في ظل هذه التحديات، أنا فخورة بأن المملكة المتحدة ومن خلال وكالة التنمية الدولية في طليعة الجهود المبذولة لتحسين حياة الشعب اليمني.

 

اننا في خضم إنقاق 196 مليون جنيه استرليني (حوالي 320 مليون دولار) في اليمن خلال ثلاث سنوات. نعمل جنباً إلى جنب مع شركاء اليمن الدوليين الأخرين لتشجيعهم على استثمار أموال أكثر في مستقبل اليمن وأن يستثمروها بحكمة – أكثر أهمية من المبلغ الذي ننفقه هي النتائج التي نحققها.

 

كنتيجة مباشرة للتمويل من المملكة المتحدة تمكّن 33,000 طفل إضافي من الالتحاق بالمدرسة من العام 2011 وحتى 2013. تم إخضاع أكثر من 680,000 امرأة وطفل للكشف الطبي عن ومساعدتهم لتجنب سوء التغذية وذلك من سبتمبر 2012 حتى ديسمبر 2013. تسلّم 60,000 شخص مبالغ نقدية لمساعدتهم على العيش (يتضمن ذلك دفع مبالغ للأعمال العامة) في 2013. تم توفير سبل الحصول على مياه شرب نظيفة لأكثر من 96,000 شخص. في 2012 تم خلق أكثر من 4500 وظيفة بشكل غير مباشر عن طريق دعم المملكة المتحدة. تقدّم مشاريعنا في محافظات حول اليمن.

 

قائمة أرقام كهذة بالتأكيد هي مثيرة للأعجاب ولكن حقيقتاً أن قيمة العمل الذي نقوم به وصلتني مؤخراً عندما ألتقيت بأشخاص تحولت حياتهم من خلال مشاريع مموّلة من المملكة المتحدة ويقوم بتنفيذها الصندوق الأجتماعي للتنمية. في بيت معزور بمحافظة صنعاء، قابلت عدد من سكان الريف الذين قالوا لي أنه منذ أن قام الصندوق ببناء سد، قلّ عدد الأطفال المصابين بالمرض لشربهم مياه غير نظيفة، وتمكن المزارعون من أن يتحولوا من الزراعة للأكتفاء الذاتي إلى محاصيل تدُر ملاً كالبن، البطاطس والذرة.

 

في دعوة، سمعت بأن الطريق الذي يبنيه الصندوق سيربط القرية بفرص اقتصادية وقد أختصر الطريق بالفعل وقت الرحلة إلى أقرب عيادة طبية من 6 إلى 3 ساعات. في دير قمل في محافظة الحديدة، رأيت كيف أن برج ماء نفذه الصندوق يضخ الماء مباشرةً إلى البيوت في القرية مما يتيح لفتيات القرية الذهاب إلى المدرسة بدلاً عن جلب الماء.

 

ينفّذ الصندوق الاجتماعي للتنمية مشاريع مثل هذه حول البلد، مقدماً بذلك تحسينات ملموسة لحياة الشعب. يأتي نجاح هذه المشاريع من حقيقة أن سكان الريف أنفسهم قاموا بتحديدها والمساعدة في عملية بناءها وبسبب خبرة وتفاني والتزام فريق العمل في الصندوق. أنه هذا الالتزام لدى اليمنيين لتحسين حياتهم وحياة رفقائهم المواطنين هو الذي يعطيني الأمل الحقيقي للمستقبل.

 

ستستمر الحكومة البريطانية في المساعدة على تحسين حياة الشعب اليمني بأية وسيلة ممكنة لدينا. طموحنا الأعظم هو إجهاد أنفسنا في العمل حتى لا يتبفى لنا عمل. بكلمات أخرى، أننا سنستمر في مساعدة اليمن لبناء مستقبل أمن ومزدهر بحيث لا يحتاج اليمن بعده لأية منح أو مساعدات تنموية من الدول الأخرى. ذلك اليوم يظل بعيداً ولكنه سيأتي من أجل أطفال اليمن إذا تمكّن أبائهم من تبني الخيارات الصحيحة اليوم

SFD-water-pump
SFD-water-pump

1 تعليق “عندما يصبح التقدم والارتقاء أمراً شخصياً

Comments are closed.

الكلمات

غير مصنف