19 March 2014
تعلم قيادة السيارة
وقع حادث سيئ الاسبوع الماضي خارج منزلنا. سمعنا دويا قويا و رأينا سيارتان تعرضتا لأضرار جسيمة وسائق ملقى وراء عجلة القيادة. لحسن الحظ لم يقتل احد و كلا السائقين نجو بحياتهما.
أول شخص قتل في حادث سير كانت امرأة في بريطانيا عام 1896 حيث اصطدمت بهذه المرأة سيارة كانت تسير بسرعة أقل من 20 كيلومتر في الساعة. في ذلك الوقت كان عدد السيارات في الشوارع، قليل جدا أما الآن فقد أصبحت القيادة جزءا من الحياة اليومية و كذلك المخاطر. الكثير من الناس هي التي تقود نفسها إلى القبر مبكرا.
كل 30 ثانية يموت شخص في مكان ما في العالم أثر حوادث السير و العشرات يصابون بجروح خطيرة. أكثر من 1.3 مليون شخص لقوا حتفهم العام الماضي من جميع أنحاء العالم في حوادث السير، و أصيب أكثر من 50 مليون شخص بأضرار جسدية جراء هذه الحوادث. كان نصف الضحايا من المارة وراكبي الدراجات النارية أو الدراجات الهوائية. و تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى قد يرتفع إلى ما يقارب 2 مليون بحلول عام 2030 مع إنشاء المزيد من الطرق و بيع المزيد من السيارات.
كل ضحية و إصابة هي مأساة يمكن تجنبها. كما و أن أثر هذه المجازر يمكن رؤيته بوضوح في البلدان الفقيرة و المتوسطة الدخل حيث يمكن أن تصل كلفة فواتير العلاج و الناتج المفقود و أضرار السيارات إلى ما يقارب 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي. كما أن التأثير على نمو وتنمية البلاد يصبح أسوأ بحقيقة أن معظم القتلى والجرحى هم من بين الشبان و غالبا ما يكونون المعيليين الأساسيين لأسرهم.
كيف يمكن الحد من تصاعد عدد القتلى والجرحى جراء حوادث السير؟ هناك الكثير من الممارسات الجيدة وخبرات لدول يمكن أن نبني عليها.
أولا : التوعية. وهذا يعني تثقيف الناس بأن السيارة ليست فقط أداة و وسيلة بل هي أيضا سلاح فتاك. و التأكيد على أن السرعة و التهور يؤديان للموت؛ التزموا بالحد الأقصى للسرعة مع ترم المسافة المطلوبة. أتذكر شعارا موجود على كل عمود إنارة في إحدى ضواحي لندن يقول: ” أقتل سرعتك و ليس طفلا. ”
وأتذكر أيضا إعلانا استخدم كاميرا تتحرك في أسفل ممر مظلم مع وجود أصوات خلفية لحانة مليئة بأصوات أشخاص يضحكون. وقد كان أحدهم يحث صديق له بتناول المزيد، و كان يعني هنا تناول كأس آخر. و من ثم تنتقل الكاميرا إلى مطبخ تحث فيه أم إبنها الى تناول المزيد و لكن هذه المرة كانت تعني ملعقة أخرى من الطعام. كان الإبن مقعد في كرسي متحرك بسبب حادث سير كان سببه تناول كأس آخر.
ثانيا: البنية التحتية. فالاستثماربميزات السلامة و الأمان على الطرق يمكن أن يحد من حوادث السير. كما أن الأجهزة البسيطة مثل المطبات
رخيصة وفعالة. وقد ساعدت أيضا صناعة السيارات بشكل أفضل و الوسائد الهوائية و المقاعد المخصصلة للأطفال على الحد من خطر الوفايات و الاصابات.
ثالثا: تطبيق القانون. فتخفيف السرعة بمعدل 1 كم / ساعة يكون هناك انخفاض 2٪ في عدد حوادث السير. كما أن الاستخدام السليم لأحزمة الأمان يخفض خطر الوفاة بنسبة 61٪ و استخدام الخوذة يقلل من خطر إصابة الرأس عند راكبي الدراجات النارية بنسبة 45٪. معظم البلدان لديها قوانين تتعلق بهذه العوامل و لكن فرض هذه القوانين غالبا ما يكون ضعيفا. فإن فرض القوانين مع وجود عقوبات – بما في ذلك حظر القيادة – من شأنه أن يحد من عدد الوفيات بشكل كبير.
في أوروبا استطاعت العديد من البلدان الحد من عدد وفيات حوادث الطرق بشكل كبير في السنوات الأخيرة على الرغم من الزيادة الهائلة في حركة المرور. فاستطاعت السويد من خفض عدد وفيات الحوادث الى النصف على الطرق منذ عام 2000 و في عام 2013 قتل طفل واحد فقط تحت سن 7 في حادث سير. كما أن عدد الوفيات في بريطانيا انخفض من 5,500 سنويا في الثمانينات الى 1,754 في عام 2012 عن طريق الإعلانات المستمرة و تعزيز قوات الشرطة.
هذا يعني 2.75 حالة وفاة لكل 100,000 شخص. و في حال كنتم تتساءلون، فإن مقارنة هذا الرقم مع الأردن هو 22.75 لكل 100,000 شخص.