This blog post was published under the 2015 to 2024 Conservative government

Avatar photo

Michael Aron

British Ambassador to Khartoum

1 September 2016 Khartoum

دارفور : أرض خضراء وجميلة

Baobab
So many beautiful Baobab tree in Darfur

دارفور : أرض خضراء وجميلة

في الشهر الماضي زرت دارفور للمرة الأولى . كان انطباعي الأول كم هي خضراء و جميلة. سافرنا إلى نيالا عبر الجنينة في غرب دارفور، وحينما كنا مُحلقين فوق دارفور اندهشت من الأخضرار الذي يطرأ على الريف في هذا الوقت من العام. خلال الطريق من نيالا نحو جمهورية أفريقيا الوسطى لاحظت تحول التضاريس الى السافانا الغنية، مع المراعي الخصبة وأشجار التبلدي المميزة. ترى المزارعين في كل مكان هناك (ومعظمهم من النساء) الذين يعملون في الحقول، والحفر، وفي حمل الماء ونقل المحاصيل على ظهور الحمير.

أنا أعلم أن هذا الموسم الاخضر قصير نسبيا ولكن رؤية الريف خصب جدا ومنتج ساعدني على فهم أهمية الأرض لجميع سكان دارفور ولماذا كانت الأراضي والمياه سبب الكثير من النزاعات على مر السنين. لم تعان جنوب دارفور بعد من التصحر الذي يزحف عبر شمال دارفور ولكن عواقب تغير المناخ أثرت على حياة كل من البدو و الرعاة و ساهمت في الصراع.

Green Darfur
دارفور الخضراء
Baobab
أشجار التبلدي الجميله في دارفور

صندوق سلام و استقرار مجتمع دارفور ( DCPSF )

خلال زيارتي اطلعت على طريقة عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يقوم بادارة صندوق سلام و استقرار مجتمع دارفور (وتُعد المملكة المتحدة أكبر جهة مانحة للصندوق) وكيف يعمل  الصندوق مع المجتمعات المحلية لدعم بناء السلام، والمساعدة في تقديم الخدمات المحلية وتعزيز سبل العيش. منذ عام 2008 يعمل الصندوق مع شركاء للمساعدة في إنشاء آليات مُصالحة مجتمعية تتكون من زعماء القبائل ومجموعة تُمثل الشباب و الجماعات النسائية.

Discussing peace and stability in Darfur with members of community based reconciliation committees in Beleil
حوار مع أعضاء لجنة مُصالحة مجتمعية في بيليل حول السلام والاستقرار

تعمل المشاريع النموذجية الممولة من الصندوق مع المجتمع المحلي في المنطقة التي شهدت الصراع، في كثير من الأحيان بين البدو والرعاة، لتحديد أسباب الصراع والعمل مع أعيان المنطقة للتوصل إلى حلول. غالبا ما تتضمن الحلول توفير خدمات مثل الابار أو إدخال تحسينات على السدود، والتي تعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع وتعطيهم مصلحة مشتركة في التعاون بدلا من القتال.

DCPSF well
بئر تم تمويله من صندوق سلام واستقرار مجتمع دارفور يوفر المياه لسكان القريه والنازحين

في منطقة بليل رأينا بئر استفاد منه كل من المجتمع المحلي و مخيم النازحين المحلي، كما رأينا مدرسة مزودة بمقاعد وطاولات جديدة تخدم أطفال من جميع القبائل .المحلية، و مركز للنساء – والذي كان يستخدم لدورة تدريبية حول التوعية البيئية عندما قمنا بزيارته – كل هذا بتمويل من مشاريع الصندوق  المختلفة

في ياوياو التقينا لجنة السلام التي تتضمن شيوخ قبائل يمثلون كلا من البدو الرحل والمزارعين. مسار الهجرة تم تحديده حتى أنه اصبح من الواضح المسار الذي يجب أن تسلكه حيوانات البدو، وأين يجب أن يقوم المزارعين بزراعة محاصيلهم . نأمل أن يخفف هذا من المشاكل في المستقبل..

الأمن يتحسن

اخبرني ادم الفكي، والي ولاية جنوب دارفور، وبيرهانميسكل ونيجا، رئيس بعثة يونميد في نيالا، كم تحسن الوضع الأمني في جنوب دارفور في العام الماضي، لا سيما في نيالا. وقد اتفق الطرفان على أنه لم يعد هناك أي جماعات متمردة تعمل في جنوب دارفور.

وأكد الوالي على أهمية تنفيذ برنامج نزع السلاح. وقد تم فرض حظر حمل الاسلحة علانية في نيالا على الجميع ما عدا الشرطة والجيش. كما ستُعرض حوافز للأفراد للتخلي عن أسلحتهم. في المراحل النهائية سيتم تفتيش منازل الاشخاص الذين يحاولون الاحتفاظ بأسلحتهم. لكن الوالي اقرّ أن بعض الناس كانوا خائفين بشأن التخلي عن أسلحتهم لأنهم يخشون التعرض للهجوم من قبل الجماعات المسلحة.

لكن لا تزال هناك حاجة لليونميد

قالت بعثة اليونميد انه لم تكن هناك حالات هجوم على عملياتها في جنوب دارفور في عام 2016، سرقة السيارات في السابق كانت تمثل مشكلة خطيرة، ولكن الوضع الأمني الآن أفضل بكثير، على الرغم من أنها استمرت في توفير الحماية لحركة البضائع في جميع أنحاء الولاية – و لزيارتي كذلك.

اكدت المناقشات طوال زيارتي الدور الحيوي الذي تقوم به بعثة اليونميد في دارفور، لا سيما في حماية المدنيين وتوفير الحماية للعمليات الإنسانية. لا تزال هناك حاجة لليونميد في دارفور، مدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع مهمة البعثة وقيد أي تغيير في المستقبل لمعايير تستند إلى تحسن ملموس في ثلاثة مجالات:

 السلام والتسوية السياسية ، حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ووضع حد للصراع بين المجتمعات. آمل كثيرا أن تتحقق هذه التطورات بحيث يمكن أن تكتمل مهمة يونميد بنجاح – وأنا أعلم أن حكومة السودان تريد ذلك أيضاً.

الحياة في المخيمات صعبة

أثناء إقامتي قمت بزيارة مخيم عطاش للنازحين. وقمت بالمرور بمعسكرت السلام و كلمة و بيليل. مئات الآلاف من النازحين يعيشون في ظروف صعبة للغاية في هذه المخيمات، وكثير منهم لسنوات قاربت الثلاثة عشر. معظم الأطفال لم يعرفوا أي وطن آخر.

برنامج الأغذية العالمي، بدعم من وزارة التنمية الدولية البريطانية، يقوم بعمل عظيم لدعم النازحين الأكثر فقرا وضعفا وتقديم وسائل جديدة وأفضل لتقديم الدعم – في معسكر قريضة تُستخدم البطاقات الالكترونية و في عطاش تُستخدم نظام القسائم، وفي نوفمبر سيتم البدء في تطبيق نظام المدفوعات النقدية. ولكن بالنسبة للأسر الأكثر حوجة الحصول على 55 جنيه ( حوالي 10 جنيه استرليني ) للشخص الواحد في الشهر لا يكفي لتغطية كل احتياجاتهم.

voucher system
نظام القسائم – برنامج الاغذية العالمية بدعم من وزارة التنمية الدولية البريطانية

بالتحدث الى مجموعة من القيادات النسائية في عطاش سمعت لماذا لا يريدون العودة إلى قراهم . في بعض الحالات قراهم لم تعد موجودة أو أنها قد احتلت من قبل القبائل الأخرى. وعلى أي حال انهم قلقون على نحو مفهوم على امنهم في حال عودتهم. في بعض الحالات يعود النازحون إلى مزارعهم خلال موسم الزراعة و لحصاد المحاصيل ولكن يبقون في المخيمات بقية العام، ويرجع ذلك جزئيا لأن الخدمات الضرورية ( المدارس والمراكز الصحية ) غير متوفرة خارج المخيمات. قيل لي أنه بالنسبة للكثيرين في المخيمات بطاقة هوية المخيم تُوفر شكل من أشكال الأمن التي هم غير راغبون في التخلي عنها.

 

الحوجة الماسة للمُضي قُدماً بأسلوب يصون كرامة النازحين

تجربة مخيمات النازحين في أماكن أخرى من العالم تشير إلى أن المخيمات يمكن أن تتخذ حياة خاصة بها وان توجد مجموعة من الحلول المستدامة الخاصة بها، بحيث انه يكون من الصعب دائما ان يختار النازحين بين العودة إلى ديارهم أو العيش في مكان آخر. ان رغبة حكومة السودان في إغلاق المخيمات في أقرب وقت ممكن و إيجاد حلول للنازحين وفقا للمبادئ الإنسانية هو في مصلحة الجميع. ولكن هذا ليس بالبسيط بالنظر إلى تاريخ الثلاثة عشر سنة الماضية، وأنه لا يمكن أن يتحقق إلا بموافقة النازحين أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للقيادة السياسية المعارضة ان لا تستخدم النازحين كرهائن لأهدافهم السياسية.

تقول المعايير العالمية أن النازحين يجب أن يعطوا الخيار إذا كانوا قادرين على مُغادرة المعسكر – إما بالعودة إلى قريتهم الأصلية، او إعادة التوطين في أماكن أخرى في البلاد. أو أن يوفر لهم سكن بديل بالقرب من المعسكر. آمل ان يتحسن الوضع الامني أكثر في الولاية ليكونوا قادرين على العودة إلى قراهم الأصلية (إذا كانت لا تزال موجودة وليست محتلة)، لكنها لا تزال بحاجة لتوفير المدارس والمراكز الصحية.  مع قطر الخيرية، قمت بزيارة مركز خدمات قامت بتمويله في منطقة بلبل، 50 كيلومتر جنوب غرب نيالا، يوفر المركز المدارس الابتدائية والثانوية للبنين والبنات وكذلك مركز صحي ومركز للشرطة. وقد مولت قطر الخيرية خمسة من هذه المراكز في جميع أنحاء دارفور و يجري التخطيط لأكثر، الأمر الذي من شأنه أن يساعد النازحين على العودة إلى ديارهم بعد ان يتم التخطيط لذلك بعناية بالتشاور مع النازحين و انشاء المراكز في الأماكن الصحيحة.

ولكن بعض النازحين قد لا يرغبون في العودة إلى قراهم الأصلية. الشباب ينتقلون من الريف إلى المدن والبلدات في جميع أنحاء أفريقيا و سكان دارفور ليسوا استثناء. الرئيس السابق للسلطة الاقليمية لدارفور التيجاني سيسي و الوالي وافقوا على أن المنازل خارج المخيمات، مع الخدمات اللازمة، ينبغي أن تقدم في ضواحي نيالا ومدن أخرى لأولئك النازحين الذين يفضلون هذا الحل. هذا لا يعني أن يطلب منهم التخلي عن حقوقهم في أراضيهم الزراعية في مناطقهم الأصلية أو التعويض. ولكنها سوف تتطلب تمويلا كبيرا، التزام جاد من الحكومة وثقة النازحين.

قبل كل شيء – السلام ضروري

كل من تحدثت معه يرغب في السلام و يعرب عن أمله في أن تستأنف مفاوضات أديس أبابا و تختتم بنجاح. لم تتاح لي الفرصة لزيارة معسكر كلمه و لكن بعد فترة بسيطة من مغادرتي أرسل أعيان كلمه خطاب الى بعثة اليونميد رافضين فيه خارطة الاتحاد الافريقي (العديد من الموجودين في كلمه يؤيدون عبد الواحد نور الذي رفض الدخول في مفاوضات مع الحكومة السودانية). وآمل أن يُقنع عبد الواحد بلانضمام الى مني مناوي و جبريل إبراهيم في التوقيع على خارطة الطريق، والتي تقدم أفضل وسيلة لتحقيق السلام في دارفور. في هذه الأثناء ستستمر الحكومة البريطانية بدعم وساطة الاتحاد الأفريقي في عملها و تشجيع الحكومة السودانية و الجماعات المتمردة للتوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية و وصول المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن.

ما زلت متفائلا

على الرغم من التاريخ الصعب للسنوات الثلاثة عشر الماضية و استمرار المشاكل مازلت متفائلا بشأن مستقبل دارفور. المنطقة لديها موارد طبيعية وفيرة. شعب دارفور  رجالا ونساء، صغارا وكبارا، المزارعين والبدو الرحل، ” العرب ” و ” الأفارقة “، في المخيمات وخارجها، كلهم مصممون على إعادة إرساء السلام. الحالة الأمنية في تحسن لكن لا تزال غير مثالية. جهود المصالحة بما في ذلك تلك التي يدعمها صندوق سلام و استقرار مجتمع دارفور تحرز تقدماً. وقعت الحكومة السودانية و اثنين من الجماعات المتمردة على خارطة الطريق المقدمة من وساطة الاتحاد الافريقي. المجتمع الدولي بما في ذلك المملكة المتحدة و قطر، ملتزمون بالمساعدة وعلى استعداد لتقديم المساعدة الإنسانية و الإنمائية للإنعاش المبكر لدعم مستقبل دارفور.

 

شكرا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، يونميد ، و الوالي

أنا ممتن جدا لايرين كورنيش وزملاؤها في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لترتيب هذه الزيارة المفيدة للغاية بالنسبة لي و لزميلي اشتياق غفور، وشكري ايضا الى اليونميد لاستضافتنا في مقرهم و إلى الوالي ومفوض الشؤون الإنسانية في جنوب دارفور لدعمهم وتعاونهم، ولجميع الذين التقينا بهم لمساعدتي على فهم هذه المنطقة المعقدة والمهمة في قلب أفريقيا بصورة أفضل.

UNDP Sudan run the multi donor fund "Darfur Community Peace & Stability Fund - DCPSF" helping to build lasting peace between communities in Darfur
برنامج الامم المتحدة الانمائي يُدير صندوق سلام واستقرار مجتمع دارفور المُتعدد المانحين والذي يعمل على خلق سلام مُستدام بين المجتمعات في دارفور

3 التعليقات “دارفور : أرض خضراء وجميلة

  1. الواقع الامني والاجتماعي يتحسن ،، لكن بوتيرة بطئية لا تتناسب و هول ما جري خلال الاعوام السابقة ،، ما تحتاجة دارفور الحبيبة وثيقة سلام شاملة ملزمة لكل الاطراف .. وخطة انمائية تسير بالتوازي …
    زيارتك الكريمة اثلجت صدورنا .. ووصفك الدقيق لتطورات الوضع في دارفور
    يدل علي اهتمامكم واهتمام دولتكم العظيمة..
    لكن نحن كسودانيين لازال سؤال يؤرقنا
    لماذا ادارت لنا بريطانيا العظمي ظهرها?
    نعم هي تقدم لنا بعض المساعدات
    ولكن ارتباطنا بدولتكم اعمق واكبر
    الرجاء الاهتمام اكثر بالشعب السوداني
    المحب والمبهور بدولتكم وثقافتكم الضاربه في جذور التاريخ
    #دمتم بخير سعادة السفير المحترم

  2. العزيز مايكل ارون , سفير صاحب الجلالة بالسودان
    تحية طيبة .
    نحن اذ نتابع جهود المملكة المتحدة لتعزيز السلام باقليم دارفور ولكن هذا الجهد يحتاج الي شراكة مباشرة مع منظمات المجتمع المدني الفاعلة في الاقليم , صحيح قد يكون الصندوق المعني قام بشي ولكن من الافيد ان يعمل عبر جهات مستقلة لاتمثل وجهات السلطات الحكومية المحلية .
    نحن اذ نلاحظ لابد من تضافر الجهود من اجل بناء سلام شامل وهذا لن يتاتي الي بمزيد من القيام مشروعات التنمية الاجتماعية والتي لا تقوم الا بكوادر متدربة وواعية ومستغلة
    نحن نقدر جهود المملكة ونطلب المزيد
    تحياتي وتقدير
    خالد تارس
    رئيس رابطة اعلاميي وصحافيي دارفور

  3. توصيف. مفعم. بالصدق لدارفور الحبيبه. من شخصيه. لها. ثقل. سياسي السفير مايكل. ارون. بريطانيا. دوله مؤثره. وقويه. نتمني ان تساهم. في نشر السلام. في هذا. الاقليم الجميل الغني. حتي. ينعم اهله. الطيبون. بالسلام. شكرا. سعادة السفير

Comments are closed.

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”