هناك اعتقاد شائع بأن حياة الدبلوماسي هي حياة ترف واسترخاء: شوكولاتة فيريرو روشيه وحفلات الكوكتيل. و يا ليت كان ذلك صحيحا. إن أحد جوانب عملنا في الخارج و الذي نادرا ما يراه الآخرين هو الجهد الذي نبذله في تعلم اللغات. وفوق كل الدراسة فإنه علينا أن نتقدم للامتحان. نعم، حتى السفير يجب أن يخضع للامتحانات: لقد استغرق الامتحان أكثر من 6 ساعات من وقتي في الأسبوع الماضي.
لم يكن هذا الامتحان مسألة حياة أو موت و لن أعود إلى لندن لو لم أنجح. ولكنه كان تقييم مفيد لما إذا كان المبلغ الكبير الذي استثمرته وزارة الخارجية في دراستي، و الوقت والجهد اللذان كرستهما لذلك قد أنفقوا على نحو جيد. إن الدراسة تكون صعبة بعد سن معين حينما الكلمات الجديدة لا تعلق في الذهن. كما أنني أعتقد أحيانا أن دماغي قد امتلأ.
ركز الامتحان على المهارات التي نحتاجها في عملنا: المحادثة والاستماع والكتابة. لقد وجدت تعلم اللغة العربية صعبا لكنه ممتع. إنها لغة معقدة وصعبة، وليس فقط الأبجدية والقواعد، ولكن أيضا كمية المفردات و المعاني. إنها لغة منطقية جدا، كيفية إرجاع الكلمة إلى جذرها و أشكال الفعل تتبع نمط معين. هي أيضا لغة جميلة جدا ، إيقاعية وشعرية بشكل استثنائي، وليس فقط عند التحدث ولكن أيضا في الكتابة.
بالطبع الكثير من الأردنيين يتكلمون اللغة الإنجليزية ويمكنك القيام بعملك في عمان من دون استخدام اللغة العربية و لكنني أؤمن بشدة أنه إذا أردت أن تفهم أي بلد عليك أن تتعلم لغتها فهذا يسهل التعمق في المجتمع.
أنا لا أعرف ما إذا كنت نجحت في الامتحان فهذا ليس مهم. ما أريد القيام به هو تحسين لغتي العربية، والأهم من ذلك استخدامها بشكل منتظم ومتكرر في التعرف على الأردنيين. وآمل أن تساعدوني جميعا في تحقيق هذا الطموح.