9 August 2016 London, UK
المملكة المتحدة لا تزال تحتفظ بمكانتها الدولية
صوت الشعب البريطاني في التالث والعشرين من حزيران الماضي على الخروج من الاتحاد الاوروبي. وقد كانت رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي واضحة حين قالت أن الخروج يعني الخروج.
وقد اشار بعض المعلقين في الامارات وغيرها من الدول أن بريطانيا تتراجع وأن خروجها من الاتحاد الاوروبي هو علامة أخرى على هذا التراجع وهذا أبعد مايكون عن الحقيقة.
ان المملكة المتحدة هي واحدة من أكثر الدول نفوذا في العالم وتشكل قوة من أجل الخير. كما أن اقتصادنا، وهو خامس أكبر اقتصاد في العالم، نما في عام 2014 أكثر من اقتصاد أية دولة في مجموعة السبع الكبار وكان واحدا من أثنين من أسرع الاقتصادات المتقدمة في العالم نموا (مع الولايات المتحدة) العام الماضي.
كما أننا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وعضو في مجموعة السبع الكبار ومجموعة العشرين وحلف التاتو ومنظمة الكومونويلث حيث نضطلع بدور قيادي في جميع تلك المنتديات.
وكانت المملكة المتحدة العضو الأول والوحيد حتى الآن في مجموعة السبع الكبار التى تزيد مساعداتها الانمائية الدولية للأمم المتحدة لتصل الى 0.7% من الناتج القومي الاجمالي وهو التزام منصوص عليه الآن في قانون المملكة المتحدة.
والتزمنا حتى الآن بأكثر من ثلاثة مليارات دولار لمساعدة السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم ولمساعدة الدول المجاورة التي استضافت الكثير منهم ونساهم يشكل كبير في جهود التحالف العسكرية والأمنية والسياسية والانسانية للتصدي لداعش. كما أننا نقود الجهود الدولية لمواجهة التحديات العالمية ألأخرى مثل فيروس ايبولا ومقاومة مضادات الميكروبات والعبودية الحديثة والشفافية الضريبية والفساد الذي استضفنا قمة له في أيار الماضي.
كما التزمنا بالحفاظ على انفاقنا الدفاعي الذي يعتبر ثاني أعلى انفاق لدولة في حلف شمال الاطلسي والأعلى في الاتحاد الأوروبي بنسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وتتمتع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والاستخباراتية بالاحترام في جميع أنحاء العالم. وتقوم الأكاديمية الملكية العسكرية البريطانية في ساندهيرست بتدريب قادة المستقبل من جميع دول العالم. وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بأكبر عدد من خريجي أكاديمية ساندهيرست العسكرية باستثناء المملكة المتحدة.
لا يعتبر اقتصاد المملكة المتحدة ضخما فحسب، لكنه يتمتع بأسس قوية وجاذبية حيث بلغت نسبة التوظيف مستويات قياسية في الوقت الذي تراجعت فيه معدلات البطالة لأدنى مستوياتها منذ عام 2005. كما أن متطلبات رأس المال لأكبر البنوك لدينا هي الآن أعلى عشر مرات مما كانت عليه قبل الأزمة المصرفية.
وتتمتع المملكة المتحدة بأعلى تصنيف لاقتصاد ضخم على مؤشر البنك الدولي لسهولة ممارسة الأعمال حيث تعد واحدة من أفضل الأماكن في العالم لبدء وتنمية الأعمال التجارية نظرا لسيادة القانون القوية، وانخفاض الضرائب على الشركات، والعمالة الماهرة والمرنة والخدمات المالية والتأمينية والتكنولوجية التي تعد الأفضل على مستوى العالم.
كل ما سبق يوضح لماذا تأتي أكثر من خمس الاستثمارات الأجنبية المباشرة في اوروبا الى المملكة المتحدة. ومؤخرا قررت شركة غلاسكو سميث كلاين اسثمار مبلغ 275 مليون جنيه استرليني في المملكة المتحدة لتوسيع مواقع التصنيع الخاصة بها. كما أعلنت شركة التكنولوجيا اليابانية سوفتبانك عن استثمار مبلغ 24 مليار جنيه استرليني في المملكة المتحدة فيما أعرب رئيس الوزراء الاسترالي عن رغبته في المضي سريعا لعقد اتفاقية تجارية جديدة مع االمملكة المتحدة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وكما أن المملكة المتحدة مفتوحة للأعمال فهي مفتوحة أيضا للناس حيث استقبلنا 36 مليون زائر العام الماضي ورحبنا بعدد قياسي من الزوار القادمين من دولة الامارات العربية المتحدة في الربع الأول من هذا العام. وتستضيف لندن ما يقرب من 110 آلاف طالب أجنبي يأتون من 200 دولة. كما أن أربعة من أفضل عشرة جامعات في العالم موجودة في المملكة المتحدة.
ان المهارات والخبرات البريطانية تحدث فرقا في جميع أنحاء العالم. فقط انظر الى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يدير البريطانيون بعضا من أنجح الشركات فيها، ويقومون بتصميم وبناء بعضا من البنى التحتية الأكثر شهرة. كما أسهم الجراحون و المهندسون المعماريون والمصرفيون البريطانيون جميعهم في التطور الملحوظ لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ستواصل بريطانيا ازدهارها ورخاءها لتكون حليفا وشريكا موثوقا به وقائدة عالمية خلاقة من أجل الصالح العام، ولتكون مفتوحة ومتنوعة، ومتسامحة، وديناميكية، تتطلع نحو الخارج وعلى استعداد للتحديات والفرص.