Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

رمضان مبارك

Rama

اليوم هو أول أيام رمضان. وهو مصدر العديد من اللبس لغير المسلمين. قد يعتبر البعض بأنه من غير اللائق بأن يتحدث غير المسلمين على شعائرهم الدينية. ولكن من وجهة نظري كشخص أجنبي، أراه شهر محوري في حياة العالم العربي. علاوة على ذلك، فإن أحد مقاصد رمضان الأساسية هي مهمة جدا في حالة ليبيا اليوم.

كما نعلم جميعاً، فأن شعيرة الصيام من الشروق إلى الغروب خلال شهر رمضان هي إحدى أركان الإسلام الخمسة. تحديد موعد رمضان مقترن بحركة القمر، لذا فإن موعده يتغير من 11 إلى 12 يوم في كل سنة ميلادية.

المقصد الرئيسي من الصيام هو تركيز الروح على الأمور الروحانية، ولتنقية الروح والجسد من خلال الصلوات والتركيز على حاجات الآخرين.

لذا فإن رمضان يعتبر من الشهور المهمة لجميع المسلمين. فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار. علاقة هذا الشهر بليبيا تأتي من التركيز على الشفاء والتحسن.

المصالحة هي من إحدى سمات شهر رمضان الرئيسية. فلو استطاع الليبيون التغاضي عن خلافاتهم – حتى ولو لمدة شهر واحد – وعملوا مع بعضهم البعض، فبإمكانهم بناء بلد آمن ومستقر وناجح. حيث يمكنهم العمل على مصالحهم المشتركة كليبيين. السلام، والعدل وسيادة القانون هي غايات مشتركة وتحتاج إلى جهود مشتركة.

جزء من المصالحة هو العفو. ليس من السهل التغاضي عن الاستياء والعداوات القديمة. ليبيا للأسف عانت تركة كبيرة من أيام الديكتاتورية إلى أثناء الثورة. مسامحة أولئك الذين ألحقوا بك الأذى قد تكون مؤلمة وتحتاج إلى شجاعة كبيرة. أصحاب الشجاعة الكافية والذين يعفون عند المقدرة، هم الذين يحررون أنفسهم من قيودهم ويركزون على ما هو أهم في تحقيق الصالح العام للمجتمع.

فالمجتمع يستفيد في حال عمل أعضاءه مع بعضهم البعض. إنّ البقاء جنباً إلى جنب، كعائلات ومجموعات هو جزء أصيل في رمضان.  فبمشاركة طعامهم مع بعضهم، يتشارك الليبيون في انسانيتهم ويستطيعون بأن ينظروا إلى كيفية حلحلة التحديات التي تواجه بلادهم. ولكن يجب ألاّ يكون السعي نحو كسب كل شيء على حساب الأخرين. فالتسوية تعنى بأن يكسب جميع الليبيين معاً.

هذا المبدأ يشمل جميع أجزاء المجتمع عن طريق الإحسان والزكاة. إعطاء المحتاج والفقير. فعل خير بسيط قد يعطي إشارة قوية على الرغبة في مساعدة المواطنين بغض النظر عن انتمائهم.

العديد من غير المسلمين يرون بأن شهر رمضان هو شهر تقل فيه الحركة، فساعات العمل أقل وأسعار السلع تزداد كلما زاد طلب الناس على الطعام والملابس والهدايا. وجهة النظر السطحية هذه جانبت الفوائد الرئيسية التي يعتبرها الصائمون جديرة بصيامهم.

أنا رأيت هذه الفوائد في أجزاء عدة من العالم العربي. لطالما أُعجبت باحترام واقدام الناس على شهر رمضان، خاصة خلال فصل الصيف حيث تكون الأيام أطول وتجعل الحرارة من الناس عطشى.

في الأردن، عادة ما كنا نقوم باستضافة الناس الذين نعمل معهم على مائدة إفطار. استضافة عدد كبير من السياسيين والمسئولين من أجل ان يفطروا ويقيموا الصلاة في الحديقة كان شاهداً قوياً على روح هذا الشهر.  في عام 2012 قمنا باستضافة وجبة السحور وشاهدنا افتتاح الألعاب الأولمبية في لندن مع عائلات الرياضيين الأردنيين المشاركين في هذه الألعاب.

يلي رمضان مباشرة عيد الفطر، أحد أهم المناسبات في العالم الإسلامي، فهو وقت بهيج يبدى فيه الناس شكرهم لإكمال صيامهم واحتفالهم مع عائلاتهم، ويتبادلون فيه الهدايا والأطعمة.

أنا آمل بأن يكون رمضان هذه السنة في ليبيا شهراً للمصالحة والعفو والتعاضد. أودّ أن أشهد رمضان القادم في ليبيا، لأشارك الليبيون طعامهم وثقافتهم.

وحتى ذلك الحين، أتمنى لكم رمضاناً مباركا.

Exit mobile version