Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

2 February 2016 Tripoli, Libya

الفساد في مواجهة سيادة القانون

Image of Magna Carta
Magna Carta

ليبيا تعتبر من أكثر عشرة بلدان في معدل الفساد عالمياً. هذا بحسب تقرير منظمة الشفافية العالمية الصادر في الأسبوع الماضي.

وماذا في ذلك؟ من يهتم باختلاس ثروات البلد من قبل الأيادي الخاصة؟

على الشعب أن يهتم. الفساد هوا عدو التقدم، فهو يكبت التنمية، ويهمّش الازدهار، ويقوّض الحكم الرشيد.

للفساد تأثيرٌ مباشرٌ في قدرة الحكومة على احداث الفرق في حياة الناس. لما لم يتم استثمار ثروة ليبيا النفطية المكتسبة إبان فترة ارتفاع أسعار النفط في بناء المستشفيات الحديثة والمدارس والبنية التحتية؟  فساد الماضي يبدو جلياً في ضعف أو انعدام البنية التحتية في العديد من المدن الليبية.

ذُكر في تقرير منظمة الشفافية العالمية: “لن يتمكن الأمن من النجاح على المدى البعيد طالما لم تقطع الحكومات علاقتها بالمحسوبية وتبنى الثقة مع المواطنين”.

كيف لنا أن نحقق ذلك؟ بالإصرار على الشفافية وسيادة القانون. عندما يعرف الناس كيفية وسبب اتخاذ القرارات و عندما تكون  لديهم القدرة على محاسبة المسؤولين، حينها يستطيعون التأثير على هذه القرارات وضمان بأنها سوف تلبي احتياجاتهم.

في العديد من البلدان، تعتبر الشفافية قضية رئيسية في مطالب الناس للديمقراطية واحترام حقوق الأنسان.

لهذا السبب، أطلقت المملكة المتحدة صندوق دعم “ماجنا كارثا”. في حال كنتم تتسألون: الماجنا كارثا هي وثيقة تم توقيعها قرب مدينة لندن قبل 800 سنة. وتم فرضها على الملك جون الغير محبوب وقتها من قبل مجموعة من البارونات المتمردين. منحتهم هذه الوثيقة الحماية ضد الاعتقال الغير قانوني والحصول على العدالة السريعة.

تعتبر الماجنا كارثا حجر الأساس في تطور الحقوق في إنجلترا. وتم تسميتها من أعظم الوثائق الدستورية على مر العصور، وأساس حرية الفرد ضد السلطة التعسفية والاستبداد. باختصار، قامت بمعالجة فساد السلطة.

Image of Magna Carta
ماجنا كارثا

في صندوق دعم الماجنا كارثا، تم رصد 400،000 جنيه استرليني لتمويل المشاريع في ليبيا. وقد تم اختيار تلاث مواضيع رئيسية لتمويلها.

أولها هو العنف الجنسي. ظهرت أهمية هذه المشكلة خلال الثورة في 2011 عندما تم اغتصاب عدد من النساء الليبيات. بعض هؤلاء النسوة كانت لديهن الشجاعة للحديث عن محنتهن. عن طريق فضح الجناة، قمن بتحدي الوصمة الاجتماعية المتعلقة بضحايا هذه الجريمة. المملكة المتحدة مهتمة بإيجاد شركاء محليين يستطيعون تغير تفافة التستر وافلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب.

الموضوع الثاني هو الإصلاح القضائي. يوجد في ليبيا تعطيلٌ للنظام والقانون وانهيارٌ في نظام العدالة الجنائية. فقد تم قتل وتهديد العديد من القضاة. نحن مهتمون بدعم المشاريع التي تطمح لإعادة النظام القضائي وزرع مبادئ احترام القانون.

الموضوع الثالث هوا دعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. الأشخاص المولدون باحتياجاتٍ خاصة يمكنهم أن يقدموا مساهمات كبيرة في المجتمع. علاوة على ذلك، يوجد أولئك الّذين أصيبوا خلال الثورة أو عن طريق الدوس على اجسام غير متفجرة من مخلفات النزاع. نحن نبحث عن مشاريع من شأنها مساعدة هؤلاء الأشخاص ليعشوا حياةً طبيعية.

الموعد النهائي لتقديم عروض المشاريع لهذا الصندوق هوا 10 فبراير. نحن نأمل بأن نتحصل على العديد من الأفكار الخلاّقة والمبتكرة من شركاء لديهم القدرة على احداث الفرق في أرض الواقع.

البعض قد يقول بأن مشاريع كهذه يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي لبلدٍ آخر. ولكن حقوق الأنسان تعتبر عالمية، العديد من البلدان وقّعت على مبادئ مشتركة يتم مراقبتها عن طريق الأمم المتحدة. كل الأديان السماوية تتشارك في نفس القيم. يمكننا جميعاً مساعدة بعضنا البعض في تعزيز واحترام هذه الحقوق والقيم.

الموضوع الأساسي من هذه الأسئلة هوا كرامة الإنسان، حاجة الناس في أي بلد للثقة بأن السلطة في بلدانهم تتم ممارستها بطريقة عادلة وفق مجموعة من القيم والقوانين العالمية. هذه القوانين يجب أن تطبق على الأشخاص الموجودين في مواقع السلطة. لأنه ليست السلطة التي تفسد الأشخاص، بل الأشخاص هم الذين يفسدون السلطة.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.