29 October 2015 Tripoli, Libya
الشراكة هي الحل
إلتقيت في الشهر الماضي بمجموعة من موظفي السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني، من الليبيين والبريطانيين. وكان هدف اللقاء النظر في الشراكة ما بين مؤسسات مختلفة واشخاص مختلفين يعملون في سبيل تحقيق أهداف واحدة.
تبادلنا بعض وجهات النظر لمساعدتنا في العمل مع بعضنا البعض كفريق. أكترها اثارة لاهتمام كانت نقاشاً حول معنى كلمة “ليبيا” لكل منا.
كان للموظفين الليبيين وجهات نظر واضحة. أولها وأهمها كان اعتزازهم بالبلاد، بالشعب وممارساته اليومية، بالتاريخ والتراث، بالمناخ والطبيعة. وقد أظهروا تعلقاً قوياً بعائلاتهم ووطنهم.
كانت نية جميعهم واضحة بالبقاء في ليبيا، رغم نقص الأمن والاستقرار في الوقت الحالي. وكانت رغباتهم في حيال مستقبلهم المهني ولعائلاتهم ولبلدهم قوية للغاية. رغبوا في أن يستعيدوا تفاؤل فترة الثورة وأن يحولوا ليبيا إلى مكان رائع للعيش.
بالنسبة للموظفين البريطانيين كانت دوافعنا مختلفة. العديد منا لم يزر ليبيا من قبل. بالنسبة للبعض، كان هذا مصدراً مستمراً للأعجاب والإحباط. للبعض الأخر كان هذا تحدياً مهنياً. كيف يمكننا مساعدة الشعب الليبي والذي يستحق بشكل واضح تحقيق مستقبل أفضل؟ بتعبير آخر، كيف يمكننا أن نساعد لتفتيت بعض الأحكام المسبقة والتي هي إرث الماضي والعمل معاً من أجل أهدافنا المشتركة؟
جلسنا معا ًوتحدثنا عن أولويتنا. كانت نقطة البداية هي احترام سيادة ووحدة ليبيا وحدودها الإقليمية، وحق الشعب الليبي في تقرير مستقبله. بالرغم من الشائعات ونظريات المؤامرة، هذه المبادئ هي أساس طريقة عملنا.
مجابهة الإرهاب كان موضوعاً مشتركاً، وأولوية أساسية لليبيين عامة اللذين يواجهون التهديدات الإرهابية بشكل يومي. الهجوم الإرهابي المروع هذا الأسبوع على مظاهرة سلمية في بنغازي يؤكد على ضرورة التصدي لداعش والجماعات الإرهابية الأخرى. والذي يعتبر أولوية بالنسبة للموظفين البريطانيين أيضاً اللذين شهدوا تأثير إرهابي تونسي تدرب في ليبيا وقتل 30 مواطن بريطاني في سوسة هذا الصيف.
موضوع مهم آخر ركز على مستقبل الديمقراطية في ليبيا. وقد كنا واضحين بأن تصميم وتطوير الديمقراطية في ليبيا يجب ان ينبع من تاريخها وتقاليدها وثقافتها. لا مكان لمخطط ديمقراطية غربي.
نقطة مهمة أخرى كانت سيادة القانون. للأسف شهدت ليبيا نمواً في الإجرام وذلك بسبب الانهيار في احترام القانون وفي التطبيق الصحيح للقانون. المواطنون بحاجة إلى الثقة في نزاهة النظام.
الثقة في عدم الهجوم عليهم أو خطفهم بناء على هويتهم أو اصولهم القبلية والمناطقية. الثقة في الحصول على جواز سفر بعد اكمال إجراءات بسيطة بدلاً من الاضطرار إلى رشوة مسؤول. الثقة في استمرار الكهرباء بدون انقطاع وأن القمامة سيتم جمعها بغض النظر على المكان الذي تعيش فيه.
بالطبع أخذ الاقتصاد حيزاً كبيراً من الحوار. عبر المشاركون عن مخاوفهم اتجاه ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية، ونقص المواد الطبية، وعن نقص الفرص التي تمكن الشباب من تطوير قدراتهم والتي بدورها ستمنحهم الفرصة لإيجاد عمل في المستقبل.
نحن نعي بأنه لا توجد إجابة سهلة لهذه التحديات. ولكن باشتراكنا، كموظفين ليبيين وبريطانيين نستطيع ان نعمل معاً لتعزيز وحماية ومتابعة العمل على مصالحنا المشتركة. لأنه في غالب الأحيان فأن المصالح الليبية والبريطانية تتطابق مع بعضها البعض. وذلك لجعل ليبيا أكتر استقراراً وازدهاراً حيث يمكن للناس بأن يعيشوا ويعملوا معاً بثقة.
الحوار والتفاهم المتبادل هما مكونان أساسيان لأي شراكة. ولقد اخذنا خطوة إيجابية للأمام في جعل الشراكة طريقتنا في العمل.
لإسلام ديني والقبيلة لا تمثلني والثورة ليست عقيدتي…..!!
الصمت والمجاملة والمداهنة كثيراً ما تكون نتائجها في الاتجاه السلبي، الذي يخشى منه في حالة الكلام بالحق والمصارحة، وهو ما لاحظناه حقيقة طيلة الفترة الماضية في التعامل مع أساليب من يصرخون باسم الثورة والثوار والمدن الثائرة، ولا يحملون في عقولهم أي برنامج بديل عن القتال في المحاور والتجمع وقت العصر لأداء صلوات الجنازة على القتلى، والجلوس في خيم العزاء يحتسون الشاي ويبثون الاشاعات التي تثير النعرات، وكأن هذا كل ما تحتاجه الدولة. ويعتقد البعض الأخر أن عدم التزام بعض الناس بحضور الصلوات الخمسة في المساجد، هو سبب البلاء، ولو التزم الناس بكلام الشيوخ لنهضت البلاد ولربما صارت رائدة في علوم الأرض والفضاء، وينسون أن ديننا الحنيف يحثنا على العمل والابداع..!!
ولهذا وجب وضع الأمور في نصابها على الأقل من وجهة نظري المتواضعة، وللآخرين حق الاختلاف معها بشكل موضوعي، في ظل احترام الرأي والرأي الآخر من غير تعصب لفكر أو التشبث برأي؛ فالحقيقة المرة المسكوت عنها لأسباب لربما تتعلّق بالخوف، هو أن كل من حمل السلاح و حرض على القتال مهما كانت دوافعه وأسبابه وانتمائه ـ مع احترامي الشديد ـ لا يمكن أن يكون في موقع قيادي…
فهذا كلام العلم وليس كلامي. حيث أثبتت أغلب الدراسات العلمية أن المشاركين في الحروب سواء بحمل السلاح أو بالدعم، لا يمكن التعويل عليهم في مرحلة التنمية والبناء والقيادة. وذلك لأسباب نفسية تجعلهم يظنون أنفسهم خطأً، بأنهم صفوة القوم الواجب طاعتهم؛ فهم بيت العلم والخبرة والحكمة والرأي السديد، وما سواهم إلا عبيد لا رأي لهم، ولهذا تجدهم لا يحترمون لا كبير ولا صغير ولا عالم ولا مثقف. هذه الحالة النفسية عندما يُهمل علاجها، يستغلها كثير من المجرمين الذين يندمجون بذكاء بين صفوفهم ويعملون بشعاراتهم لتحقيق مصالحهم.
ليبيا: لا قبائل ولا شيوخ ولا أعيان ولا حكماء ولا وجهاء ولا أنصار ولا كتائب ولا اسلام سياسي…..هذه التسميات تبث أنها ترتبط بالجهل والتخلف والحروب، بدليل أننا لا نجدها مستعملة في الدول الأكثر تقدماً، كاليابان وأمريكيا وأوروبا.
هذه الدول يمارس فيها الدين الإسلامي بحرية تفوق المساحة المسموح بها في دولنا العربية، التي لا تزال تقمع من يدعون الوصاية على الدين، فتضعهم في السجون بتهمة الزندقة، ولا يمكن أن تجد مسلماً واحداً يقبع في سجون هذه البلدان بمثل هذه التهمة، فمادام لم يتحول العمل الدعوي إلى إجبار الناس بالقوة، فلن يعترض طريقه أحد، ولهذا نجد أن الدين الاسلامي ينتشر اليوم في ألمانيا وفرنسا على سبيل المثال بوثيرة سريعة جداً، إذ كنت أحضر صلاة الجمعة بمسجد المانى ،وكان يتقدم للمسجد كل جمعة أناس جدد يعتنقون الإسلام، ثم نراهم في الشهور اللاحقة أكثر التزاماً منا نحن المسلمين بالأصالة.
إذن ما من شك أنّ التقدم يخدم الإسلام، ولو كان في بلاد الكفر، وأن التخلف يضر به، ولو كان في بلداننا العربية. أما نظام القبائل والمشايخ، فلو كان مفيداً، ما تجاوزته دولة الإمارات ؛ فتقدمت، ولا تقدمت في ظله اليمن التي ما زالت تغرق في ظلمات الجهل بسببه، ومثلها افغانستان، ولما طبقته اليابان فتأخرت.
يجب على الجميع الوقوف مع مصلحة ليبيا إذا أرادوا تحقيق مصالحهم الخاصة، فالأنانية لا تتجاوز منفعتها ما يعلق في ذهن حاملها من أحلام اليقظة، ويمكن التعويض عنها بالإخلاص في خدمة الوطن، فيعم الخير وتمتلئ البطن.
حفظ الله ليبيا
لإسلام ديني والقبيلة لا تمثلني والثورة ليست عقيدتي…..!!
بقلم/ د. فرج دردور
الصمت والمجاملة والمداهنة كثيراً ما تكون نتائجها في الاتجاه السلبي، الذي يخشى منه في حالة الكلام بالحق والمصارحة، وهو ما لاحظناه حقيقة طيلة الفترة الماضية في التعامل مع أساليب من يصرخون باسم الثورة والثوار والمدن الثائرة، ولا يحملون في عقولهم أي برنامج بديل عن القتال في المحاور والتجمع وقت العصر لأداء صلوات الجنازة على القتلى، والجلوس في خيم العزاء يحتسون الشاي ويبثون الاشاعات التي تثير النعرات، وكأن هذا كل ما تحتاجه الدولة. ويعتقد البعض الأخر أن عدم التزام بعض الناس بحضور الصلوات الخمسة في المساجد، هو سبب البلاء، ولو التزم الناس بكلام الشيوخ لنهضت البلاد ولربما صارت رائدة في علوم الأرض والفضاء، وينسون أن ديننا الحنيف يحثنا على العمل والابداع..!!
ولهذا وجب وضع الأمور في نصابها على الأقل من وجهة نظري المتواضعة، وللآخرين حق الاختلاف معها بشكل موضوعي، في ظل احترام الرأي والرأي الآخر من غير تعصب لفكر أو التشبث برأي؛ فالحقيقة المرة المسكوت عنها لأسباب لربما تتعلّق بالخوف، هو أن كل من حمل السلاح و حرض على القتال مهما كانت دوافعه وأسبابه وانتمائه ـ مع احترامي الشديد ـ لا يمكن أن يكون في موقع قيادي…
فهذا كلام العلم وليس كلامي. حيث أثبتت أغلب الدراسات العلمية أن المشاركين في الحروب سواء بحمل السلاح أو بالدعم، لا يمكن التعويل عليهم في مرحلة التنمية والبناء والقيادة. وذلك لأسباب نفسية تجعلهم يظنون أنفسهم خطأً، بأنهم صفوة القوم الواجب طاعتهم؛ فهم بيت العلم والخبرة والحكمة والرأي السديد، وما سواهم إلا عبيد لا رأي لهم، ولهذا تجدهم لا يحترمون لا كبير ولا صغير ولا عالم ولا مثقف. هذه الحالة النفسية عندما يُهمل علاجها، يستغلها كثير من المجرمين الذين يندمجون بذكاء بين صفوفهم ويعملون بشعاراتهم لتحقيق مصالحهم.
ليبيا: لا قبائل ولا شيوخ ولا أعيان ولا حكماء ولا وجهاء ولا أنصار ولا كتائب ولا اسلام سياسي…..هذه التسميات تبث أنها ترتبط بالجهل والتخلف والحروب، بدليل أننا لا نجدها مستعملة في الدول الأكثر تقدماً، كاليابان وأمريكيا وأوروبا.
هذه الدول يمارس فيها الدين الإسلامي بحرية تفوق المساحة المسموح بها في دولنا العربية، التي لا تزال تقمع من يدعون الوصاية على الدين، فتضعهم في السجون بتهمة الزندقة، ولا يمكن أن تجد مسلماً واحداً يقبع في سجون هذه البلدان بمثل هذه التهمة، فمادام لم يتحول العمل الدعوي إلى إجبار الناس بالقوة، فلن يعترض طريقه أحد، ولهذا نجد أن الدين الاسلامي ينتشر اليوم في ألمانيا وفرنسا على سبيل المثال بوثيرة سريعة جداً، إذ كنت أحضر صلاة الجمعة بمسجد المانى ،وكان يتقدم للمسجد كل جمعة أناس جدد يعتنقون الإسلام، ثم نراهم في الشهور اللاحقة أكثر التزاماً منا نحن المسلمين بالأصالة.
إذن ما من شك أنّ التقدم يخدم الإسلام، ولو كان في بلاد الكفر، وأن التخلف يضر به، ولو كان في بلداننا العربية. أما نظام القبائل والمشايخ، فلو كان مفيداً، ما تجاوزته دولة الإمارات ؛ فتقدمت، ولا تقدمت في ظله اليمن التي ما زالت تغرق في ظلمات الجهل بسببه، ومثلها افغانستان، ولما طبقته اليابان فتأخرت.
يجب على الجميع الوقوف مع مصلحة ليبيا إذا أرادوا تحقيق مصالحهم الخاصة، فالأنانية لا تتجاوز منفعتها ما يعلق في ذهن حاملها من أحلام اليقظة، ويمكن التعويض عنها بالإخلاص في خدمة الوطن، فيعم الخير وتمتلئ البطن.
حفظ الله ليبيا
كل الاحترام والتقدير للسفير البريطاني وأعضاء البعثة االدبلوماسيةالى ليبيا…
في البداية نود أن نشكركم على هذا الدعم ووقوفكم الى ليبيا في هذا الوقت, أعتقد ان شراكة المملكة المتحدة مع ليبيا في كثير من المجالات و أهمها قطاع الأمن و الاقتصاد ستساعد في الاستقرار لكل الليبيين والاجانب المقيمين داخل الاراضي الليبية..
تحياتي