Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

التعلم طوال الحياة

تعتبر جائزة نوبل للسلام أحد أكثر الجوائز المرموقة في العالم و فازت بهذه الجائزة هذا العام تلميذة باكستانية قاتلت من أجل حقها في التعلم. كانت مالالا يوسف زاي و التي في سن السابع عشر من عمرها أصغر شخص يفوز بهذه الجائزة. تم إخبار مالالا عن ذلك أثناء حصة الكيمياء في مدرسة ادجباستون الثانوية في برمنغهام في المملكة المتحدة.

أصبح اسم مالالا مألوفا بعد إصابتها برصاصة في الرأس عام 2012 عندما كانت تحارب من أجل حق الفتيات في التعلم. كانت مالالا آنذاك تكتب مدونة لقناة البي بي سي عن الحياة في وادي سوات في باكستان حيث كانت طالبان تفجر مدارس البنات هناك.

واصلت مالالا نضالها بعد مثولها في العناية المركزة في مستشفى في بريطانيا وتحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن التعليم و كيف أنه حق أساسي للجميع: فهو ليس شرقي ولا غربي، ولكن إنساني. كما أظهرت شجاعة كبيرة مؤكدة أنه إذا كان العالم كله صامتأ يمكن لصوت واحد أن يصبح قويا. فهي عقدت العزم على تحدي المتطرفين والكفاح من أجل ما تؤمن به وهو أن الفتيات لهن نفس الحق مثل الأولاد في تحقيق أهدافهم.

جلالة الملكة رانيا تقدم جائزة القيادة للالا يوسف زاي – الصورة (abc.net.au)

إنكار هذا الحق على أساس معتقدات دينية أمر خاطئ، فلا يوجد شيء في الإسلام يبرر هذا الفكر. وفي الواقع ورد في الحديث الشريف أن “طلب العلم فريضة على كل مسلم”، ولذلك هو حق ومسؤولية الجميع، ذكر كان أم أنثى.

التعلم من خلال التدريب أو التعليم متناسب مع كل دولة وكل مؤسسة وشركة. فلماذا تريد أن تحرم نصف السكان في بلدك الفرصة لتطوير مواهبهم؟ لماذا كبح الطموح والإمكانيات والمهارات المستقبلية لموظفيك؟

العلم لا يقتصر فقط على إعداد الشباب للحياة إنما هو أمر علينا جميعا القيام به طوال حياتنا. كما أن حجم وطبيعة ووتيرة التغيير يعني أننا لا نستطيع تحمل أن نبقى في الخلف إذا رفضنا تبني مهارات جديدة. فالأشخاص الذين يترددون في استخدام البريد الإلكتروني واستخدام شبكة الإنترنت أو تعلم مهارات وسائل الاعلام الاجتماعية سوف يفقدون الصلة مع ما يجري حولهم.

تعلم مهارات جديدة ليس بالأمر السهل وفُرض على العديد من العمال بسبب التغيرات الإقتصادية. فقد اضطر العمال في مجال الصناعات الثقيلة مثل مناجم الفحم لتعلم مهارات جديدة حيث أن صناعاتهم القديمة أغلقت و تم خلق فرص جديدة. وفي السنوات الأخيرة في بريطانيا، والتي خسر القطاع العام أكثر من 450,000 وظيفة، تم إنشاء 1.3 مليون وظيفة في القطاع الخاص تتطلب من الناس تعلم وتطوير ضوابط وعقليات جديدة.

يبحث أرباب العمل أثناء عملية التوظيف عن المهارات بدلا من المعرفة، و لذلك على الباحثين عن العمل التركيز على المهارات التي تبحث عنها هذه الشركات مثل: القيادة و التواصل وخدمة الزبائن. كما أن القدرة على تحدي القرارات و مناقشتها وتقديم الحلول بدلا من المشاكل والتفكير بشكل خلاق حول خيارات وأفكار جديدة كلها مهارات قيمتها أكثر بكثير من شخص موسوعي المعرفة ببعض المواضيع الغامضة.

يحتاج الموظفين أيضا إلى التركيز على فرص التعلم والتطوير الجديدة لاستهداف المهارات الجديدة التي يريدون تعلمها. كما ينبغي على أرباب العمل أن يعتبروا التدريب إستثمارا وليس تكلفة زائدة.

موظفو السفارة البريطانية في مزرعة في مادبا أثناء اليوم الترفيهي

استثمرنا في موظفينا هذا الاسبوع حيث أغلقنا السفارة وتوجهنا إلى مزرعة بالقرب من مادبا لقضاء يوم خارج العمل. تم تقسيم الموظفين إلى فرق وقضينا كل الصباح باللعب. صممت هذه التدريبات لإظهار أهمية العمل معا كفريق واحد والتخطيط بعناية من خلال تخصيص مهام واضحة لكل شخص والتواصل بشكل واضح في كلا الاتجاهين، التحدث والاستماع. استفدنا جميعا بشكل كبير من هذا اليوم و استمتعنا كثيرا.

لا يمكن المبالغة في أهمية التعليم والهدف ليس ملء العقول الفارغة بالحقائق إنما إنشاء عقول منفتحة وإشعال النار بمواهب الناس الطبيعية. الهدف هو أن نستمر جميعا بالتعلم طوال حياتنا.

Exit mobile version