مع انتهاء فترة عملي كسفير للمملكة المتحدة لدى دولة قطر، يُسعدني اليوم أن أعرب عن مدى اعتزازي بالصداقة التاريخية القائمة بين دولتينا. صداقة أقوى حاليا من أي وقت مضى، وستكون بعد أكثر متانة في السنوات المقبلة. العلاقة بين قطر والمملكة المتحدة هو تجسيد للشراكة بمعناها الحقيقي، فهي تغطي مجالات التعاون كافة كالدفاع والسياسة الخارجية والثقافة والتعليم والطاقة والتجارة والاستثمار، وذلك على سبيل المثال فقط لا الحصر. هذه العلاقات الثنائية القوية بين البلدين قد أصبحت محط أنظار البلدان الأخرى.
بالنسبة لي، يمثّل المهرجان البريطاني السنوي، الذي تم إطلاقه عام 2014، الديناميكية العالية التي تتمتع بها الشراكة بين قطر والمملكة المتحدة ونموها المستمر. ومن المرتقب أن يكون المهرجان البريطاني المقبل في مارس 2016، أكثر إثارة وإبداعاً.
بالرغم من موجة الاضطرابات التي تسود المنطقة، استطاعت دولة قطر لعب دور رائد ومشهود له سواء على مستوى أدائها الاقتصادي أو سياساتها الخارجية الطموحة. كل المؤشرات تؤكد أن قطر ماضية بهذا الطموح، مما يفتح الباب أوسع امام تعزيز فرص التعاون مع المملكة المتحدة. قطر هي اليوم ثالث أكبر سوق لصادرات المملكة المتحدة في المنطقة.
ولعل أكبر فرصة في الوقت الراهن هي الدور الذي تلعبه بريطانيا في دعم استضافة قطر لبطولة ناجحة لكأس العالم في عام 2022. إن خبرات المملكة المتحدة وتجاربها في استضافة الأحداث الرياضية الدولية الكبرى – بما في ذلك البطولة الأخيرة لكأس العالم للرجبي – تؤكد على كفاءتنا العالية في تحقيق هذا الهدف.
أتطلع قدماً إلى انتقال العلاقات بين المملكة المتحدة وقطر إلى أعلى مستوياتها في السنوات المقبلة، وذلك من خلال تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار، والدفاع، والأمن، والحوار السياسي، إضافة إلى إطلاق مجموعة من المشاريع الهامة. أترك هذه المهمة بالطبع لخلفي، السفير أجاي شارما.
وفي وقت أتهيئ فيه لتولي منصب دبلوماسي آخر، أود أن أعرب مجدداً عن امتناني الشخصي لعدد كبير من المواطنين القطريين والبريطانيين وغيرهم من الجاليات المختلفة، الذين جعلوا يوميات عائلتي في قطر ممتعة ومثمرة. لقد كسبنا العديد من الأصدقاء هنا.
وأخيراً، إنه لشرف لي أن أكون قد خدمت بلادي في الدوحة، فقد كان ذلك مجزيا مهنيا، من دون أن أنسى الجانب الممتع من العمل في بلد يشهد باستمرار العديد من الإنجازات، ويبدو فيه أن ما من مستحيل تحت سماء قطر.