إلتقيت في الشهر الماضي بمجموعة من موظفي السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني، من الليبيين والبريطانيين. وكان هدف اللقاء النظر في الشراكة ما بين مؤسسات مختلفة واشخاص مختلفين يعملون في سبيل تحقيق أهداف واحدة.
تبادلنا بعض وجهات النظر لمساعدتنا في العمل مع بعضنا البعض كفريق. أكترها اثارة لاهتمام كانت نقاشاً حول معنى كلمة “ليبيا” لكل منا.
كان للموظفين الليبيين وجهات نظر واضحة. أولها وأهمها كان اعتزازهم بالبلاد، بالشعب وممارساته اليومية، بالتاريخ والتراث، بالمناخ والطبيعة. وقد أظهروا تعلقاً قوياً بعائلاتهم ووطنهم.
كانت نية جميعهم واضحة بالبقاء في ليبيا، رغم نقص الأمن والاستقرار في الوقت الحالي. وكانت رغباتهم في حيال مستقبلهم المهني ولعائلاتهم ولبلدهم قوية للغاية. رغبوا في أن يستعيدوا تفاؤل فترة الثورة وأن يحولوا ليبيا إلى مكان رائع للعيش.
بالنسبة للموظفين البريطانيين كانت دوافعنا مختلفة. العديد منا لم يزر ليبيا من قبل. بالنسبة للبعض، كان هذا مصدراً مستمراً للأعجاب والإحباط. للبعض الأخر كان هذا تحدياً مهنياً. كيف يمكننا مساعدة الشعب الليبي والذي يستحق بشكل واضح تحقيق مستقبل أفضل؟ بتعبير آخر، كيف يمكننا أن نساعد لتفتيت بعض الأحكام المسبقة والتي هي إرث الماضي والعمل معاً من أجل أهدافنا المشتركة؟
جلسنا معا ًوتحدثنا عن أولويتنا. كانت نقطة البداية هي احترام سيادة ووحدة ليبيا وحدودها الإقليمية، وحق الشعب الليبي في تقرير مستقبله. بالرغم من الشائعات ونظريات المؤامرة، هذه المبادئ هي أساس طريقة عملنا.
مجابهة الإرهاب كان موضوعاً مشتركاً، وأولوية أساسية لليبيين عامة اللذين يواجهون التهديدات الإرهابية بشكل يومي. الهجوم الإرهابي المروع هذا الأسبوع على مظاهرة سلمية في بنغازي يؤكد على ضرورة التصدي لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى. والذي يعتبر أولوية بالنسبة للموظفين البريطانيين أيضاً اللذين شهدوا تأثير إرهابي تونسي تدرب في ليبيا وقتل 30 مواطن بريطاني في سوسة هذا الصيف.
موضوع مهم آخر ركز على مستقبل الديمقراطية في ليبيا. وقد كنا واضحين بأن تصميم وتطوير الديمقراطية في ليبيا يجب ان ينبع من تاريخها وتقاليدها وثقافتها. لا مكان لمخطط ديمقراطية غربي.
نقطة مهمة أخرى كانت سيادة القانون. للأسف شهدت ليبيا نمواً في الإجرام وذلك بسبب الانهيار في احترام القانون وفي التطبيق الصحيح للقانون. المواطنون بحاجة إلى الثقة في نزاهة النظام.
الثقة في عدم الهجوم عليهم أو خطفهم بناء على هويتهم أو اصولهم القبلية والمناطقية. الثقة في الحصول على جواز سفر بعد اكمال إجراءات بسيطة بدلاً من الاضطرار إلى رشوة مسؤول. الثقة في استمرار الكهرباء بدون انقطاع وأن القمامة سيتم جمعها بغض النظر على المكان الذي تعيش فيه.
بالطبع أخذ الاقتصاد حيزاً كبيراً من الحوار. عبر المشاركون عن مخاوفهم اتجاه ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، ونقص المواد الطبية، وعن نقص الفرص التي تمكن الشباب من تطوير قدراتهم والتي بدورها ستمنحهم الفرصة لإيجاد عمل في المستقبل.
نحن نعي بأنه لا توجد إجابة سهلة لهذه التحديات. ولكن باشتراكنا، كموظفين ليبيين وبريطانيين نستطيع ان نعمل معاً لتعزيز وحماية ومتابعة العمل على مصالحنا المشتركة. لأنه في غالب الأحيان فأن المصالح الليبية والبريطانية تتطابق مع بعضها البعض. وذلك لجعل ليبيا أكتر استقراراً وازدهاراً حيث يمكن للناس بأن يعيشوا ويعملوا معاً بثقة.
الحوار والتفاهم المتبادل هما مكونان أساسيان لأي شراكة. ولقد اخذنا خطوة إيجابية للأمام في جعل الشراكة طريقتنا في العمل.