يوافق اليوم السبت 30 نوفمبر الذكرى السادسة والأربعون لاستقلال جنوب اليمن من بريطانيا.
بعد زيارتي القريبة لمدينة عدن، تأثرت بقصة في الإعلام عن حضوري لفعالية الكشف عن تمثال الملكة فيكتوريا الموجود في حدائق فيكتوريا بعدن وذلك عقب عمليات تنظيفه وتجديده. للأسف فإن هذا الخبر بعيد كل بعد عن الصحة ولكنه ذكرني بالمشاعر الدافئة التي يحملها العديد في عدن للبريطانيين – ويحملها أيضا العديد من البريطانيين لليمن.
لكني أظن أنها أشارة أيضا عن ميلِنا إلى تعظيم الماضي وإعطاء صورة مثالية له ونفس الشيء بالنسبة للمستقبل إلى حدٍ ما. أرى ثلاثة توجهات لمؤتمر الحوار الوطني والذي يستمر في التجلي ليس بعيدا عن هذه السفارة في صنعاء.
– الجيل الأكبر سنا، بشكل رئيسي من الجنوب، يتذكرون الأوقات الطيبة والأعمال الجيدة والنظام والحداثة في أيام البريطانيين، والذين من الشمال يستطيعون تذكر كيف كانت الحياة صعبة وبسيطة ولكن آمنة.
– الجيل الوسط الذين عاشوا خلال ثورة وسنوات عاصفة مضطربة لجمهوريتان، حيث أن بعضهم تمكن من النجاح والازدهار بينما لم بتمكن البعض الأخر. ولكنهم جميعا يتذكرون بشكل واضح جدا الانقلابات والانقلابات المضادة والنزاعات الدموية بين الشمال والجنوب قبل وبعد الوحدة.
– الشباب المتحلون بالمثل والأمل: منهم كثير ممن يدركون الفرص الضائعة في الماضي ويريدون ضمانا أن يتم إدارة ثروات اليمن الطبيعية بشكل يمنحهم مستقبلا آمنا ومستقرا.
حان الوقت الآن لليمنيين بأن يفكروا مليا في ما إذا كانوا قد استغلوا خير استغلال تلك الفرص التي قدمتاها لهم جمهوريتاهم المولودتان في ستينيات القرن الماضي. وبالمثل فإنه الوقت أيضا ليتأملوا بعناية كبيرة أيهما التحدي الأعظم: أن يعملوا لإنجاح الوحدة، أو أن يقطعوا تماما جميع الروابط الهيكلية الأساسية – الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية – في ظل معرفة أن هذه الروابط المتقطعة سوف تترك خلفها فراغا وخواءً هائلين.
كلا الطريقين صعب. سنخدع أنفسنا لو اعتقدنا بأن أياً من الطريقين سيقودنا بسرعة لمستقبل أفضل وأكثر إشراقا. علينا في أي طريق يتم اختياره أن ننظر للاستقرار الذي سيسمح للاقتصاد بالنمو ولعمل تحسينات مهمة في جودة التعليم والخدمات الصحية وتطوير وتحسين البنية التحتية وتوفير الأمن والعدل.
لا يوجد هناك حل فوري والمهمة ستكون صعبة وفي بعض الأحيان مؤلمة. هناك مظالم وحقوق مهضومة يُشعر بها في الجنوب – الكثير منها يحاول الرئيس هادي معالجتها في ظروف صعبة. أن صندوق الأمم المتحدة ألاستئماني بمبلغ 350 مليون دولار المخصص لمعاشات الجنوب هو مثال أساسي على ذلك – على أنه من الضروري أن تتم عملية الإنفاق بشكل سريع.
بصراحة، شعرت بقليل من اليأس والقنوط بسبب بعض الجدال الدائر في الحوار الوطني والذي يبدو أنه يُغفل في بعض الأحيان عن الأولويات الملحة للخدمات الأساسية والكرامة واحترام الذات. أعلم من خلال محادثاتي مع اليمنيين في صنعاء، عدن، تعز وإب بأن العديد وخصوصا الشباب يشعرون بنفس الطريقة. رؤيتي الشخصية أن اليمنيين سيكونون أقوى إذا ما عالجوا هذه الأمور سويا.
دعونا جميعا نأمل في أن تعطي هذه الذكرى الفرصة لكل شخص للتركيز على ما هو الأهم.