27 September 2018 الشرق الأوسط
بريطانيا تعزز المساعدات لفائدة اللاجئين الروهينغا وتدعو لمحاسبة مرتكبي الجرائم في ميانمار
أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إدوين سموأل أن الحكومة البريطانية قد التزمت بتقديم حزمة إضافية من المساعدات للاجئين الروهينغا المتواجدين ببنغلاديش قيمتها سبعون مليون جنيه استرليني ليصل بذلك حجم المساعدات لفائدة الروهينغا التي تقدمها المملكة المتحدة إلى 169 مليون دولارمنذ أغسطس 2017، مشدّدا في الوقت ذاته على أهمية تقديم مرتكبي الجرائم ضد أقلية الروهينغا إلى العدالة.
وقال سموأل في تقرير نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقرّه دبي، إن الجزء الأول من المساعدات التي قدمتها بريطانيا والذي يقدر ب 77 مليون دولار قد ساعد في توفير مساعدات غذائية عاجلة ومياه نظيفة والصرف الصحي لأكثر من مليون شخص في مخيمات اللاجئين الروهينغا.
وأضاف سموأل قائلا: “لقد عانت أقلية الروهينغا الأمرّين عبر عدة عقود ومن المهم جدا أن نوفر الدعم والحماية لهذه الأقلية المضطهدة وأن نساعدها في إعادة بناء حياتها عن طريق ضمان حق حصول أبنائها على التعليم المناسب وتطوير مهارات رجالها ونسائها وتوفير الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.”
وقال: ” هدفنا في الأخير بالنسبة لنا في الحكومة البريطانية هو العودة الآمنة والطوعية والكريمة إلى إقليم أراكان “راخين” لأكبر عدد ممكن من اللاجئين الروهينغا المتواجدين حاليا ببنغلاديش ولكننا نتفق مع تقييم موفضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الظروف لم تتوفر بعد لأن يتم ذلك.”
وشدّد سموأل على أهمية تقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد أقلية الروهينغا إلى العدالة قائلا: “بريطانيا معروفة بتقديمها لمجرمي الحرب أمام العدالة ويجب أن يتم تقديم مرتكبي الفظاعات ضد هذه الأقلية أمام العدالة كذلك.”
وأوضح سموأل أنه وإضافة للمساعدات الإنسانية، ساهم الدعم البريطاني في خطط الإستجابة في التقليص من حدة وقع الكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض وتعزيز صمود لاجئي الروهينغا المتضررين والمجتمعات المضيفة، كما ساهم في تقديم الدعم النفسي لحوالي 500ألف من الروهينغا الذين يعانون من صدمات نفسية وفي تطعيم ما يقرب من مليون شخص ضد مرض الكوليرا القاتلة.
وقال سموأل إن الدعم البريطاني لا يقتصر على اللاجئين الروهينغا المتواجدين ببنغلاديش فحسب بل يخص أيضا معظم الروهينغا الذين بقوا بإقليم أراكان والذين يقدر عددهم ب600ألف شخص. ويركز هذا الدعم بحسب سموأل على الإدماج والتماسك الإجتماعي والإنصاف الإنساني لفائدة أولئك الذين يتم إقصاؤهم باستمرار من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يذكر أن موقف الحكومة البريطانية من أزمة الروهينغا واضح فهي تدين الفظاعات التي ارتكبت بحق الروهينغا والتي تعتبر أنها تصب في خانة التصفية العرقية وحتى الإبادة الجماعية كما أنها تعتبر الجيش البورمي مسؤولا عن المعاناة التي ذهب ضحيتها الروهينغا خلال الشهور الأخيرة.
وقد عقد وزير الخارجية البريطاني هذا الأسبوع اجتماعا رفيع المستوى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال73 ، ناقش خلاله مع نظرائه السبل الأمثل لمحاسبة أولئك المسؤولين عن مثل هذه الفظاعات وتقديمهم أمام العدالة.
تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا أحد أكبر المانحين لأزمة الروهينغا التي قتل خلالها الكثيرون وفرّ جراءها ما لا يقل عن 700ألف شخص إلى بنغلاديش المجاورة منذ الخامس والعشرين من شهر أغسطس 2017.