Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

الاتجار الفظيع بالبشر

في القرن الحادي والعشرين قد تغضبنا الكثير من الامور الصغيرة: مثل زحمة السير أو انقطاع التيار الكهربائي او عطل في شبكة الانترنت. في لبنان كل هذه الامور متوفرة وبكثرة.

لكن يوم الجمعة الماضي شاركت في حفل حول موضوع يثير الغضب والسخط. فقد أطلقت نقابة المحامين في بيروت كتيبا صادرا عن معهد حقوق الانسان وممولا من قبل السفارة البريطانية حول الاتجار بالبشر.  يتضمن هذا الكتيب معلومات وارشادات حول ما يجب على الناس القيام به في حال شاهدوا حالة اتجار بالبشر. وتتوفر معلومات اضافية حول هذا الموضوع على الموقع الالكتروني لنقابة المحامين في بيروت www.bba.org.lb

اي شخص شاهد فيلم “اثنى عشر عاما من العبودية” (الفيلم المدوي والفائز بجائزة اوسكار لهذا العام) لا بد وان يشعر بالصدمة بان الاتجار بالبشر ما زال قائما في ايامنا هذه. آمل ان يساعد هذا الكتيب في توعية الناس بحقوقهم وبما يمكنهم القيام به لمواجهة منتهكي هذه الحقوق. المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا.
 
ان معالجة هذه الآفة امر بالغ التعقيد ويتطلب تنسيقا قويا بين الوزارات والشرطة والمجتمع المدني. انها مشكلة تتعدى الحدود وهي بالتالي تتطلب حلولا تتعدى الحدود ايضا. وفي لبنان شهدنا تفاقما لهذه المخاطر نتيجة تدفق اللاجئين السوريين من سورية هربا من العنف الدائر هناك. وبدل التعاطف معهم، يستغلهم هؤلاء التجار بأبشع الطرق عبر ارغام الاطفال على العمل، والتحكم بالمساعدات الانسانية المرسلة للاجئين، وبيع الراشدين من بينهم كأيدٍ عاملة رخيصة وكشكل من أشكال العبودية الحديثة.
 
في احدى المناسبات التي جرت مؤخرا اتضح لي بان المساعدين المنزليين طلب اليهم الجلوس في مكان منفصل. ولقد ذكَرني هذا الامر بان سخاء مجتمع ما يقاس بطريقة معاملته للفئات الاكثر ضعفا وليس للسفراء الاجانب. تناولت الغداء يومها مع المساعدين المنزليين وغادرت.

بينما يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة، لا يزال التمييز ضد النساء والفتيات وتعنيفهن من اكثر انتهاكات حقوق الانسان انتشارا. ونحن نعلم ان الاتجار بالبشر يطال النساء بشكل خاص، وهو يدمر حياتهن ويحبس الناجيات منهن في دوامة الفقر وعدم الامان. 

في العام الماضي وافق وزراء خارجية دول مجموعة الثمانية على جعل العنف الجنسي في حالات النزاع انتهاكا خطيرا لاتفاقية جنيف، وفي ايلول وقعت 119 دولة اعلانا تلتزم فيه وضع حد للعنف الجنسي في حالات النزاع. ومع ان عدد هذه الدول قد ارتفع حاليا الى 140 الا ان هذا الالتزام السياسي لا يعني شيئا ان لم يحدث تغيير جذري على الارض – دعم اكبر للناجين من هذا العنف ووضع حد للافلات من العقاب. لهذا السبب سيترأس ويليام هيغ وانجلينا جولي في حزيران 2014 في لندن القمة العالمية لانهاء العنف الجنسي في الحروب. (#TimeToAct)

في لبنان نستمر في المطالبة بتمثيل أفضل للمرأة في الحياة السياسية والمناصرة وبناء قادة المستقبل.

المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا. في لبنان يمكن الابلاغ عن الانتهاكات بالاتصال على 112 لقوى الامن الداخلي و1717 للامن العام و1714 لوزارة الشؤون الاجتماعية و1740 لوزارة العدل.

Exit mobile version