7 March 2012 Beirut, Lebanon
اللغة الإنكليزيّة في لبنان: نور يستحق أن يضاء
حبّي للغة الإنكليزيّة مطبوع في جيناتي. وظيفتي الأولى كانت معلّماً للغة الإنجليزيّة لتلامذة فلسطينيّين. أمضى جدّي خمسين عامًا في نيجيريا، ممّا عزّز تعليم اللغة الإنكليزيّة. وكرّس والدي حياته لتسهيل تعلّم اللغة الإنكليزيّة وتحويله إلى عمل ممتع، وهو يعيش وفق مقولة مارك تواين، القائمة على أن التربية لا تقضي بملء دلو ، إنّما بإضاءة نور.
المملكة المتحدة ولبنان دولتان تنظران إلى ما بعد حدودهما – من الرائدين، والمغامرين، والشعراء، والحالمين، والتجار. نكون دائمًا بأفضل حال عندما نكون منفتحين على العالم وعندما نُشرك العالم معنا.
ولا شكّ في أن هذا العالم يتغيّر بوتيرة مذهلة. وسيتفاعل جيل اليوم في المدرسة الابتدائيّة بطرق تفوق مخيّلتنا. إنّما ثمة معيار يبقى ثابتًا لا يتغيّر. فبالنسبة إلى كل من يُريد البقاء على قيد الحياة وتحقيق النجاح في القرن الحادي والعشرين، تُعتبَر اللغة الإنكليزيّة الأداة الأهم وكما يقول “نيال فورغونسون” Niall Fergusson “English is the killer app” أي أن اللغة الإنكليزيّة هي المهارة التي لا يستغنى عنها. فهي لغة المعلومات، والتربية، والفرص … لغة الانترنت والعولمة.
وبالتالي، ستسمح مهارات اللغة الإنكليزيّة التي باستطاعتنا نقلها إلى الجيل المقبل من الأطفال اللبنانيّين لهم، لا بفهم العالم وإشراكه فحسب، إنّما بقولبة العالم أيضًا. هذه هي الروح اللبنانيّة … و هذه هي الروح البريطانيّة أيضًا.
ومع حلول العام 2015، سيتكلّم مليارا نسمة اللغة الإنكليزيّة وأريد للأطفال اللبنانيين كلّهم أن يكونوا من هذين المليارَيْن. في الواقع، يفوق عدد الحوارات في اللغة الإنكليزيّة بين أشخاص لغتهم الثانية هي اللغة الإنكليزيّة عدد هذه الحوارات بين المتحدّثين الأصليين للغة الإنكليزيّة. أريد لهذه الحوارات أن تشمل جيلاً من الأطفال اللبنانيّين بكامله.
وفي غضون ثمانية أعوام، بلغ عدد المدارس في لبنان التي تُعلّم اللغة الإنكليزيّة على أنّها لغة أجنبية الأولى نسبة 20 في المئة؛ وبلغ عدد التلامذة في هذه المدارس نسبة 25 في المئة. فلطالما كان اللبنانيّون سرعوا الحركة، قادرين على التفاعل مع الظروف المتغيّرة. وتُشير هذه الاحصاءات إلى أنّهم أدركوا أن اللغة الإنكليزيّة هي المستقبل. وعلى اللبنانيّين أي يعرفوا – كما رأينا في المتحف الوطني وفي جبيل في الأسبوع الماضي – أن الفينيقيّين ساهموا في منحنا الأبجديّة أصلاً.
لقد ولّت الأيام التي سعت في خلالها لندن إلى فرض لغتنا على العالم – فالعالم اليوم يُطالب بلغتنا. وقد ولّت الأيام حيث كانت الدول تُحارب من أجل اكتساب فسحة لغويّة لعكس قوّتها – فاللغة الإنكليزيّة اليوم هي لغة العالم المختارة، من “سيليكون فاليه” إلى “بورصة شانغهاي” و”دينامو دلهي”. وفي هذا السياق نذهب إلى أبعد مما قاله ” وينستون تشرشل” حول انقسام الدول بواسطة لغة مشتركة – فنحن اليوم دول توحّدها لغة مشتركة واحدة.
ويبقى من الحيوي أن تُعبّئ المملكة المتحدة هذه الطاقة. فعلينا المحافظة على دعمنا لمهنة تعليم اللغة الإنكليزيّة. وعلينا أن نحرص على ألا تدفع إجراءات الهجرة الصارمة لدينا على وجه حق التلامذة إلى متابعة دراستهم في مكان آخر. وعلينا الاستمرار في دعم المؤسسات، مثل مؤسسة الـ”بي بي سي” BBC World Service، التي احتفلت بعيدها الثمانين في الأسبوع المنصرم.
لذا أنا متحمّس لجعل تطوير اللغة الإنكليزيّة من نواة عمل السفارة في لبنان. وآمل في أن نتمكّن من تصميم صفّ لكل طفل لبناني لتكون له الفرصة والوسيلة لتعلّم اللغة الإنكليزيّة. إنّه لطموح واقعي. إنّه لنور يستحق أن يضاء.