21 April 2013
دارفور تحت المجهر
أمضيت الأسبوع الماضي بضعة أيام في الدوحة لحضورمؤتمر مانحي دارفور. لقد أتاح المؤتمر فرصة للمجتمع الدولي للإلتقاء مع حكومة السودان والسلطة الإقليمية لدارفور (DRA) للنظر في كيفية التعامل مع المراحل المقبلة من التنمية في دارفور. كان هناك الكثير من الأشياء المشتركة و الأهم من ذلك أن المؤتمر قام بإعتماد إستراتيجية تنمية دارفور التي تم وضعها بواسطة السلطة الإقليمية لدارفور بدعم من الأمم المتحدة، البنك الدولي، ومجموعة من شركاء التنمية. الأمر المهم كذلك أن أهالي دارفور أنفسهم هم الذين حددوا الأولويات التي إهتدت بها الإستراتيجية. إنها إستراتيجية طموحة تستحق الدعم
كان هناك إدراك عام لعدد من التطورات الإيجابية فيما يتعلق بدارفور. نحن وأطراف أخرى رحبنا على وجه الخصوص بالتقدم الذي أُحرز مؤخراً في تنفيذ الإتفاقات المبرمة بين السودان وجنوب السودان حيث يقوم كلا الجانبان بسحب قواتهما من الحدود والمنطقة منزوعة السلاح بينما يجري نشر بعثة للرصد والتحقق. بدأ النفط يتدفق و قام الرئيس البشير عقب مؤتمر الدوحة بزيارة جوبا مما يشير إلى تحسن كبير في العلاقات. التقدم جيد وإذا ما استمر سيجلب منافع لكلا البلدين كما أن له أثر إيجابي على الأحداث في دارفور.
بصورة أعم، كان هناك عدد من البيانات (لا سيما خطاب الرئيس البشير في الجلسة الافتتاحية للبرلمان و المؤتمر الصحفي للنائب الأول للرئيس طه في في نهاية مارس ومرة أخرى في مؤتمر مانحي دارفور) مما يوحي بوجود نية متجددة للدخول في حوار سياسي مفتوح وشامل. هذا الأمر تم تعزيزه بالإفراج عن بعض السجناء السياسيين ولقد رحبنا بذلك. هذا أمر مشجع للسودان، وعلى وجه التحديد في هذا السياق، لدارفور.
ونحن و أطراف أخرى رحبنا أيضاً ببعض التطورات التي تتصل بدارفور: نشر موجهات الحكومة الجديدة بخصوص حرية الحركة والتنقل للجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية في مناطق النزاع، تحويل 180 مليون دولار من أموال التأسيس من الحكومة إلى السلطة الإقليمية لدارفور. عشية مؤتمر الدوحة، إنضم فصيل مهم من إحدى الجماعات المسلحة وهي حركة العدل والمساواة إلى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. هذه أخبار جيدة جداً.
وإزاء هذه الخلفية فإن معظم المانحين قد جددوا التزامهم بتوفير الدعم لدارفور. في بيان المملكة المتحدة أوضحنا أننا ساهمنا بحوالي 25 مليون جنيه استرليني سنوياً لدارفور على مدى السنوات القليلة الماضية و أننا، مع مراعاة الوضع الأمني و حرية الحركة والتنقل المسموح بها، سنواصل القيام بذلك. بعض المساعدات التي نقدمها موجهة لمساعدة الناس على إعادة بناء سبل معيشتهم حيث أننا نطمح إلى أن نساعد في تحقيق الأمن الغذائي لـ 250ل ألف شخص في دارفور بحلول عام 2015. كذلك فإننا ندرك أن هناك حوجة لتحويل تركيزنا إلى العمل التنموي المستدام ونحن بالفعل منخرطون بشكل كبير في هذا الشأن لا سيما في المساعدة على تطوير البنية التحتية للمياه في المناطق الحضرية (ليس فقط في دارفور) ونواصل توسيع نطاق عملنا في هذا المجال.
لكن المداخلات في المؤتمر عكست أيضاً بعض المخاوف الكبيرة حول الوضع الراهن في دارفور حيث إنتكس التقدم النسبي الذي تم تحقيقه في 2012. لقد وقعت مواجهات قبلية خطيرة في شمال دارفور للسيطرة على موارد الذهب وكانت هناك اشتباكات كبيرة بين المتمردين وقوات الحكومة مؤخراً في جنوب دارفور. مساهمات الحكومة المحولة إلى السلطة الإقليمية لدارفور، على الرغم من ترحيبنا بها، فقد تأخرت كثيراً ونتيجة لذلك فإن السلطة الإقليمية لدارفور لا تعمل بكامل إمكانياتها. العديد من البنود الهامة في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور لم يتم تفعيلها مثل تلك المتعلقة بالعدالة والمصالحة. كذلك فإن إنعدام حرية الحركة والتنقل للجهات الفاعلة في التنمية و للبعثة المشتركة للأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي في دارفور (UNAMID) ظلت مدعاة للقلق منذ زمن طويل. الموجهات الجديدة مبشرة ولكن لم يتم إختبارها على الأرض بعد.
معظم المانحين قالوا أنهم يريدون أن يروا تقدماً واضحاً في هذه المسائل قبل إعلان التعهدات المالية. هذه رسالة جيدة من الدوحة: نحن داعمون وقدمنا مساهمات سياسية ومالية مقدرة في الماضي ومن حيث المبدأ فإننا على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى. لكن النجاح في دارفور يعتمد على قيام علاقة تعاون وثقة حقيقية بين الحكومة والسلطات المحلية والجهات المانحة كما أنها تتطلب التزاماً أكيداً من الجميع بالحل السياسي و ليس العسكري وأيضاً بالتنمية طويلة الأجل في دارفور.
انعقدت يومي 7 و6 شهر ابريل الجاري مؤتمر للمانحيين في العاصمة القطرية الدوحة برعاية سمو امير قطر الدولة الرعاية لملف سلام دارفور، تعتبر هذا المؤتمر فرصة جييد لتعرف علي الاحتياجات فيما يختص اعمار والتنمية في دارفور، وخاصة ان هذا المؤتمر حظيت باهمام كبير من المجتمع الدولي والاتحاد الاروبي والاتحاد الافريقي باضافة الي بريطانيا وامريكا، اي عملية تنموية لا يمكن ان يتم مالم يكون هنالك استقرار وامن علي ارض الواقع وهذا ما يفتقده دارفور في الوقت الراهن، في الوقت التي يتوافد في وفوض الجهات الممثلة من كل الدول التي شاركت باضافة الي المنظمات والهئيات الدولية ووكالات الامم المتحده للمشاركة ودعم العملية السلمية في دارفور ،نجد ان نظام الخرطوم تعد العده لتوسيع من رقه الحرب في دارفور، ضاربا كل الجهود التي يقود المجتمع الدولي بارض الحايد هذا ما يتنافي ما مبدأ الامن والسلام الدوليين، وفق المواثيق والمعاهدات الدولية، لذلك نحن كناشطين نري ان الدعم في المرحلة الحالية لحكومة الخرطوم يستغله لشراء مزيد من السلاح بدل توجيهها للتنمية وبذلك يطيل الحرب ويكون هنالك زيادة في عدد النازحيين ، مما يضايف من ميزانية صرف العون والغوث الانساني للمجتمع الدولي، بفعلا اثناء انعقاد جلسات المؤتمر في الدوحة اشتبكت قوات الجبهة الثورية المتمثل في حركة تحرير السودان (جناح مناوي) والقوات والملشيات التابعة للحكومة في كل من مهاجرية ولبدو، وبعد اقل من اسبوعين انسحبت قوات اركو مناوي بعد معارك شرسة، سيطرت ملشيات الحكومة علي لبدو ومهاجرية وبدأت في مشروع الابادية الجماعية مجدد ولا يخفي علي احد قد قتل 6 من المدنيين وبعد اقل من اسبوع قُتل 18 من مدنيين وهذا يعتبر افذ الجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
وهذا باضافة الي وجود المجموعات الارهابية الفاريين من مالي والتي اصبح يشكل خطورة علي الاستقرار الدولي والاقليمي ومن ثم استقرار امن المواطن في دارفور.
نحن نطالب الممكة المتحدة المتمثل في السفير البريطاني دكتور بيتر ان اي دعم في الوقت الحالي يساعد الحكومة في اطال امد الحرب وبالتالي مواصلتها للابادة الجماعية في دارفور،ونسف الاستقرار.لذ يجب تعليق الاموال الي حين ارساء السلام والاستقرار،نحن مع المؤتمر في حالة الاستقرار والسلام المستدام.
ان التنمية التي يتكلم انها الحكومة هي مجرد شعارات،ولو كان هنالك تنمية لما قام الحرب من اصله.
وكذلك نطالب بريطانيا بضغط علي الحكومة لوقف جرائم الابادة في مناطق مهاجرية ولبدو.
بطبع لا نشك في نوايا بريطانيا وسفارتها في الخرطوم. الدائمة لسلام والاستقرار وخاصة في اقليم دارفور
يعتبر مؤتمر الدوحة فرصة جييد لجلب مزيد من الدعم لدارفور لخروجها من مرحلة اللاستقرار الي التنمية ولكن المؤسف في لحظة اتعقاد المؤتمر هنالك مئات من المدنيين فروا من ازيز طائرات الحكومية العسكرية بسبب تجدد المواجهات بين المتمردين والحكومة،في مناطق مهاجرية ولبدو ودونكي دريس في جنوب دارفور،وكذلك الهجوم العشوائي من ملشيات الجنجويد وقتل 10 فراد من قبيلة واحد يعتبر ذلك استهداف واضح لمسلسل الابادة الجماعية، وايضا نحن نتعبر هذا المؤتمر فرصة جييد للاعمار دارفور،ولكن في المقابل تستخدم الحكومة الاموال المنانحيين لشراء السلاح،هل يعقل ان تشارك دولة عظمة مثل بريطانيا في استمرار معاناه شعب دارفور بطبعا لا،عوضا ان هذة الحكومة تأوي مجموعات ارهابية الفاريين من مالي والان موجودين في دارفور واقدم لهم الدعم اللوجستي والفني بعلم المجتمع الدولي وبريطانيا،لذا نقول نحن مع المؤتمر لدعم الاعمار في دارفور ولكن بشروط الاستقرار والسلام والمستديم،في لحظة كتابة هذا السطور لا زال ملشيات الجنجويد يستهدف المدنيين في دارفور.