Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

تحدي الوظائف

في الفيلم الأردني الرائع كابتن أبو رائد، يقول فتى صغير من شرق عمان لأصدقائه أن الأشخاص أمثالنا لا يحصلون على وظائف جيدة. ولكن في نهاية الفيلم يصبح هذا الولد طيارا مع الملكية الأردنية للطيران.

النقطة الأساسية هنا هي أن الحصول على وظيفة لا يجب أن يعتمد على المكان الذي تأتي منه ولا على معارفك واتصالاتك. فإذا كنت ذكيا وتعمل بجد يمكنك أن تحقق طموحك.

ينطبق هذا الأمر في جميع أنحاء العالم وليس فقط في الأردن. كما تجلت هذه نقطة في دافوس من قبل سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة والممثلة السابقة في فيلم هاري بوتر –  إيما واتسون والتي سؤلت على تويتر من قبل فتاة كان والدها يقول لها أنه لا يمكنها أن تصبح مهندسة. كان جواب واتسون بسيط ومباشر:” كوني مهندسة”.

الشباب بحاجة للخروج من إطار الوظائف التي تعتبر “مقبولة” أو “مرموقة”. مثال على المواقف المسيئة هو ما يسمى ب “ثقافة العيب” التي تجعل الناس يعتقدون أن غسل الصحون أو تنظيف الشوارع هو أمر مشين.

هذه المواقف هي من الطراز القديم وغير فعالة بشكل متزايد. بالتأكيد فإن المرء يحقق كرامته من خلال تأمين الطعام لعائلته والحصول على وظيفة مهما كانت مرتبتها أفضل بكثير من الجلوس في المنزل مع درجة الماجستير لا يرغب بها أي رب عمل.

مع ذلك فإن العثور على وظيفة في هذه الأيام ليس سهلا وخاصة الوظيفة الأولى. يقول صندوق النقد الدولي أن 31٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 سنة في الأردن عاطلون عن العمل وهي أحد أعلى المعدلات في العالم. إذ أن ما يقارب من ربع الخريجين الذكور وثلاثة أرباع الخريجات هم بلا عمل. هذه مضيعة هائلة للمواهب.

فيلم كابتن أبو رائد – الصورة: filmreading.blogspot.com

ما الذي يمكن عمله في مثل هذه الحالة؟ أولا تحتاج البلدان إلى تقييم وتحليل أين تكمن إمكانية خلق فرص العمل. محرك النمو في أي مكان هو القطاع الخاص حيث أنه الوحيد الذي يمكنه الاستثمار في فرص عمل جديدة.

التالي: ما الذي تبحث عنه هذه الشركات؟ هل يريدون المزيد من شهادات البكالوريوس في العلوم الإنسانية؟ أم أنها تبحث عن علماء؟ أو أن شهادات الشخص ليست هي المعيار الحاسم كما هو الحال في أوروبا؟

أرباب العمل في القطاع الخاص في الأردن يقولون لي دائما أن العامل الأساسي في توظيف شخص ما ليس هو موضوع دراستهم. ما يريدونه هو المهارات: القدرات الأساسية مثل القيادة والتوعية المتعلقة بالعملاء وبناء الفريق والتفكير الناقد وصنع القرار والاتصالات. إذا استطاع الشخص إظهار هذه المهارات يمكن للشركة حينئذ منحه المعرفة التي يحتاج إليها.

هذه الحقيقة هي وراء دعم السفارة البريطانية في الأردن لبرنامج “مهارات” التابع لمركز تطوير الأعمال والذي يهدف إلى دعم الشباب الخريجين وتعزيز مهارات الأساسية والعملية.

نتائج هذا البرنامج مذهلة، ففي السنتين الأخيرتين قام البرنامج بمساعدة 3,142 من الشباب بإيجاد وظائف. هذا ليس فقط في عمان فالبرنامج يتم تنفيذه أيضا في اربد والكرك والطفيلة وقريبا في معان. كما أنه جزء من دعم بريطانيا للأردن في السنوات الثلاث الماضية والذي بلغت قيمته £220 مليون.

كان موضوع التوظيف وفرص العمل هو أساس فعالية نظمتها السفارة البريطانية وصندوق الملك عبدالله للتنمية هذا الأسبوع في مركز زين للإبداع. لقد أتاحت هذه الفعالية والتي كان عنوانها “التعلم من الخبرة” الفرصة ل 70 شاب وشابة أردنيين لاختبار وتطوير مهاراتهم في مجال الأعمال مع رجال أعمال ناجحين ومع منظمات مثل مركز تطوير الأعمال وإنجاز.

سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز أثناء فعالية “التعلم من الخبرة”.

شرف سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز، هذه الفعالية بحضوره والذي أطلق بدوره عمل جمعيته الخيرية “برينس ترست إنترناشيونال” في الأردن والتي ستجلب خبرتها في مساعدة أكثر من 800 ألف من الشباب في مجال التوظيف أو التدريب في بريطانيا منذ الأربعينن سنة الماضية. إن التعاون المستقبلي بين هذه الجمعية وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومركز تطوير الأعمال و إنجاز هو إثبات ملموس لدعم بريطانيا لفرص العمل في الأردن.

لا شك أن الفتى الصغير في فيلم كابتن أبو رائد رأى أن الحصول على وظيفة ليس بالأمر السهل. مفتاح الشباب في مواجهة تحدي فرص العمل هو اغتنام الفرص المعروضة عليهم وعدم تركها. فلا بد أن تتوفر فرص أفضل في المستقبل.

Exit mobile version