عزيزي الأردن،
استمرت علاقتنا لمدة أربع سنوات ولكن أخشى أن وقت الفراق قد حان ولا بد من الرحيل. سيكون من الصعب القيام بذلك وكما قالت جوليت لروميو: “الفراق هو حزن جميل”. سنكون في غاية الحزن ولكن حان الوقت للمضي قدما.
بالطبع كنت أعرف منذ البداية أنك كنت على علاقات عديدة من قبل حيث ذكرني الناس “بالعلاقة التاريخية” مع بعض من أبناء بلدي. يبدو أن ذلك الرجل غلوب ترك أثرا كبيرا ولكن أنا لست من النوع الغيور وعلى أي حال أردت بناء صداقة راسخة تنظر إلى المستقبل بدلا من الماضي.
أرغب بتصديق ذلك. فعندما تعلق الأمر بما كنا نحاول تحقيقه، اتفقنا مسبقا على أن هدفنا الأساسي هو تعزيز أمن واستقرار وازدهار الأردن.
لقد أظهرت أن بريطانيا هي داعم وصديق قوي للأردن وأننا قدمنا الدعم المادي الذي التزمنا به: فقد ساهمنا في السنوات الثلاث الماضية بمبلغ 240 مليون دينار أردني كدعم للأردن.
لقد كانت زيارة الأمير تشارلز الأسبوع الماضي دليلا قويا على الروابط بين العائلات المالكة ولكن كلنت أيضا رمزا للروابط بين الناس.
لم تكن هذه الصداقة فقط مهنية ولكنها كانت أيضا شخصية. الشعب الأردني هو الذي جعل وقتنا هنا مميزا، ليس فقط الناس الذين نعرفنا عليهم في عمان ولكن أيضا في المناطق الأخرى التي يكون فيها الترحيب دائما دافئا وصادقا. كما أن دبلوماسية المنسف ساعدت واستطعت تذوق الطعم الحقيقي لضيافة الشعب الأردني.
الأماكن التي قمنا بزيارتها هي أيضا مميزة، ليس فقط الأماكن الرائعة مثل البتراء وجرش ووادي رم ولكن الأماكن التي تتطلب جهد أكثر مثل أم قيس ووديان وأخاديد البحر الميت الخلابة.
إذا لماذا أنا ذاهب؟ لماذا علينا أن نفترق؟ أتمنى أن لا تعتقد أن السبب هو شيئ قلته. فهل السبب القيادة؟ أم القمامة التي تركت في بعض الأماكن الأكثر جمالا؟ هل هو التدخين في المطاعم؟
كما هو الحال في أي علاقة، عليك تقبل السيء مع الجيد وعليك تحمل الأشياء التي لا تعجبك. أنا أعرف أنه من وجهة نظرك هذه التعليقات اتي تأتي من شخص غريب ليست محببة لديك ولكن بعد أربع سنوات من الصداقة أتمنى أن تتقبلها بالمعنى الجيد الذي عنيته. فأنا أذكرها فقط لأنني أعتقد أنها تزعجك أنت أيضا.
أعلم أنني سأتركك في وقت عصيب، فأنت تعيش في منطقة خطرة والحفاظ على الأمن وخلق فرص عمل جديدة وتطوير الديمقراطية ليست مهام سهلة. لكن لديك رمز قوي للوحدة الوطنية في الملكية القوية وقيادة قوية من قبل الملك عبد الله. رؤيته لأردن آمن ومستقر وديمقراطي ومزدهر هو طموح قيِم وتنفيذه لن يكون سهلا.
كما تناقشنا عدة مرات، التقدم مستحيل بدون تغيير والتغيير هو عنصر أساسي للاستقرار الذي نريده.
سيستغرق الإصلاح: وقتا طويلا: فالتطور والتقدم أفضل من الثورة. الإصلاح يعني معالجة السلوك السلبية على سبيل المثال في مجال التعليم والقطاع العام. وذلك يعني خلق جدارة حقيقية حيث يكون العامل الوحيد للحصول على وظيفة هو أن تكون أفضل مرشح بغض النظر عن خلفيتك.
لديك الكثير من الأصدقاء من جميع أنحاء العالم وقد ظهر ذلك في الأسابيع القليلة الماضية عبر رسائل التعاطف والدعم التي بعث من جميع أنحاء العالم بعد القتل المروع للطيار معاذ الكساسبة.
سيساعدك أصدقائك ولكنهم بحاجة أيضا لأن تقوم أنت بمساعدة نفسك لتنفيذ رؤية جلالة الملك. الخطوات اللازمة لتنفيذ الإصلاح هي أمر متروك لك ويجب أن تكون مبنية على تاريخك وتقاليدك وثقافتك.
سنأخذ معنا ذكريات عديدة وسعيدة وسنترك العديد من الأصدقاء. حظا سعيدا ويعطيكم العافية!