This blog post was published under the 2015 to 2024 Conservative government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

26 August 2016 Tripoli, Libya

الشباب الليبي

تضمنت زيارتي الأخيرة لمدينة طرابلس لقاءاً مع نشطاءٍ من الشباب. وقد كانوا واضحين بما يرغبون فيه. صوتٌ مسموعٌ فيما يتعلق بمستقبلهم.

لم يكن هنالك أي اختلاف بينهم وبين الشباب الأخر حول العالم. هم يريدون عالم أفضل، وأمن، وفرص عمل وسبل معينة للمساهمة في القرارات التي تؤثر على حياتهم. لو قمت بسؤال أي مجموعة من الشباب في الشرق الأوسط مثلا أو أوروبا، سيقومون بإجابتك بنفس الرغبات.

الاختلاف في الحالة الليبية هو أن نسبة الشباب في ليبيا مرتفعة جداً حيث أن أكتر من 50% من السكان هم تحت الـ 30 سنة. أيضا معدل البطالة يعتبر مرتفع للغاية ما يقارب 49%.

الشباب دائماً ما يقوم بدوره، فهم من بدأ بالثورة آخذين على عاتقهم مجازفة كبيرة في وجه قوة ساحقة. الشبّان اليافعون حالياً في جبهات القتال يحاربون الإرهاب والتطرف في سرت وبنغازي ودرنة، سقط منهم العديد من القتلى والمصابين.

يستحق الشباب مستقبل أفضل. وهم في مقدورهم إعطاء مساهمة قوية. طاقتهم وحماسهم ومشاريعهم يمكن أن تُلهم أمة. مثلهم كمثل أي من شباب العالم لديهم نظرة ومبادئ عالية ومن حقهم بأن يؤمنوا بتحصيل مستقبل أفضل. لا يوجد شيء يعيب الأمل، ولكنهم بحاجة إلى الأدوات التي من خلالها يستطيعون أن يشقو طريقهم.

طلبة ليبين في جماعة كامبريدج ضمن مبادرة شركة تطوير
طلبة ليبين في جماعة كامبريدج ضمن مبادرة شركة تطوير

منظمات المجتمع المدني تعتبر طريقة جيدة لإيصال أصواتهم. مجموعة من الشباب اليافع تستطيع ان تعمل معاً في وضع أجندة محددة وقائمة من الطلبات تُعرض على القادة السياسيين. الطريقة المثلى لتحقيق التغيير هي التأثير على الحكومة، والمجالس البلدية ورواد الأعمال.

التواصل يجب أن يكون متبادل، على الشباب تقوية ثقتهم في أنفسهم لكي يقدموا مشاريعهم، وعلى القادة أن يجلسوا لسماع الشباب. هذه المشاريع في قيد التنفيذ ونحن جاهزون لتقديم المساعدة إما بالتدريب أو الاستشارة.

هذا العمل يجب ان يبدأ من المدرسة، التعليم الجيد شرط أساسي لمجتمع صحي ومزدهر. على المدارس تعليم الصغار كيفية تسخير حيويتهم وخيالهم واستخدام معرفتهم بشكل خلاّق.

يجب ربط التعليم بفرص العمل المستقبلية، في الوقت الحالي العديد من الشباب جزء من مجموعات مسلحة أو عصابات تمتهن أنشطة إجرامية كالخطف، تحفيزهم على تغيير نشاطهم إلى عمل أخر ووضع أسلحتهم جانباً لكي يتعلمو حرفة جديدة هوا أمر ضروري وجزء أساسي من أي استراتيجية أمنية على المدى الطويل. إعادة دمج المقاتلين الشباب في المجتمع سيكون تحدياً كبيراً ويجب التعامل مع هذه القضية من الأن.

يُعتبر المجلس الثقافي البريطاني نشطاً في هذه المجالات في ليبيا. فبرنامج صوت الشباب العربي علّم الشباب من الجنسين في انحاء ليبيا كيفية مناقشة مواضيع صعبة وحساسة، وكيفية سماع الرأي الأخر المعارض واحترامه. ويدير المجلس حالياً برنامج اختبارات اللغة الإنجليزية ويناقش مع وزارة التربية والتعليم خططاً لإصلاح التعليم على المدى البعيد.

المملكة المتحدة أيضاً قدمت 17 مقعداً إلى ليبيا في برنامج المنح الدراسية (تشيفننج) لهذا العام. هؤلاء الطلبة سيقومون بدراساتهم العليا في المملكة المتحدة في العديد من المجالات منها السياسات العامة، والإدارة الصحية، والاتصالات المتنقلة، وإدارة التراث الثقافي. لقد التقيت بعضاً من هؤلاء الطلبة هذا الأسبوع وقد فوجئت بمدى إيجابيتهم ورغبتهم في العلم والعودة للمساهمة بشكل إيجابي نحو ليبيا. وأنا أتطلع لمقابلتهم مرة أخرى حين يعودون.

14067975_1133864386687176_1491380162875087262_o
دفعة سنة 2016 من طلبة تشفيننج في ليبيا

إحدى المبادرات الملهمة حقاً أطلقت في السنة الماضية عن طريق شركة تطوير والتي قامت بإرسال 23 طالباً من قسم العلوم والتكنولوجيا من مدينة بنغازي إلى جامعة كامبريدج لدراسة الإدارة العلمية. الأن عاد هؤلاء الطلبة إلى ليبيا لتسخير قدراتهم الجديدة لمصلحة بلادهم. وقد قامت قناة بي بي سي بعمل فيلم بعنوان: الشاب الليبي الذكي والذي تابعت فيه القناة أهم احداث تجربتهم هذه.

هنالك مقولة ساخرة تقول ” الكبار في العمر وحيلهم دائماً ما يغلب الشباب وحماستهم”. أنا غير متفق مع هذه المقولة. شباب ليبيا هم قادتها المستقبليين، يجب عليهم أن يعلوا بصوتهم ويلعبوا دورهم الكامل في إعادة بناء بلادهم.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.