This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

7 February 2015

تحدي الوظائف

في الفيلم الأردني الرائع كابتن أبو رائد، يقول فتى صغير من شرق عمان لأصدقائه أن الأشخاص أمثالنا لا يحصلون على وظائف جيدة. ولكن في نهاية الفيلم يصبح هذا الولد طيارا مع الملكية الأردنية للطيران.

النقطة الأساسية هنا هي أن الحصول على وظيفة لا يجب أن يعتمد على المكان الذي تأتي منه ولا على معارفك واتصالاتك. فإذا كنت ذكيا وتعمل بجد يمكنك أن تحقق طموحك.

ينطبق هذا الأمر في جميع أنحاء العالم وليس فقط في الأردن. كما تجلت هذه نقطة في دافوس من قبل سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة والممثلة السابقة في فيلم هاري بوتر –  إيما واتسون والتي سؤلت على تويتر من قبل فتاة كان والدها يقول لها أنه لا يمكنها أن تصبح مهندسة. كان جواب واتسون بسيط ومباشر:” كوني مهندسة”.

الشباب بحاجة للخروج من إطار الوظائف التي تعتبر “مقبولة” أو “مرموقة”. مثال على المواقف المسيئة هو ما يسمى ب “ثقافة العيب” التي تجعل الناس يعتقدون أن غسل الصحون أو تنظيف الشوارع هو أمر مشين.

هذه المواقف هي من الطراز القديم وغير فعالة بشكل متزايد. بالتأكيد فإن المرء يحقق كرامته من خلال تأمين الطعام لعائلته والحصول على وظيفة مهما كانت مرتبتها أفضل بكثير من الجلوس في المنزل مع درجة الماجستير لا يرغب بها أي رب عمل.

مع ذلك فإن العثور على وظيفة في هذه الأيام ليس سهلا وخاصة الوظيفة الأولى. يقول صندوق النقد الدولي أن 31٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 سنة في الأردن عاطلون عن العمل وهي أحد أعلى المعدلات في العالم. إذ أن ما يقارب من ربع الخريجين الذكور وثلاثة أرباع الخريجات هم بلا عمل. هذه مضيعة هائلة للمواهب.

فيلم كابتين أبو رائد – الصورة: filmreading.blogspot.com
فيلم كابتن أبو رائد – الصورة: filmreading.blogspot.com

ما الذي يمكن عمله في مثل هذه الحالة؟ أولا تحتاج البلدان إلى تقييم وتحليل أين تكمن إمكانية خلق فرص العمل. محرك النمو في أي مكان هو القطاع الخاص حيث أنه الوحيد الذي يمكنه الاستثمار في فرص عمل جديدة.

التالي: ما الذي تبحث عنه هذه الشركات؟ هل يريدون المزيد من شهادات البكالوريوس في العلوم الإنسانية؟ أم أنها تبحث عن علماء؟ أو أن شهادات الشخص ليست هي المعيار الحاسم كما هو الحال في أوروبا؟

أرباب العمل في القطاع الخاص في الأردن يقولون لي دائما أن العامل الأساسي في توظيف شخص ما ليس هو موضوع دراستهم. ما يريدونه هو المهارات: القدرات الأساسية مثل القيادة والتوعية المتعلقة بالعملاء وبناء الفريق والتفكير الناقد وصنع القرار والاتصالات. إذا استطاع الشخص إظهار هذه المهارات يمكن للشركة حينئذ منحه المعرفة التي يحتاج إليها.

هذه الحقيقة هي وراء دعم السفارة البريطانية في الأردن لبرنامج “مهارات” التابع لمركز تطوير الأعمال والذي يهدف إلى دعم الشباب الخريجين وتعزيز مهارات الأساسية والعملية.

نتائج هذا البرنامج مذهلة، ففي السنتين الأخيرتين قام البرنامج بمساعدة 3,142 من الشباب بإيجاد وظائف. هذا ليس فقط في عمان فالبرنامج يتم تنفيذه أيضا في اربد والكرك والطفيلة وقريبا في معان. كما أنه جزء من دعم بريطانيا للأردن في السنوات الثلاث الماضية والذي بلغت قيمته £220 مليون.

كان موضوع التوظيف وفرص العمل هو أساس فعالية نظمتها السفارة البريطانية وصندوق الملك عبدالله للتنمية هذا الأسبوع في مركز زين للإبداع. لقد أتاحت هذه الفعالية والتي كان عنوانها “التعلم من الخبرة” الفرصة ل 70 شاب وشابة أردنيين لاختبار وتطوير مهاراتهم في مجال الأعمال مع رجال أعمال ناجحين ومع منظمات مثل مركز تطوير الأعمال وإنجاز.

سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز أثناء فعالية "التعلم من الخبرة".
سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز أثناء فعالية “التعلم من الخبرة”.

شرف سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز، هذه الفعالية بحضوره والذي أطلق بدوره عمل جمعيته الخيرية “برينس ترست إنترناشيونال” في الأردن والتي ستجلب خبرتها في مساعدة أكثر من 800 ألف من الشباب في مجال التوظيف أو التدريب في بريطانيا منذ الأربعينن سنة الماضية. إن التعاون المستقبلي بين هذه الجمعية وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومركز تطوير الأعمال و إنجاز هو إثبات ملموس لدعم بريطانيا لفرص العمل في الأردن.

لا شك أن الفتى الصغير في فيلم كابتن أبو رائد رأى أن الحصول على وظيفة ليس بالأمر السهل. مفتاح الشباب في مواجهة تحدي فرص العمل هو اغتنام الفرص المعروضة عليهم وعدم تركها. فلا بد أن تتوفر فرص أفضل في المستقبل.

1 تعليق “تحدي الوظائف

  1. صديقي أنت إنسان رائع، لكن “المخفي أعظم” ما يحطم آمال الشباب اليوم هو “الواسطة” في التوظيف، حتى المنظمات والمؤسسات الدولية أصبح العمل فيها بالواسطة.
    #الواسطة_تقتلنا

    شكرا

Comments are closed.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.