ليستر. أين تقع؟ وكيف تتم تهجئة إسمها (Leicester)؟ أهي “ليشتر” أم “ليستر”؟
هذه البلدة الموجودة في منطقة ميدلاند غدت مشهورة حول العالم بسبب فريقها. أصبح ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز. إنها قصةٌ رائعة عن فريق كرة قدم كان يصارع من اجل البقاء في العام الماضي. تمكن هذا الفريق والمعروف محلياً باسم الثعالب أن يرتقي إلى الدرجة الممتازة منذ عامين فقط.
في السنة الماضية واجهوا شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية، ممضين 140 يوم في ذيل ترتيب الدوري. تمكنوا بصعوبة من الهرب من الهبوط وانتزاع 7 انتصارات في آخر 9 مباريات لهم.
حتى في بداية الدوري لهذه السنة، راهن وكلاء المراهنات على أن حظوظ ليستر في الفوز بالدوري هي 5000 : 1. وقد تحدى المقدم الرياضي المعروف جاري لينكر (ابن مدينة ليستر ولاعب سابق في فريق ليستر سيتي) بأنه سيقدم برنامج “مبارة اليوم” بملابسه الداخلية في حال تمكن ليستر سيتي من الفوز بالدوري. المحلل الرياضي المصري “ميدو” وعد بأن يحلق شعره في حال فوزهم.
هذا الأسبوع تمكن ليستر سيتي من الفوز بالدوري وذلك بالاستمرار في لعب الكرة بشكل جيد وممتع عن طريق مجموعة من اللاعبين المغمورين في السنة الماضية.
قد يبدو من السهل وصف نصرهم كنجاحٍ لمجموعة شجاعة من المستضعفين ضد الأربعة الكبار في الدوري الممتاز (أرسنال، تشيلسي، ليفربول، مانشستر يونايتد).
من المهم التأكيد على أن الفريق لم يُبنى على استثمارات ضخمة وشراء لاعبين ذو سعر مرتفع. تم شراء أحد أفضل لاعبيهم وهو جيمي فاردي منذ أربعة سنوات بمليون باوند فقط من فريق غير مصنف في الدوري. في هذه السنة حقق فاردي رقم قياسي بتسجيله 11 هدف في 11 مبارة متتالية.
لم يكن الحظ أو المال سبباً في نجاحهم. بل كان العمل الجاد، واللعب بطريقة ذكية. فقد قام كشّافو ليستر بتعقب وجلب المواهب إلى النادي. وقامت أكاديمية النادي بتنشئة لاعبين صغار جيدين. بينما نظم وجهز ودرب المدرب فريقاً استطاع النجاح ومقارعة أفضل الفرق.
أبرزَ فوزُ ليستر القيم التي تعتمد عليها كرة القدم. عمِل الفريق بجد تحت قيادة قوية. هذه القيم التي أبرزها الفريق يمكن ان تلهم صغار السن حول كيفية مواجهتهم للصعاب، وتحييد مخاوفهم بالعمل والتدريب وبالتالي الوصول إلى أهدافهم.
هذه القيم تلهم العشق الذي جعل كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية حول العالم. في جميع انحاء العالم تجد الأطفال (أولاد وبنات) يلعبون كرة القدم. ويرتدون قمصاناً مكتوب علي ظهرها “روني” او “ميسي”. كما تغدوا شهرة اللاعبين والأندية الكبيرة أكبر من السياسيين في تلك البلد.
كرة القدم لعبة عالمية، لا تحتاج إلى لغة مشتركة لفهمها. ومحبيها في كل مكان يتشاركون في عشقها. كما قال مدرب ليفربول السابق “بيل شانكلي” : ” قد يعتقد البعض بأن كرة القدم مسألة حياة أو موت، دعني أؤكد لك، هي أكثر من ذلك”.
بدعم فريقك المحلي فأنت تشارك مشجعيه حساً من الهوية والهدف الواحد. في بعض البلدان، يشبّه تشجيع كرة القدم بالقبليّة، فالمشجعون يرتدون نفس القمصان، ويمارسون نفس الشعائر في متابعة فريقهم اثناء تنقلاته. وهذا الولاء للفريق سيستمر في السراء والضراء، وفي حال الفوز والخسارة.
حب كرة القدم ينطبق على ليبيا أيضاً. سواءاً كنت مشجعا لفريق الاتحاد أو أهلي طرابلس، النصر أو أهلي بنغازي، هؤلاء هم فرقكم وهم جزء من هويتكم. هذا العشق والفخر تجلى عندما فاز المنتخب الليبي بكأس أمم افريقيا للمحليين عام 2014.
لذا، تهانيا الحارة إلى فريق ومشجعي ومواطني مدينة ليستر. يمكنهم الاستمرار في الاحتفال بإنجاز فريقهم في بريطانيا ودوري أبطال أوروبا في السنة القادمة.
وإجابة لسؤالي حول التهجئة الصحيحة؟ فهي “ليستر”. ولكن كما قال احدى مشجعي الفريق في وسيلة إعلامية. ” انها ليست لايشيستر، من الأن فصاعدا اسمهم الأبطال “.