لقد مرت فترة من الزمن على كتابة آخر مدونة لي، وقد انتقلت بعدها من اليمن لتولي منصبي الحالي كسفير للمملكة المتحدة في دولة قطر. ويسعدني الآن أن أعمل في الدوحة، في هذا الوقت بالذات، خاصة وأن البلاد تمر بمرحلة تطور سريعة بالإضافة إلى لعب دولة قطر دورا دوليا أكثر أهمية من أي وقت مضى.
لقد صادف 16 أكتوبر بأن يكون يوم عمل المدونات، وهو اليوم الذي يتناول فيه المدونون من جميع أنحاء العالم موضوعا محددا للكتابة عنه . وموضوع هذا العام هو “حقوق الإنسان”، وهي مسألة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لكل واحد منا.
سواء أكنتم مهتمين بكرة القدم أو لا ، من المؤكد أنكم قد لاحظتم مؤخرا تقارير وسائل الاعلام حول أوضاع الأفراد الذين يعملون في مواقع البناء، تحضيرا لاستضافة بطولة كأس العالم قطر 2022.
إنني أرحب بتعهد السلطات القطرية للتحقيق في هذه المزاعم بشكل دقيق. وقد أكدت دولة قطر: أن وزارة العمل قد خططت مضاعفة أعداد المفتشين للتحقق من سلوك الشركات والتأكد من أنها تتوافق مع قانون العمل . كما أطلقت مؤسسة قطر، برئاسة سمو الشيخة موزا ، عددا من المبادرات في بداية هذا العام بشأن حقوق العمال، بما في ذلك إجراء الفحوصات السنوية الصحية للعمال ذوي الدخل المنخفض ؛ و تشديد قواعد السلامة بالنسبة لشركات البناء وتضييق الخناق على الشركات التي تخرق قوانين العمل .
وقد سافر فريق من نقابة عمال البناء والأخشاب الدولية إلى قطر مؤخرا ، وتحدثوا إلى العمال . وسوف يقوم أيضا السيد سيب بلاتر بزيارة الدوحة قريبا وقد صرح بأنه سيناقش هذه المسألة مع حضرة سمو الأمير.
إن حقوق الإنسان و سلامة العمال هما عاملان ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة المتحدة و كيفية إدارة أعمالنا. واعتقد جازما أن احترام حقوق الإنسان و تعزيز الأعمال التجارية ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب وبشكل متوازي، ونحن الآن في طليعة التزامنا بهذا النهج . و قد أطلق وزير الخارجية مؤخرا مبادرة الأعمال الجيدة للحكومة البريطانية: حيث يتم تنفيذ المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية و حقوق الإنسان. فليس هناك تعارض بين حقوق الإنسان والأعمال التجارية – في الواقع، إن حقوق الإنسان هي في قلب السياسة الخارجية للمملكة المتحدة .
هناك بالفعل شركات في المملكة المتحدة رائدة في مجال إدماج اعتبارات حقوق الإنسان في عملياتهم التجارية. فهم يفهمون قيمة احترام حقوق الإنسان مما يجلب المنفعة للأعمال التجارية بطرق مختلفة . وقد أظهرت لنا خبرتنا في استضافة دورة الألعاب الاولمبية أننا نستطيع حماية حقوق العمال وسلامتهم وكذلك تقديم حدث رياضي عالمي . ومع إقدام دولة قطر على مواجهة التحدي المتمثل في تقديم بطولة ناجحة لكأس العالم، فإن المملكة المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم حيثما أمكن. وأنا على أتم الثقة بنجاح قطر في تقديم بطولة كأس عالم رائعة.