This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Peter Tibber

Ambassador to Colombia

3 November 2014

بصيص أمل

التقيت مؤخراً بالسيد بيتر هولا وزملائه من قادة منظمة “شراكة تعليم المرأة” وهي منظمة بريطانية غير حكومية صغيرة تعمل في السودان لدعم النساء في مجال محو الأمية. إنهم يقومون بعمل رائع ولقد سُررنا بتقديم بعض الدعم المتواضع لهم. قصتهم يرونها لنا في الأسطر التالية.

تقول العضو المؤسس السيدة ليليان كريغ هاريس “إستمعوا إلى النساء المحرومات والنازحات وإعملوا بما يقلنه لكم”. تذكرني هذه المقولة دائماً بالتركيز على إحتياجات الشرائح الأكثر ضعفاً والمرأة وإتخاذ الإجراءآت. وهذا ما ظللنا نفعله بالضبط في السودان وجنوب السودان ولحقبة تربو على الخمسة عشر عاماً. وكلما إستمعنا للنساء وجدناهن تواقات للتعليم ومحو الأمية وكذلك لصحة أفضل لهن ولإطفالهن. وفي المقابل، حاولنا نحن من جانبنا فتح الأبواب ودعمنا المرأة حتى تبلغ عتبة الجامعة. لقد وقع إختيارنا على أكثر النساء عوزاً ممن يمكنهن الولوج إلى عوالم رحيبة ولكن ظروف قاهرة فوق إرادتهن عكرت صفو حياتهن.

11
الطالبات في فصل تُديره منظمة شراكة تعليم المرأة

لقد تخرجت الآن أكثر من ثلاثمئة طالبة سودانية تابعة لمنظمة معاً من جامعة الأحفاد وغيرها من الجامعات الآخرى بالخرطوم. والآن لدينا أول الخريجات من جامعة جوبا أيضاً. تتحدث الخريجات عن قصص عن مدى معاناتهن في السابق. كما تحدثنا إلينا أيضاً عن الفرص التي توفرت لهن للحصول على فرص عمل.

وجدنا من بين الخريجات معلمات وطبيبات ومحاميات وسيدات أعمال وعالمات. وسواء حصلن على وظائف أم لم يحصلن إلا أننا علمنا منهن أن التعليم قد منحهن القدرة على تغيير حياة أسرهن، وحياة بلادهن، نحو الأفضل.

نحن نعمل بهمة ونشاط لتعزيز محو الأمية في الأماكن التي تتواجد فيها النساء الأكثر إحتياجاً لذلك، كما أننا ندفع الرسوم لما يزيد عن الثلاثمئة سيدة نازحة. إلى جانب التبرعات السخية من مانحينا من الأشخاص والشركات والمنظمات، فقد حصلنا مؤخراً على منحة من السفارة البريطانية بالخرطوم لدعم إستمرارية عشر فصول لمحو أمية النساء.

كما أننا نسعى لدعم المعلمات اللائي يعملن في أفقر المدارس الإبتدائية. ونعلم أن ما يربو على الثلاثة آلاف وخمسمئة طفل يستفيدون من ذلك إضافة إلى أن معلمينا أيضاً يتلقون دعماً من أجل تقديم رعاية خاصة للأيتام في مدارسهم.

لقد تخرجت الآن أكثر من ثلاثمئة طالبة سودانية تابعة لمنظمة معاً من جامعة الأحفاد وغيرها من الجامعات الآخرى بالخرطوم. والآن لدينا أول الخريجات من جامعة جوبا أيضاً. تتحدث الخريجات عن قصص عن مدى معاناتهن في السابق. كما تحدثنا إلينا أيضاً عن الفرص التي توفرت لهن للحصول على فرص عمل.

وجدنا من بين الخريجات معلمات وطبيبات ومحاميات وسيدات أعمال وعالمات. وسواء حصلن على وظائف أم لم يحصلن إلا أننا علمنا منهن أن التعليم قد منحهن القدرة على تغيير حياة أسرهن، وحياة بلادهن، نحو الأفضل.

نحن نعمل بهمة ونشاط لتعزيز محو الأمية في الأماكن التي تتواجد فيها النساء الأكثر إحتياجاً لذلك، كما أننا ندفع الرسوم لما يزيد عن الثلاثمئة سيدة نازحة. إلى جانب التبرعات السخية من مانحينا من الأشخاص والشركات والمنظمات، فقد حصلنا مؤخراً على منحة من السفارة البريطانية بالخرطوم لدعم إستمرارية عشر فصول لمحو أمية النساء.

كما أننا نسعى لدعم المعلمات اللائي يعملن في أفقر المدارس الإبتدائية. ونعلم أن ما يربو على الثلاثة آلاف وخمسمئة طفل يستفيدون من ذلك إضافة إلى أن معلمينا أيضاً يتلقون دعماً من أجل تقديم رعاية خاصة للأيتام في مدارسهم.

Women’s Education Partnership promotes literacy in areas where there is most need among vulnerable women
تحث منظمة شراكة تعليم المرأة على محو الأمية في المناطق الأكثر إحتياجاً خاصة بين الشرائح النسوية الضعيفة

زرت في شهر أكتوبر 2014 كل من السودان وجنوب السودان لمقابلة طلابنا وزيارة مدارسهم، وقد سنحت لنا الفرصة لرؤية بعض المعلمات التابعات لنا في مواقع عملهن في أماكن بعيدة على أطراف الخرطوم. وقد طلبت منا بعض النساء توفير بعض الخدمات الأساسية مثل علاج العيون بالإضافة إلى تقديم بعض الخدمات التعليمية عن فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز. إننا نفعل ذلك في كلا البلدين ووقتما توفرت لنا الظروف الملائمة لذلك.

نحن منظمة خيرية صغيرة مسجلة بالمملكة المتحدة وقد غيرنا أسم المنظمة إلى اسم منظمة شراكة تعليم المرأة وذلك لعكس إحتياجات كل من السودان والدولة الناشئة في جنوب السودان. وقد أجازة السلطات في كل من منظمة الشؤون الإنسانية ووزارة التربية والتعليم برامجنا التعليمية في السودان. نحن نراقب بإهتمام كبير الأموال التي نُنفقها إذ أن موظفي مكتبنا في الخرطوم المتفرغون ممن يتلقون أجراً لا يتجاوز عددهم الثلاثة أشخاص لأن معظم طاقتنا وإلتزامنا يأتي من المتطوعين والداعمين والمانحين من شتى بقاع الأرض.

من خلال تسفاري إلى أماكن في السودان وجنوب السودان التي بدت عليها آثار النزاعات واضحة     جلية، رأيت كيف أسهمت مشروعاتنا التعليمية إحداث التغيير. لقد أعرنا أسماعنا لأكثر الشرائح النسائية عوزاً في كلا البلدين وتحدثنا إلى مناصرينا المحليين من وجهاء تلك المناطق والذين كانت رسالتهم واضحة ألا وهي إستمروا في تركيزكم على محو الأمية ووفروا المزيد من الفرص للنساء كباراً وصغاراً حتى يتمكن من الحصول على التعليم.

مدير المنظمة بيتر هولا في زيارة لأحد فصول شراكة تعليم المرأة

أخبرتني واحدة من حاديات ركب المنظمة بأن ” تعليم الشرائح الضعيفة من النساء هو المخرج الوحيد. إنه الأمل الوحيد وما لم نتمكن من فعل ذلك فإن المستقبل سيكون مظلماً. من المهم جداً أن تجد المرأة، على وجه الخصوص في المناطق التي أرهقتها الحرب والصراعات، مكاناً طليعياً. هناك بصيص أمل في السودان وأن معاً من أجل السودان/شراكة تعليم المرأة هي بطبيعة الحال واحدة من مصادره”.

لقد تمكنا من نزرع الأحساس بالأمل في أولئك النسوة اللائي تبدو حياتهن فارغة من كل بارقة أمل. نحن نعمل على المستوى الشخصي وعلى نطاق صغير، بيد أننا نؤمن أن الفرص الكبيرة تأتي البدايات الصغيرة وسيأتي الأمل عندما يطلق التعليم أسر مواهب النساء اللائي ينتسبنا للشرائح الضعيفة.

شكراً لكم لدعمكم السخي للمزيد من العمل.

بيتر هولا

المدير

شراكة تعليم النساء

أكتوبر 2014

حول Peter Tibber

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was…

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was a member of the Senior Management Team of UKTI. He was ambassador to Sudan August 2011 to August 2015.

تابع Peter