9 June 2016 Jeddah, Saudi Arabia
رمضان: فرصة للسلام
شهد هذا الأسبوع بداية شهر رمضان المبارك. وهناك وقت للتفكير، لقضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء ومن أجل السلام. ومع ذلك سيقضي العديد من اليمنيين شهر رمضان هذا العام بدون غذاء كاف وماء ومأوى وكهرباء ورعاية صحية وفي خوف على سلامة أحبائهم.
هذا الشهر كمثل اشهر الصراع الخمسة عشرة الماضية سيكون وقت للقلق والمعاناة لكثير من الأسر اليمنية. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فأن 21 مليون شخص في اليمن يحتاجون حاليا للمساعدة الإنسانية و أن 2.8 مليون من اليمنيين هم الان نازحين في الداخل.
الآن أكثر من أي وقت مضى هو الوقت المناسب لطرفي النزاع فى اتخاذ خطوة بعيدا عن القتال وبذل جهود حقيقية للتوصل الى اتفاق سلام. المحادثات في الكويت مستمرة منذ 49 يوما الى الآن. حقيقة أن الأحزاب لا تزال تشارك في المناقشات هو بالطبع علامة إيجابية. ومع ذلك، فإنني أحث الوفود إلى اغتنام فرصة شهر رمضان من اجل العمل بصورة بناءة وبإلحاح متجدد لتحقيق السلام والأمن لليمن.
القوات على الأرض يجب أن تلتزم بأستمرار وقف القتال. أنا مستاء جدا من قصف المدنيين في احد اسواق تعز الأسبوع الماضي. و هذا الهجوم المروع هو انتهاك لوقف الأعمال العدائية وعلى الأرجح محاولة لزعزعة استقرار المحادثات. هذه الهجمات لا يمكن أن تستمر. وسوف نحدد الجناة وسنحاسبهم.
هذا العام العديد من اليمنيين بما في ذلك شخصيات سياسية من المعارضة والناشطين والصحفيين سيقضون رمضان كأسرى في ايدي الحوثيين . تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر في الشهر الماضي اعطي تفاصيل عن الحملات ضد اليمنيين الذين كانوا معارضين لاستيلاء الحوثيين على مؤسسات الدولة واحتجازهم. يجب الإفراج عن هؤلاء الناس وجميع المحتجزين بصورة غير قانونية خلال هذا الصراع.
ويشجعني الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الكويت لاطلاق سراح السجناء الأطفال. هذه ليست سوى خطوة أولى. نحن الآن بحاجة إلى الاتفاق الذي يسمح بالافراج عن جميع السجناء قبل نهاية شهر رمضان. هؤلاء هم بشر، وليسوا ورقة مساومة. لا يمكن للمسلم الجيد ان يقوم باحتجاز البشر بدون محاكمة عادلة أو سبب، او اهانة الناس واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي. مرة أخرى يجب ألا يسمح بالقيام بهذا و ان لا يمر هذا الامر بدون عقاب.
سنقضي شهر رمضان في الكويت للعمل جنبا إلى جنب مع زملائنا في المجتمع الدولي وتقديم الدعم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة. بالإضافة إلى عملنا في الكويت، المملكة المتحدة ضاعفت أيضا المساعدات الإنسانية لليمن الى 85 مليون جنيه استرليني هذا العام. لقد ساعدنا أكثر من 1.3 مليون يمني عن طريق تقديم المساعدات الانسانية مثل الإمدادات الطبية والمياه والغذاء والمأوى في حالات الطوارئ، وكذلك تقديم الدعم للاجئين والمهاجرين.
اليمن في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية ولكن قبل كل شيء اليمن في حاجة ماسة للسلام. آمل حقا أنه بحلول شهر رمضان المقبل ان يتمكن السفير البريطاني من ارسأل التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان من سفارتنا في صنعاء و هو جالس جنبا إلى جنب مع الأصدقاء والزملاء اليمنيين.
رمضان كريم
ادموند فيتون براون
السفير البريطاني لدي اليمن