This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Peter Tibber

Ambassador to Colombia

29 July 2013

رمضان

تُنظم السفارة في رمضان في العادة إفطاراً كبيراً لأصدقائنا وشركائنا السودانيين بيد أننا قد فعلنا هذا الأمر بطريقة مختلفة قليلاً هذه المرة فقد قُمت بإستضافة العديد من الإفطارات الصغيرة التي دعيت لها ما بين عشرين

الى ثلاثين ضيفاً فقط.

إنني أحس بمتعة حقيقية في هذه الإفطارات، إنها فعاليات مميزة جداً، فمن الواضح أن رمضان في السودان يُعد وقتاً مميزاً من العام. إنه وقت للتفكر والتأمل والتجديد الروحي وكذلك وقت للجلوس مع الأسرة والأصدقاء. إنه وقت للتقاليد وعمل الأشياء بالطريقة التي تُعمل بها دائماً وقد عرفت هذا من أصدقائي في الإفطارات، حيث يتولد منهم الدفء والبشر والسعادة لإجتماعهم بإصدقائهم وزملائهم. صحيح أنني لست سودانياً ولا مسلماً ولكن سعادتي كبيرة وأنا أشارك وإستضيف تلك المناسبة السودانية التي يختلف فيها المزاج تماماً عن تلك المناسبات التي ننظمها خلال أوقات أخرى من العام.

Iftar 1Iftar 2

 

الأحاديث في رمضان تدور حول مواضيع قريبة إلى القلب على شاكلة إيقاع الحياة خلال هذا الشهر المعظم والتطلع للإلتقاء بالأصدقاء وإفراد الأسرة خلال عطلة العيد بالإضافة إلى نقاشات دائماً ما تكون على شاكلة ما إذا كان الشهر هذا العام أكثر سخونة أو برودة عما يجب أن يكون عليه… وكذلك تُناقش قضايا الحياة اليومية مثل رعاية الأسرة وإدارة الأعمال التجارية والبحث عن وظيفة والحديث في السياسة والإقتصاد.

بطبيعة الحال ليس أنا من يُحدد الكيفية التي يؤثر بها رمضان على هذه القضايا الكبرى ولكن الشيء الذي أفهمه أنه شهر للسلام والتصالح. وإذا أمكن أن يمضي المهتمون بالمصاعب التي تواجه السودان – مثل الصراعات والحوار الداخلي ومعالجة الفقر أو العلاقات مع جنوب السودان-  بهذه الروح قُدُماً فإن هذا سيُساعد كثيراً في تحريك هذه القضايا. المملكة المتحدة تعمل على المساعدة في كل هذه القضايا وتلعب دوراً نشطاً مع شركائنا في السودان.

من المشجع أن نرى السودان وهو يسمح بالمزيد من الوقت للجنتين التين شكلهما كل من الإتحاد الأفريقي والإيقاد للتحقق من مزاعم دعم المتمردين عبر الحدود وتحديد “خط الصفر” بين السودان وجنوب السودان وهو أمر حساس خاصة في ظل إلتباس الأوضاع في جنوب السودان.

بيد أن الأمر الأكثر أهمية هنا هو أن على الدولتين التين تتقاسمان أطول الحدود في أفريقيا ويجمع بينهما التأريخ والمصالح الإقتصادية أن تتعلما كيفية التعايش مع بعضهما البعض. ولعل الخطة الأنجع لذلك هي حزمة الإتفاقيات التي تم التوصل إليها في أديس في سبتمبر الماضي. الآن أيضاً تم التوصل إلى مصفوفة مفصلة وبتواقيت معينة توضح كيف ومتي تُطبق هذه الإتفاقيات. يبنغي على الجانبين الوفاء بهذه الإلتزامات، ليس لان هذا من مصلحة الدولة الجارة فحسب (وهو أمر صحيح) ولكن لأن تطبيق الحزمة يُعد في مصلحة كل كلا الدولتين، وإذا لم يكن الإثار كافياً، فيجب أن تكفي لذلك المصلحة الذاتية.

حول Peter Tibber

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was…

Dr Tibber joined the FCO in 1984 after completing a doctorate in medieval history at Oxford University. He has been posted to France, Turkey, Mexico, Germany and Pakistan. He was a member of the Senior Management Team of UKTI. He was ambassador to Sudan August 2011 to August 2015.

تابع Peter