10 December 2014
من يحتاج الى الدبلوماسيين؟
الدبلوماسية هي مهنة قديمة وقبل أكثر من ألفي سنة كانت الدولة اليونانية ترسل مبعوثين للتفاوض على أمور مثل الحرب والسلام والتجارة.
لكن بالتأكيد مع التكنولوجيا الجديدة لا تحتاج الحكومات الى وسطاء؟ فهم يمكنهم استخدام الإنترنت وعقد مؤتمرات عبر الفيديو وسكايب والتحدث مع بعضهم البعض. كما أن العواصم الآن، وبوجود مواقع الأخبار المتعددة والتقارير الفورية و أفلام الفيديو التي يحملها الناس على اليوتيوب، لا تحتاج الى الدبلوماسيين لإخبارهم بما يحدث.
وعلى أية حال، كل ما نقوم به نحن الدبلوماسيين هو الذهاب إلى حفلات الكوكتيل وتناول شوكولاتا فيريرو روشيه وبالتأكيد الدبلوماسيين ليس لهم أي صلة أو علاقة؟
حتما إن الواقع مختلف إلى حد ما، فالعالم يزداد ترابطا وتشابكا ولا تستطيع أي بلد حل مشاكلها بنفسها. التحديات الكبيرة مثل الأمن والإرهاب والهجرة والبيئة كلها تتطلب حلولا دولية.
على الحكومات أن تتفاوض وتنفذ هذه الحلول وتحتاج هذه الحكومات الى ممثلين في الخارج لتعزيز وحماية مصالحهم لتأمين أمننا واستقرارنا وازدهارنا الجماعي.
كيف؟ خير مثال على ذلك هو التحدي الذي تمثله داعش، فهناك نحو500 مواطن بريطاني يقاتلون في سوريا والعراق كما انضم أشخاص من دول أوروبية وعربية أخرى الى هذه الجماعة المتطرفة التي تقتل بوحشية أي شخص يختلف معها. جميعنا لدينا مصلحة مشتركة في التعامل مع هذا التحدي للحفاظ على أمننا الجماعي.
تتطلب المشكلة المرتبطة باللاجئين أيضا تعاونا دوليا. فقد أظهر الأردن الكرم الهائل في استضافة هذا العدد الكبير من السوريين وعلى الجهات الدولية المانحة تقديم المساعدة، ليس فقط في المخيمات ولكن أيضا في دعم المدن والقرى الأردنية التي يقطن فيها هؤلاء اللاجئين. لهذا فقد ساهمت المملكة المتحدة بمبلغ 340 مليون دولار للأردن منذ بداية الأزمة السورية.
العمل معا على قضايا الإرهاب والمساعدة الإنسانية ومشاريع التنمية يتطلب أشخاص موجودين على الأرض لديهم القدرة على الفهم والاتصالات للمساعدة في دفع عجلة الدعم الدولي المتبادل الى الأمام.
ولكن مثل أي مهنة أخرى فإن الدبلوماسية تحتاج الى التغيير، ليس فقط التكيف مع التكنولوجيا الجديدة ولكن استغلالها وهنا بعض الأمثلة على ذلك: أولا: الدخول الى العمق. للعمل بفعالية نحن بحاجة الى الدخول في أعماق البلد وتعلم اللغة والثقافة والسياسة والتاريخ وكذلك الوصول إلى صناع القرار والرأي. هذا لا يعني فقط الحكومة والنواب ورجال الأعمال ولكن أيضا المجتمع المدني والقادة الشباب والجماعات النسائية.
في الأردن يمكن لهذا أن يعني دبلوماسية المنسف: الذهاب لمناطق والاجتماع مع زعماء العشائر وأعضاء البلديات وقادة المجتمعات المحلية و السماع لمشاكلهم. قد يرى البعض أن هذا تدخلا ولكن إذا جلست في مكتبي في منطقة عبدون وتظاهرت بأني أفهم الأردن سيتم اتهامي بأني شخص بعيد عن المهنية.
ثانيا: الارسال وليس فقط الاستقبال. فالتكنولوجيا الحديثة تزودنا بمجموعة غير مسبوقة من الأدوات للتحدث مباشرة مع الناس وشرح عملنا وتصحيح التصورات الخاطئة وهذه المدونة هي مثال على ذلك. كما أن تويتر والفيسبوك هما أيضا مكونات أساسية من صندوق الأدوات الدبلوماسية الحديث.
لقد قمنا بتنظيم جلسة حوارية هذا الأسبوع تحت مسمى تويت آب (Tweet-up) حيث استدعينا عشر ضيوف أردنيين من أهم المغردين على تويتر حول مائدتي وتناولنا بعض الفلافل والحمص وناقشنا بعض الأسئلة المهمة التي أرسلت عبر تويتر خلال الأسبوعين الماضيين. قمنا بتغطية القضايا المحلية والإقليمية بما في ذلك أسئلة أرسلت مسبقا كما كان هناك بث مباشر للجلسة من قبل قناة عرمرم التي تبث عبر الإنترنت.
ثالثا: التركيز على المهارات وليس على المعرفة. فالدبلوماسيين الشباب لا يتم توظيفهم لأنهم على دراية عميقة وشاملة بالتاريخ البريطاني أو العلوم السياسية. نحن نبحث عن قوة عمل متنوعة والتي لديها المهارات الأساسية التي نحتاجها من أجل العمل في الخارج: القيادة والاتصالات والقدرة الشخصية والقدرة على التحليل وتقديم الخدمات.
تحدثت عن هذه النقاط أثناء إطلاق نموذج مؤتمر الأمم المتحدة (imun) في الأكاديمية الدولية – عمان الأسبوع الماضي. فقد كانت وفود الشباب حريصة على معرفة كيفية عمل الدبلوماسية الحقيقية وطرح العديد من الأسئلة حول الأوضاع الحالية. أنا سعيد بقول أن هذه الوفود اتفقت على أن العالم فعلا يحتاج الى الدبلوماسيين.
اشكرك على المقال سيادة السفير ولكن اظن ان هنالك مهمة أخرى للدبلوماسية وهي ليس فقط التعرف على البلد و لكن التعرف على الاشخاص المهمين في كل بلد والفاعلين فيها في كل المجالات فالتاريخ ياكد ان كثير من الصفقات السياسية او الاقتصادية بين الدول لعبت فيها الدبلوماسية دور كبير في تحديد الاشخاص الذين يكون لهم الدور المفصلي في اتمام هذه الصفقات و التعرف علىهم بشكل مقرب واذا تكلمنا عن الدبلوماسية الحديثة فهذا بشكل اكيد ينطبق على الدول التي لا تراعي الديمقراطية في تعاملها والدول التي تعتمد على قرار الرجل الواحد لذلك الدبلوماسيون كانوا يعرفون دائما مع من عليهم ان يتكلموا لتحقيق هدف معين في كل بلد.