This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Tom Fletcher

Tom Fletcher

Former British Ambassador to Lebanon

13 January 2015 Beirut, Lebanon

إبعاد الدولة الاسلامية عن لبنان ولبنان عن الدولة الاسلامية

نشاطر حزن الشعب الفرنسي في الهجوم الارهابي الاسبوع الماضي في باريس و الشعب اللبناني في هجوم عطلة نهاية الاسبوع في طرابلس. في ادانتهم لاعتداء باريس بعث رؤساء لبنان الروحيين الاربعة برسالة وحدة قوية جدا ضد الارهاب. كان تذكيراً ان العديدين في هذه المنطقة قد دفعوا الثمن الاغلى لحرية التعبير

تماما كما تقف بريطانيا صفا موحدا ومنيعا مع الشعب الفرنسي ضد الارهاب، هكذا تقف بريطانيا وقفة ثابتة الى جانب لبنان بمواجهته لتهديد داعش و حلفائه. لا هي اسلامية ولا هي دولة، تشكل داعش خطرا على الاسلام الحقيقي كما على الديانات الاخرى. من كل اقطاب العالم ادان القادة المسلمون اعمالهم. ان التحالف الذي يضم اكثر من ستين دولة بما فيها دول من الشرق الاوسط يبرهن للعالم اجمع بانه لن يتهاود مع وحشية داعش.

ان الخطر الذي يواجه لبنان هو ان تهديد داعش الجديد يكشف انقسامات قديمة وهذا تماما ما يرمون اليه.  اذن كما في فرنسا، يتوجب على الاغلبية الساحقة في لبنان ان تبرهن بشكل واضح بانها تهتم لحماية لبنان من التطرف بقدر ما يسعى المتطرفون الى فرض هذا التطرف

  :الانتصار في لبنان هو اولا وآخرا بين ايدي الشعب اللبناني. في الاشهر القليلة الماضية كنت اسأل الناس عما يمكن فعله وفي ما يلي عشر افكار مبنية على ما اقترحوه

أولا: ادعموا القوات المسلحة. اكثر من اي وقت مضى تنتشر هذه القوات في الخطوط الامامية على الحواجز وفي مواقع المواجهة مع مقاتلي داعش حتى ان بعض عناصرها احتجزوا كرهائن. تقوم المملكة المتحدة مع اخرين بتزويد الذين يواجهون التطرف، بالتجهيزات والتدريب. لكن الكثير منهم يشعرون بعدم الامان وهم بحاجة ليسمعوا من الشعب اللبناني تضامنه الكامل معهم. قولوا لهم لمَ تهتمون لامرهم الى هذا الحد.

ثانيا: واجهوا الطائفية. ان داعش والتطرف يحققون اهدافهم عندما يثيرون العداوة والصراع بين الطوائف. في كل مرة لا يحدث ذلك او يحصل تقارب ما يُفشل مآربهم نكون قد واجهناهم. لبنان يعرف خير معرفة ما يحصل عندما يُصبغ “الطرف الآخر” بصبغة نمطية او يُنبذ. المخاطر داهمة والاغلبية الساحقة في لبنان لا تريد العودة الى نزاعات الماضي المدمّرة. من يؤمن بان بقاء لبنان هو في تنوعه عليه ان يرفع الصوت عاليا اعلى من صوت الذين لا يؤمن بذلك

ثالثا: تحلّوا بالهدوء وواصلوا المسيرة لان داعش تريد بث الذعر والخوف. كما هو الامر مع الارهابيين في كل مكان ان افضل رد هو الاستمرار بشكل طبيعي. لا تسمحوا لهم بترهيبنا. ان الذين يواصلون حياتهم واعمالهم كل يوم في وجه الترهيب هم ابطال حقيقيون. التسليم للقدر هدية تُقدم الى المتطرفين

رابعا: انتخبوا رئيسا. لقد مضى أكثر من 230 يوم من دون رئيس للجمهورية  هذا الرئيس المسؤول عن التخطيط وحل الخلافات وتقريب وجهات النظر والتثبيت وقيادة البلاد. هذا الرئيس او هذه الرئيسة سيكون مشاركا بقوة في النقاشات الدولية حول مستقبل المنطقة. كل يوم يمر من دون رئيس هو بمثابة فرصة مهدورة. هو يوم تتعزز فيه القوى التي تسعى الى زعزعة استقرار البلاد وهو يوم اضافي من دون صوت رئاسي يناشد الاسرة الدولية  المساعدة

خامسا: ارفعوا العلم اللبناني. من الافضل طبعا التركيز على ما يجمع بدل التركيز على ما يفرّق. هذا البلد ليس جزءا من “الدولة الاسلامية”،  انها الدولة اللبنانية وهذا امر يستحق السير وراءه

سادسا: اخلقوا الوظائف. تلوح في الافق معركة للفوز بقلوب وعقول الاكثر فقرا وهم الاكثر عرضة للتطرف. على الحكومة وقطاع الاعمال التحرك لكسر هذه الحلقة وخلق الامل. يجب ان نظهر بان هناك خيار افضل من العدمية التي تقدمها داعش. لقد قابلت اصحاب مبادرات ومشاريع من طرابلس مؤخراً وقالوا لي انهم يريدون امنا وشبكة انترنت قوية وأملا وهم يتولون الباقي.

سابعا: لا تحاولوا استغلال خطر داعش لجمع المال. كلما تقدمت الجهود الدولية كلما اصبح التعامل مع اولئك الذين يقفون وراء هذا الارهاب امرا مخفوفا بالمخاطر. اذن فكّروا بالامر مرتين اذا كان الامر يعنيكم

ثامنا: افرضوا السيادة على الحدود.اعتقد ان هذه الفكرة قد حان وقتها الآن وقد اجتمعت السياسة والمال والجيوسياسة. اذا تحركت الدولة اللبنانية آخيرا باتجاه تأمين حدودها بشكل كامل في وجه كل هذه المخاطر من سوريا فهل يمكن لاي طرف من الاطراف ان يرفض؟

تاسعا: انبذوا الجدل العقيم والبالي. يصدمني عدد الاشخاص الذين يقولون لي من جهة ان اسرائيل او المملكة العربية السعودية او تركيا هي من صنعت داعش مقابل عدد الاشخاص من الطرف الآخر الذين يقولون لي لا ان ايران هي من صنعت داعش. وانا اكيد ان كوريا الشمالية تلوم كوريا الجنوبية على ذلك والعكس صحيح. يمكننا ان نخوض في نقاش مشروع حول من أوجد الظروف الملائمة لتزدهر داعش بما في ذلك نظام الاسد. لكن علينا ان نتجاوز مسألة استعمال داعش فقط كبرهان اضافي لنظرتنا للعالم المحددة سلفا او اثباتا لنظرية المؤامرة لان هذه الامور تقطع علينا الطريق امام معالجة المشكلة بشكل جذري.

عاشرا: لا تلوموا اللاجئ. ان 78% من اللاجئين السوريين في لبنان من الاطفال والنساء ومعظمهم في وضع مزر وقد تدمرت حياتهم جراء الحرب الوحشية الدائرة. الشتاء جاء قاسياً – حاول ان تبيت ليلتك في خيمة بالبقاع اذا كنت تعتقد انهم اختاروا وجودهم هناك. لقد أظهر الشعب اللبناني حتى الآن سخاءً منقطع النظير تجاههم. ان تحويل اللاجئين كبش محرقة لما تقوم به داعش لن يولّد الا مزيدا من المشاكل. لا تدفعوا بهم الى احضان داعش.

 يجب الا نستهين بالتحدي الذي يواجهنا ويجب الا نستهين بدرجة الشجاعة المطلوبة لمواجهة هذا التحدي. لكن ان تعلّمت شيئا خلال السنوات الثلاث من وجودي في لبنان فهو اننا يجب الا يستهين احد بصلابة الشعب اللبناني. داعش تهددنا كلنا، فلنواجهها سوي

حول Tom Fletcher

Tom Fletcher was appointed Her Majesty’s Ambassador to the Lebanese Republic in August 2011. Tom was born in Kent, and studied at Harvey Grammar School (Folkestone) and Oxford University (Hertford…

Tom Fletcher was appointed Her Majesty’s Ambassador to the Lebanese Republic in August 2011.

Tom was born in Kent, and studied at Harvey Grammar School (Folkestone) and Oxford University (Hertford College), graduating with a First class degree in Modern History. He has an MA in Modern History, and is a Senior Associate Member of St Anthony’s College for International Studies, Oxford.

He is married to Louise Fletcher and they have two sons, Charles (born 2006) and Theodor (born 2011). Tom enjoys political history, cricket (Strollers CC), and mountains, and is the co-founder of 2020 (a progressive think tank).

Tom was awarded the Companion of St Michael and St George (CMG) in the 2011 New Year’s Honours, for services to the Prime Minister.