This blog post was published under the 2015 to 2024 Conservative government

Christopher Trott

Christopher Trott

UK special representative for Sudan and South Sudan

المدون الضيف Michael Aron

6 October 2016 Khartoum

زيارة المبعوث البريطاني الأولى للسودان

A drive to Omdurman at dusk - across the White Nile and past confluence of 2 rivers all the way to the Mahdi's tomb

تخيل ان تعيش لمدة عام كامل بجانب أطول نهر في أفريقيا (في المنصورة، مصر)، ومن ثم لا ترى تلك المياه مجددا لأكثر من ثلاثين عاما. تخيل الوقوع في حب الثقافة والناس في منطقة الساحل بالسينغال وتكون انطباعا عميقا عن التنوع والتسامح الموجود في التقاليد الإسلامية في دولة مالي ومن ثم تراقب من بعيد المتطرفين الجهلاء يدمرون المكان الذي يُجسد هذه الخصائص.

و الآن تخيل أن تعود إلى ضفاف نهر النيل لتؤدي دور في المساعدة في حل الأزمات التي كان لها تأثير مدمر على حياة الكثيرين. هذا هو ما شعرت به عند وصولي الخرطوم يوم 19 سبتمبر في زيارتي الأولى للسودان كمبعوث المملكة المتحدة الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان.

كان احساساً بالعودة الى دارك مقروناً بعزيمة على العمل مع كل الأشخاص الذين التقيتهم لبناء مستقبل مستقر للسودان يشمل الكل. كان هذا شعوري بعد أن كانت حياتي لأول مرة خارج أوروبا على ضفاف نهر النيل في مدينة المنصورة، مصر، ثم بعد ذلك عملت كسفير بريطاني في السنغال ومالي، و كان لي شرف الحصول على لقب “المواطن الفخري” من مدينة تمبكتو.

A drive to Omdurman at dusk - across the White Nile and past confluence of 2 rivers all the way to the Mahdi's tomb
في طريقنا الى قبة المهدي بأمدرمان، مروراً بمُقرن النيلين عند وقت الغروب

المملكة المتحدة صديق قديم للشعب السوداني، وملتزمة بدعم عملية السلام التي يرعاها الاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس امبيكي. جئت إلى الخرطوم في منعطف حاسم في هذه العملية، في الوقت الذي اتضح فيه ان الوصول الى اتفاقية لوقف الأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالصراع في السودان أصبح أمراً في متناول اليد.

لذا فإنني أحث حكومة السودان إلى اغتنام الفرصة التي تقدمها وساطة الاتحاد الافريقي لإنهاء القتال، وخلق بيئة مواتية أكثر للمناقشات السياسية التي ستلي ذلك. تماما كما كنت قد استخدمت أيضا علاقاتي للاتصال بالمعارضة المسلحة لتكون مرنة في نهجها في المفاوضات.

سعدت بلقائي بالأمين العام لمجلس الحوار الوطني البرفيسور هاشم علي سالم، والذي أكد لي أن الحوار الهام حول التسوية السياسية في السودان سيظل شامل، سامحاً لتلك الجماعات التي لم تشارك حتى الآن في المحادثات السياسية بالانضمام إلى الحوار وبناء مستقبل مشترك. بالإضافة إلى العديد من كبار ممثلي الحكومة الذين التقيت بهم خلال زيارتي، سمعت من ممثلي قوى نداء السودان عن آمالهم للحوار السياسي، وفي طريق عودتي إلى الوطن التقيت الإمام الصادق المهدي لتشجيعه على الاستمرار في دعمه لهذه العملية.

بينما كنت في الخرطوم شرحت للذين التقيت بهم رغبتنا في إقامة حوار بناء مع حكومة السودان، حوار يُمَكنُنا من العمل معا لدعم عملية السلام، و نستطيع من خلاله اجراء محادثات بنّاءة في القضايا التي تختلف فيها آرائنا. شرحت أننا سوف نستمر في دعم وجود بعثة اليوناميد في البلاد طالما أن الوضع يتطلب ذلك، وأننا سوف نستمر في تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وتقديم الدعم للمدافعين عن حقوق الأنسان.

Meeting the Secretary General of the National Dialogue Hashim Salem in Khartoum.
مع الامين العام للحوار الوطني هاشم سالم في الخرطوم

غادرت الخرطوم أحمل أملاً حقيقياً أن السودانيين يعملون معا نحو مستقبل أكثر إشراقا. وهو المستقبل الذي أعزم أنا بالشراكة مع العديد من أصدقاء السودان في المجتمع الدولي على العمل من أجله. مستقبل سنرى خلاله مزيد من التعاون بين السودان والمملكة المتحدة، على وجه الخصوص لضمان أن ينعم جميع أهل السودان بالاستقرار والتنمية والرخاء الاقتصادي.

دعونا لا ننسى العلاقات التعليمية والثقافية والتجارية بين شعبينا والتي سيتم الاحتفاء بها من خلال فعاليات الاسبوع البريطاني الذي ستنظمه السفارة البريطانية في الخرطوم في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر المقبل. إنني أتطلع إلى زيارتي المقبلة إلى السودان، آمل عندها أن يكون الحوار قد تقدم و آمل ايضا أن تتاح لي الفرصة للخروج من الخرطوم لتعميق فهمي عن دولة السودان ككل.

:يمكنك متابعة المبعوث البريطاني لدولتي السودان وجنوب السودان على حسابه على تويتر

@ChrisTrott

1 تعليق “زيارة المبعوث البريطاني الأولى للسودان

  1. شكرا لك على هذه المشاعر الصادقة
    لكن كما يقول المثل “من يقنع الديك”

    لن اشرح فقد خرجت وثيقة حوار قاعة الصداقة قبل الإتفاق القومي وما زالت الخلافات السياسية قائمة والنزاعات والحروب مستمرة والأزمة الإقتصادية خانقة
    الخدمات الضرورية متدنية وغير متوفرة
    الله يكون في عون السودان
    لايستحق اهله ما يحدث من فوق رؤوسهم

Comments are closed.

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”