7 January 2015
وقت للوقوف والتأمل
يبدو أن الجميع في عجلة من أمرهم هذه الأيام و “جدول الأعمال المزدحم” أصبح تقريبا وسام شرف للحياة الحديثة. فالموظف يسارع من اجتماع إلى آخر وأولياء الأمور يحاولون إشراك أطفالهم بالكثير من الأنشطة ونحن بالكاد لدينا الوقت للتوقف وتقدير العالم من حولنا. لم يكن من المفترض أن يكون الأمر كذلك. فالأدوات والأجهزة الجديدة كان من المفترض أن توفر الوقت وتخلق المزيد من الرفاهيه المفرطة لدرجة أن الأكاديميين كانوا قلقين على الناس من أوقات الفراغ الكبيرة. تم تصميم آلات التنظيف الجديدة مثل المكانس الكهربائية والغسالات والجلايات للتقليل من الأعمال المنزلية. أما المحركات النفاثة كان من المفترض أن تجعل السفر عبر القارات أمرا أكثر شيوعا سواء كان ذلك من أجل العمل أو الترفيه. كما أن الوسائل الحديثة للاتصالات تم الترويج لها على أنها تسهل عملية الوصول إلى المعلومات.
ولكن هذه التوقعات لم تتحقق والإفراط في المعلومات مثال جيد على ذلك. في أول وظيفة لي لم يكن باستطاعتك نسخ رسالة لأكثر من 6 أشخاص لأن ذلك كان عدد النسخ التي يمكن للطابع أن ينسخها على ورقة الكربون في الآلة الطابعة. لذا كان عليك إختيار الأشخاص بعناية فائقة والذين هم حقا بحاجة لقراءة ما كنت تقوله.
تم استبدال الآلات الكاتبة بالآلات معالجات النصوص وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية|تابلت والهواتف الذكية حيث أنها جميعا أصبحت تكنولوجيا ضرورية لجعل إرسال واستقبال الرسائل أسهل وأسرع. لكن الخطر الآن هو أننا لم نعد نختار بدقة الأشخاص الذين يحتاجون لقراءة ما نود قوله ويمكننا ان نرسل رسالاتنا إلى بضعة آلاف من الناس عند النقر على فأرة الحاسوب.
أصبح البريد الالكتروني الممتلئ كارثة العمل المكتبي الحديث حيث أن غربلة الرسائل وفرز ما هو ضروري من الغير المرغوب فيه يستغرق وقتا كثيرا. كما أن اتخاذ قرار بعدم قراءة بعض هذه الرسائل أصبح مهارة بيروقراطية حيوية وأصبح زر “الحذف” أداة مهمة لتجنب الغرق بطوفان الرسائل الإلكترونية.
يمكن لوسائل الإتصال الاجتماعي على أن تكون مفيدة ومعيقة بنفس الوقت. فالتعبير عن فكرة باستخدام 140 حرف هو انضباط صحي وإذا أردت أن تنقل رسالة قصيرة و دقيقة إلى جمهور واسع فيجب على تويتر والفيسبوك وإينستاجرام أن يكونوا جزء من ترسانتك الخاصة. ولكن الكثير من الإيجاز يمكن أن يكون محفوف بالمخاطر. أحد أهم المخاطر هو أننا لا نملك الوقت الكافي للتفكير. إذا تركت مقرك لإحضار كوب من القهوة التي فعلا تستحقها بجدارة فإنك ستعود لتجد طوفان جديد من الرسائل والتي تتطلب جميعها ردا فوريا. في هذه الظروف يمكن للمشورة والتحليل أن تصبح قصيرة المدى وتكتيكية ومندفعة بدلا من أن تكون مدروسة جيدا واستراتيجية.
الوقت ثمين وعلينا أن نستخدمه بحكمة. هذا يعني تكريس الوقت الكافي لعمل الأشياء بشكل جيد بدلا من مجرد محاولة إنهائها وإبعادها من طريقك بأسرع وقت ممكن. مهما سعينا ينبغي لنا أن نتذوق التجربة وننظر الى كيفية الكسب والتعلم منها. الإبداع والابتكارهي عناصر مهمة في الكثير من أعمالنا ويمكنها أن تحقق منافع حقيقية فقط إذا كان لدى الباحثين والمبتكرين الوقت الكافي لتطوير أفكارهم بشكل كامل.
يمكننا استخدام الوقت بذكاء حتى في أوقات فراغنا. تخيلوا السائح الذي يندفع بجولة حول أوروبا ويحاول أن تؤخذ صورة له أمام كل معلم رئيسي، وتخيلوا زوار البتراء الذين يذهبون بنزهة عبر السيق وصولا الى الخزنة ويقال أنهم” قاموا بزيارة البتراء. تخيلوا كم من الأشياء فاتتهم.
كتب الشاعر الويلزي وليام ديفيز قصيدة بعنوان “الفراغ” ذات العبارة الشهيرة: “ما هي هذه الحياة المليئة بالهموم إذا لم يكن لدينا وقت للوقوف والتأمُل”. كان هذا الشاعر يتحدث عن تقدير جمال الطبيعة والتلذذ بالعالم من حولنا. عندما ننظر كيف نستخدم أوقات فراغنا أو كيف ندير حياتنا اليومية الروتينية من الجدير بنا أن نأخذ بعض الوقت للتوقف والوقوف والتأمُل.
كلمات رائعة وذات معني وتتكلم في صميم الحياة العصرية ولكن يجب على جميع الناس للانتباه لهذا الموضوع ومالجته انا اعتقد ان الاجهزه الحديثة تقصر من عمر الانسان اذا اساء استخدامها على مبدا
السرعة = المسافة / الزمن
المسافة= العمل المراد انجازة
الزمن = عمر الانسان
السرعة= طريقة تنفيذ العمل