26 December 2015 Tripoli, Libya
التوقعات الكبيرة
كطفل يتيم، عاش بيب مع حدادٍ في مدينة فكتوريا ببريطانيا. وكان يحلم بأن يصبح رجلاً نبيلاً. من خلال تقلبات حياته تعلم دروساً عن الحب والصداقة، الاخلاص والظلم، خيبة الأمل والسعادة. في النهاية مكّنته خبرته في الحياة بأن يصبح شخصاً افضلاً وأسعد.
هذه كانت حبكة التوقعات الكبيرة، واحدة من أشهر روايات كاتب العصر الفيكتوري تشارلز ديكنز.
ولكن ما علاقة هذه القصة بليبيا؟ للوهلة الأولى، ليس كثيراً. ولكن في حقيقة الأمر، التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي في مدينة الصخيرات يوم 17 ديسمبر أثار توقعات كبيرة.
توقعات بِأنّ حياة الشعب الليبي سوف تصبح أفضل. وبِأنْ يتمتع المواطنون بالأمن والسلام. بِأنْ تُستخدم ثروات البلاد بشكل فعّال وتوفر الحياة الكريمة إلى كل أجزاء البلد. وتوفير الاحتياجات اليومية المهمة كفرص العمل والتعليم والصحة.
هذه الحبكة يمكن اكتشافها أكثر بالنظر إلى بعض أفضل الاقتباسات من شخصيات الرواية.
” لقد تم ثنيّ وتحطيمي، ولكن أنا آمل بأن يعود عليّ بشكل أفضل”. ليبيا بالفعل تم ثنيها وتحطيمها بعد 42 سنة من الدكتاتورية وحوالي 5 سنوات من الإضرابات والفوضى. مجيء حكومة الوفاق الوطني يوفر احتمالية “الشكل الأفضل”.
الشكل المستقبلي للاقتصاد سيكون عاملاَ حاسماً. البلد على حافة الافلاس ومصروفاتها أكبر من مداخيلها. تكلفة توفير لقمة العيش للعائلات الليبية أصبحت أعلى. على الحكومة الجديدة مساعدة المؤسسة الوطنية للنفط لإعادة بناء صناعة النفط والغاز وزيادة انتاجهما. على المصرف المركزي حينئذٍ ضمان وصول واستفادة كل الليبيين في جميع الأنحاء من هذه الثروات.
” عندما لا تسأل الأسئلة، لن تتلقى أي إجاباتٍ كاذبة” على الليبيين بأن يسألوا العديد من الأسئلة. وعلى الحكومة الجديدة بأن تكون صريحةً وصادقةً معهم. على الشعب بأن يكون واقعياً في توقعاته. إعادة بناء دولة تضررت بشدة وفيها عانى الكثير من الناس مهمة ليست بسهلة. تحتاج بعض الوقت ليشعر الناس بأن حالهم أصبح أفضل.
“يجب علينا ألّا نخجل أبداً من دموعنا “. لقد كان هنالك العديد من الأسباب لذرف الدموع في السنوات الأخيرة. الآمال التي رفعتها ثورة السابع عشر من فبراير اختفت. أُجبر العديد من الليبيين على الهرب من منازلهم والبحث عن مأوى في مكان آخر. الوضع في مدينةٍ كبنغازي حيث لا يمكن للمدارس والمستشفيات بأن تعمل، لهو أمر مخجل.
” ستضل المعاناة دائماً أقوى طرق التعليم”. تعلم الليبيون العديد من الدروس بالطريقة الصعبة. على سبيل المثال، انتشار داعش جلب المعاناة للعديد من مناطق ليبيا. هزيمة هؤلاء الإرهابيين والمتشددين يجب أن تكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة.
” لا يوجد شيء يتم ادراكه وإحساسه بشكل متناهي في الدقة مثل الظلم”. رأى الليبيون بما فيه الكفاية من الظلم. جهود عدة تم بذلها في الماضي لتوحيد البلاد ولكنها بائت بالفشل. الفشل ليس عيباً، طالما نتعلم منه.
” لقد أحببتها ضد كل الظروف” كما في قصتنا استمر بيب في حب إستيلا، كذلك يستمر الليبيون في حب بلدهم. ولديهم كل الأسباب للاستمرار في حبها رغم كل الظروف.
تحويل التوقعات الكبيرة إلى سعادة على المدى البعيد هي مهمة الحكومة الجديدة. على رئيس الوزراء وفريق عمله مجابهة الصعاب وإدارة توقعات المواطنين.
ارضاء التوقعات الكبيرة من قبل الشعب الليبي سيعطي دفعة كبيرة لشعبية الحكومة، وبشكل مشابه الفشل في ارضاءها سيكون دافعاً قوياً للاستياء. إيصال رؤية الحكومة والوصول إلى التوازن الصحيح سيكون أمراً صعباً. ولكن لليبيا أصدقاءٌ على أهبة الاستعداد لمساعدتها.
Thanks for the story,indeed great expectations in this critical and fragile situations that Libya is going through these days. As you said Mr.Ambassador, we expect a great deal of success from the national unity government we also expect a very supportive hands from the British gov. to the Libyan people and its government
yes