This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

5 February 2014

مؤتمر جنيف الثاني: ماذا بعده؟

قال شاب من حمص لقناة البي بي سي الاسبوع الماضي “إن لم نمت من القصف أو القناصة سنموت من الجوع أو البرد”. فقد تم محاصرة أكثر من 2,000 سوري في وسط مدينة حمص لمدة 600 يوم بينما استخدم النظام السوري نهج “الجوع أو الاستسلام” و منع الغذاء والماء والدواء من الوصول الى المواطنين داخل المدينة. لقد لجأ الناس إلى محاولة أكل العشب والنباتات من أجل البقاء على قيد الحياة.

فرض حصار على مدينة ما هو نوع من أنواع التكتيك القاسي و الوحشي الذي تم اسخدامه في العصور الوسطى. فاليوم تقوم الحكومة السورية باستخدام الناس العاديين كسلاح في الحرب و استهدافهم بأسلحة حديثة و إسقاط براميل مليئة بالمتفجرات دون مراعاة من الذي سيقتل أو يصاب بها.

لقد أوضحت صور جوية (قبل و بعد) حجم الدمار في ضواحي كاملة تابعة لدمشق و حماة دمرت كليا و عمدا من قبل الجيش السوري. حيث اضطرت هذه المجتمعات المزدهرة سابقا الى الفرار من منازلهم حيث انتقلرعدد كبير منهم إلى أجزاء أخرى من البلاد و فر العديد إلى الدول المجاورة.

تفيد تقديرات الامم المتحدة الى أن أكثر من 9 ملايين سوري بحاجة لمساعدات إنسانية. فهناك 6.5 مليون سوري فروا من منازلهم وما زالوا في سوريا و هناك 2.5 مليون لاجئ في الأردن ولبنان وتركيا و بلدان أخرى.

التخفيف من محنة هؤلاء السوريين يمثل أولوية قصوى و علينا أن نوفر لهم الغذاء والمأوى و الدواء. لقد قدمت المملكة المتحدة 700 مليون دينار لهذه القضية حيث أنفق الكثير في الأردن ليس فقط في المخيمات ولكن أيضا لمساعدة المجتمعات الاردنية في المدن و القرى التي يعيش فيها السوريين و هذا الدعم سيستمر.

وضع نهاية لإراقة الدماء والعنف هو أيضا أولوية و الطريقة الوحيدة لذلك هي من خلال عملية سياسية. لهذا السبب كان المؤتمر الذي انعقد الأسبوع الماضي والمعروف باسم جنيف الثاني خطوة مهمة لبدء الحوار بين الأطراف المتحاربة.

مؤتمر جنيف الثاني
مؤتمر جنيف الثاني

قبل بدء مؤتمر جنيف الثاني كنا نسمع الناس يقولون انه لن ينجح. فقد كان هناك الكثير من الشك والتشاؤم و كان الأمل ضعيفا. فهذا التشاؤم كان مبررا: مدى جدية النظام بالمشاركة لا تزال تحت الإختبار و وجود الجماعات الإرهابية يعد تهديدا أساسيا. فبعد الأسبوع الأول من المؤتمر من السهل أن نقول أن المباحثات فشلت.

و لكن مؤتمر جنيف الثاني لم يكن من المفروض أن يكون عصا سحرية تحقق حلا فوريا. فالطرفين بعيدين كل البعد عن بعضهما البعض وهناك إرث لثلاث سنوات من الصراع المفتوح بينهما. ولكن تحت الرئاسة الماهرة لمبعوث الأمم المتحد الأخضر الإبراهيمي التقى الطرفان مع بعضهما بشكل يومي و لمدة أسبوع. تم وضع القضايا الصعبة على الطاولة بما في ذلك الحاجة لانتقال سياسي كما اتفقا على أن يجتمعا مرة أخرى.

الحقيقة هي أن الطريقة الوحيدة لإحداث السلام هي من خلال عملية سياسية مبنية على بيان جنيف: الاتفاق على هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة بما في ذلك صلاحيات على القوات المسلحة وقوات الامن. هذا يعني أن على الأسد أن يرحل. فمن غير المعقول أن يكون هناك حل سياسي بينما لا يزال موجودا. فكلما زادت مدة بقاءه كلما زاد انجذاب المتطرفين الى سوريا. فهذه الجماعات تجلب المزيد من الموت و الانقسام و الدمار و الذي يحتاجه السوريين هو الكرامة و الديمقراطية و التطور.

مؤتمر جنيف الثاني يعني أن العملية ابتدأت و الخطوة التالية واضحة: جهود مضنية للتوصل إلى اتفاق يحقق السلام والاستقرار والأمن في سوريا. هذا سيوحد جميع الشعب السوري بغض النظر عن المذهب او الاصل كما سيأخذ فى الاعتبار آراء النساء من سوريا اللواتي يجب أن يكون لهن دور في هذا النقاش. عندئذ فقط سيتمكن الناس من العودة إلى ديارهم.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.