11 January 2018 Tripoli, Libya
عــزيـزتي ليبيا،
لقد مضى على صداقتنا عامان ونصف. لكن ها قـد حانَ الوقت لكي أغادر. فكما قالت جولييت لروميو: “الفراق، يالـَهُ من حُـزنٍ عـذْب”، الوداعُ أمرٌ شاقّ، لكن يتوجّبُ عليّ أنْ أمضي.
التعرّف عليكِ كان دائماً من دواعي سروري. لكنه لم يكن سهلا. فخلال العشرة أشهر الأولى، لم يكن متاحاً لي أن أضع قدمي في البلاد. كوننا سفارة في المنفى منعني من الالتقاء بالليبيين في ليبيا.
طبعاً نحن كنا أصدقاءَ مقربين حتى في الماضي. كثيراً ما سمعتُ عن الروابط التاريخية بين بريطانيا وليبيا. لقد كانت صداقةً لها حلوها ومُرّها. زيارةُ المقابرِ الحربية في طرابلس وبنغازي وطبرق جعلتني ألمس مدى عمقِ هذه الروابط.
الخمسينيات والستينيات كانت سنوات جيدة لصداقتنا. إلاّ أنّ عهد القذافي قد شهد الكثير من الخلافات والمشاكل والكوارث.
لقد راقبتُ ثـورَتــَـكِ عن بـُـعـد، معجباً بالحركة التاريخية التي أشعلت الآمالَ في مستقبلٍ أفضل لليبيين.
للآسف، تلك الآمالُ لم تتحقق، وكلما ازدادت معرفتي بك، كلما زادت مشاركتي لك في مشاعر الإحباط جرّاءَ ذلك.
بالنظر للمستقبل، فإنّ ليبيا تحتاج إلى تطور وليس إلى ثورة. لازمة ثابتة كنت أسمعها من الليبيين باستمرار هي حقيقة أنه لا توجد هناك “دولة”. فهم يريدون التطور التدريجي لمؤسسات يمكنها فيما بعد أن ترمز لسيادة ليبيا.
لكن الأهم من هذا، هو أنهم بحاجة إلى مؤسسات قادرة على خدمتهم وتقديم خدمات فعالة: كالتعليم والصحة وتنظيف الطرق والسيولة في المصارف.
بناء الدولة من القاع إلى القمة سوف يستغرق وقت. سوف تتطلب أن يتكـوّنَ لدى الليبيون الاحساس بوحدة الهدف والرغبة في التنازل من أجل الصالح العام للشعب.
تم التوصل إلى مصالحة كهذه قبل عامين. من أهم محطات وقتي معك هو تواجدي في الصخيرات في 17 ديسمبرعندما تم توقيع الاتفاق السياسي الليبي – من قِـبـل الليبيين. الهدف وقتها كان واضحاً: إنشاء حكومة قادرة على توحيد مؤسسات البلاد السياسية والاقتصادية والعسكرية واستعمال موارد ليبيا بما يعود بالخير على كافة الشعب.
من المحزن جداً أن الاتفاق السياسي الليبي لم يتم تطبيقه كما يجب. ثمةَّ مواد تم إهمالها وتواريخ لم يتم الالتزام بها. عادةً ما كانت الطموحات الشخصية لبعض الإفراد تقف عائقاً في الطريق.
الاتفاق السياسي الليبي يظل هو الإطار المجدي الوحيد لحل الأزمة في ليبيا. الآن أسمع كلاماً عن انتخاباتٍ مبكرة. طبعاً القرارات المتعلقة بالانتخابات يملك الليبيون وحدهم حق تقريرها. ويعتبر في حكم المؤكد أن إجرائها سيكون ضرورة في وقتٍ لاحق من هذا السنة.
لكن كصديق، يجب أن أقول، أنه وبدون الترتيبات المناسبة، فإن الانتخابات لن تمثل حلاً سهلاً أو سريعا للأزمة. عملية تسجيل الناخبين سوف تستغرق وقتاً والترتيبات الأمنية سوف تتطلب تجهيزاً دقيقاً وسيكون من الضروري إصدار قانون للانتخابات.
والأهم من هذا، سيكون من الحتمي إجراء مصالحة سياسية أكبر، حتى يمكن للنتائج أن توحّد البلاد بدل تقسيمها، وحتى يقبل كل المشاركين بالنتائج.
ليس عندي شك بأن بعض ممن يقرأون هذا المقال سوف يتهمونني بالتدخل. فلم تفـتأ الأساطير حول المؤامرات البريطانية ضد ليبيا أن تثير دهشتي. جميعها كلام فارغ بالطبع. المزاعم بأن الحكومة البريطانية تدعم الإرهاب والتطرف أو الإخوان المسلمين أو أنها تريد تقسيم البلاد أو نهب ثروة ليبيا، كلها من نسج الخيال وليست حقائق.
الرسالة الجوهرية التي داومتُ على تكريرها على مسامعكِ باستمرار، هي أنّ القرارات الخاصة بمستقبلك يعود تقريرها لكِ أنتِ وليس للمجتمع الدولي.
الفراق أمرٌ صعب. وأنا أُقـدِمُ عليه بحزنٍ يغمرُ قلبي. سوف أواصل متابعة تقدمك، وكلي يقين بأن لديكِ الكثير من الأصدقاء في بريطانيا وحول العالم الذي يريدون مساعدتك. أتمنى لكِ كــل التوفيق في المستقبل.
عزيزى شكرا على مشاعرك الطيبة .كنت اتمنى من حظرتك القيام بزيارات لمختلف المدن واللقاء ب بعض الليبين والذين كانو من افراد الجيش الثامن . ودورهم المحورى والهام ف الحرب العالمية الثانية .وخسارة رومل معركة العلمين .اننا عندما حاربنا معكم المحور كنا نسعى لتحرير وطننا من الطليان وهذا دين ف اعناقكم الان نطالبكم بتسديد الدين وذالك بلوقوف مع ليببا ف ازمتها .انت تعلم ان التدخلات الخارجية هى ازمة ليببا وواجب عليك شخصيا ان تقف مع هذا الشعب الذى وقف معكم عندما كانت صواريخ هتلر تدمر ملاجى الاطفال ف لندن .شكرا لك.
دع ليبيا وشأنها لاخير فيك ولافي بلدك
كلام جميل جداً
أتمنى لك حياة سعيدة
وأتمنى ان ليبيا تتقدم وتزدهر في أسرع وقت ممكن
شكرًا
طلال الجربي
عزيزي ميلت خطاب الوداع جميل ومؤثر لكن للأسف أجد صعوبة بالغة في تصديق السياسيين .
يبدو لي بأن كلام السيد ميليت أقرب إلى الواقع.
سيد ميلت …
تلقيت بحب كلماتك التي لا يمكن إلا أن أتفق مع الكثير منها .
شكراً على كل شيء بذلته من إجلنا
سعادة السفير شكرآ جزيلا على هذه المشاعر الصادقة وعلى كل جهودكم المبذولة طيلة المدة الماضية .
صاحب المعالي …. أود هنا أن أشكرك على الجهود التي بذلتها في سبيل تحسين الوضع بصورة عامة في بلادي ليبيا العزيزة .. هدا ان دل على شيء وإنما يدل على قوة رابطة الصداقة العريقة بين بلادي وبلادك ونيتك ورغبتك الواضحة( أنت شخصيا) في تعزيز هده الصداقة .. فمرحبا بك سفير وممثلا دبلوماسيا لبلادك في بلادي .. ومرحبا بك في بلادي في أي وقت كمواطن بريطاني … صحيت وبارك الله فيك
شكرا سيد بيتر ملت على كلمتك البنائة اللتي اعجبتني كتيرا وفي اعتقادي اصبت عين المكان في تعبيرك عن حبك وعشقك لليبيا في الوقت الذي نرا فيه ابناء جلدتنا يتصارعون ويسفكون الدماء ويعشقون السلطة ونسوا الوطن والمواطن ….شكرا ؟؟؟
سيد بيتر
اتفاهم حبك و خوفك على مستقبل ليبيا ولكن هناك اطراف في ليبيا و خارج ليبيا لا تريد لي ليبيا السلام و اسف علي ما اقول و من اهم هاده الاطراف بريطانيا و تركيا و قطر لا يردون لي ليبيا السلام و انما يردون الدمار و عدم الاستقرار انت لا تعلم ربما ما تخفيه عنك دولتك و ربما الان علمت كل شئ ف قررت الانسحاب من المشهد لإنك تحب ليبيا و اعرف جيدا انك تحب ليبيا ولكن المشكلة ليست معك و انما مع اسيادك .
شكرآ لمقالك سعادة السفير .
ويبقى التاريخ يسجل .. حيث لنا مقال نعتقد به جازم يمكنك التحقق منه في ترجمة القرآن الكريم الذي أنزل على محمد ابن عبدالله الهاشمي خاتم الانبياء والرسل.
حيث يقول الله جل جلاله ” وتلك الأيام تداولها بين الناس لعلهم يهتدو ” وصدق الله .
فألف لقاء بالإسلام وهو عام في أرجاء المعمورة.
سيد بيتر
شكرا لك ولكل الجهود التي بذلتها لرأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد ، ولكن وللأسف الشديد نحن في ليبيا تلاحقنا لعنة الموارد الوفيرة ، هذه الموارد أسالت لعاب الكثيرين وعلى رأسهم أشقاءنا العرب ، ناهيك عن المافيا والإرهاب بالاضافة الى جشع المسؤولين الليبيين وخيانتهم للأمانه ، كل يوم تزيد قطعة بازيل جديدة في لوحة ليبيا مما تؤدي إلى زيادة الصعوبة في تركيب اللوحة وجمعها .
على كل حال
.. شكرا جزيلا لك ..
وسنفتقد مقالاتك حول ليبيا .
معقول