يستمر الحوار الوطني اليمني في إحراز التقدم ولقد باشرت الجلسة العمومية أعمالها مرة أخرى بعد أجازة عيد الأضحى. ولا يزال الحوار يواجه تحديات هامة: هذا هو الوقت للوصول إلى اتفاق حيثما أمكن ذلك والانتقال إلى الخطوات التالية. هناك الكثير مما تم إنجازه من أعمال قيّمة في الحوار الوطني في حاجة إلى أن تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.
أتى لزيارتي بعض اليمنيين في نهاية الأسبوع حيث قاموا بتذكيري بنفاذ صبر الشعب اليمني من حكومتهم وسياسيهم والحاجة لتغييرات تُلبّي أمال الشعب وتحقق تحسّن ملموس في المستوى المعيشي.
وبينما المُشاركون في الحوار الوطني يمضون قدما في صياغة مخرجات قادرة على تشكيل دولة ودستور يمني جديدين، فأنا في غاية القلق من التقارير التي أقرأها وأسمعها يوميا عن استمرار العنف في كل أنحاء البلد.
أخص بالذكر هنا العنف المتزايد في منطقة صعدة ودماج في شمال البلد خلال الأيام القليلة الماضية والتي يتخذ صيغة طائفية ومذهبية متزايدة.
اشتهر اليمن على مر العصور بالقدرة على التعايش السلمي مع طوائف ومذاهب مختلفة في ظلّ حكام كانوا هم أنفسهم ينحدرون من طوائف ومذاهب مختلفة. أن استخدام القوة من جانب أي طرف أو النداءات إلى جهاد من طرف ضد آخر ليست هي الطريقة المثالية للحل. فهذه الأفعال تتنافى مع الحوار الجاري في صنعاء بل أنها تُهدد بإخراج الحوار عن مساره الصحيح.
يدعو مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر إلى وقف فوري لإطلاق النار في دماج في حين تُناشد فيه هيئة الصليب الأحمر بإجلاء الجرحى والمصابين. ولا أستطيع إلاّ أن أضم صوتي لهؤلاء.
(صدر بالانجليزي يوم 3 نوفمبر)