سيكون جلالة الملك عبد الله الثاني في ويلز غدا لحضور قمة الناتو. فلماذا يعد هذا الاجتماع مهما؟
ستكون هذه القمة أكبر تجمع تستضيفه المملكة المتحدة على الإطلاق لزعماء العالم، حيث سيجمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون و الرئيس أوباما والمستشارة ميركل والرئيس هولاند والعديد من زعماء العالم معا في وقت صعب وحساس.
لماذا ستكون هذه القمة مهمة و حاسمة؟ ألن تكون هذه القمة مجرد مجرد تجمع مكلف آخر لكبار الشخصيات؟ ألن تقوم بمجرد إنتاج مجموعة لطيفة أخرى من القرارت التي من ثم ستوضع على الرف ليغطيها الغبار؟
على الإطلاق لا، فالعالميواجه تهديدات جديدة ومعقدة.فقد أظهر حلف الناتو طوال التاريخ أنه لا يزال قويا ومتحدا عن طريق التكيف مع التهديدات الجديدة.ستبحث هذه القمة كيفية التتكيف مجددا مع التهديدات الجديدة الناشئة من الشرق الأوسط.
الهدف الأساسي للناتو عندما تم إنشاؤه عام 1949 كان لإقامة نظام دفاع جماعي، فعند شن هجوم على أحد الأعضاء ال 28 يكون ذلك بمثابة الهجوم عليهم جميعا و سيأتي الأعضاء الآخرين لمساعدة ذلك البلد.
خلقت الحرب الباردة في الستينات و السبعينات تنافسا بين حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو بقيادة روسيا، وبعد سقوط جدار برلين عام 1989 أخذ تركيز الناتو حيزا آخر و رد التحالف على تفكك يوغوسلافيا بعمل عسكري في البوسنة وصربيا في التسعينات.
بينما أخذت العلاقات مع حلف وارسو السابق بالتحسن انضمت دول مثل بولندا والمجر ودول البلطيق الى كل من الناتو والاتحاد الأوروبي سعيا لدعم عسكري وسياسي واقتصادي.
لا يزال الناتو يتكيف مع الأحداث، فقد رد على الهجمات الإرهابية في نيويورك 2011 و نشر قوات في أفغانستان وفرض منطقة حظر جوي في ليبيا في عام 2011.
كون حلف الناتو يتصف بالمرونة فقد أصبح حجر الأساس للسلام والأمن ل 900 مليون مواطن في أوروبا وأمريكا الشمالية. كما أصبحعلى مدى السنوات ال 65 الماضية التحالف العسكري الأكثر نجاحا في العالم.
تأتي هذه القمة في مرحلة حاسمة في تطور حلف الناتو فهناك ثلاث قضايا كبيرة. أولا، المهمة العسكرية في أفغانستان على وشك الإنتهاء و على أعضاء الحلف أن تقرر كيف ستستمر في دعم الحكومة الأفغانية.
ثانيا، تصرفات روسيا بزعزعة استقرار أوكرانيا و ضم القرم بشكل غير قانوني يمثل تحديا مباشرا للتحالف.يريد التحالف أن يرسل رسالة واضحة للمواطنين من أعضائها من أوروبا الشرقية بأن التزام الناتو الأساسي في الدفاع عن بعضها البعض في حالة شن هجوم على أحد أعضائه هو أمر قيد التنفيذ.
ثالثا، يجب على حلف الناتو مناقشة كيفية الاستجابة للتحديات الجديدة من الدول الفاشلة مثل سوريا والإرهاب من قبل الأشخاص مثل داعش. لهذا السبب سيكون حضور جلالة الملك ومدخلاته أمرا مهما في هذه القمة.نمو المتطرفين والإرهابيين في سوريا والعراق يعني أن التعاون والتنسيق بين الناتو والأردن سيصبح أكثر أهمية.
لقد كان للأردن شراكة مميزة مع حلف الناتو منذ عام 1994 ويعد واحدا من عدد قليل من البلدان في المنطقة الذي يتمتع بمثل هذا الارتباط وهذا يعكس أهمية دور الأردن ومساهمتها في الأمن والاستقرار الإقليمي.
ينبغي تعزيز هذه الشراكة خلال هذه القمة إذ أن الناتوسيقوم يالنظر الى كيفية توفير الدعم العملي للبلدان في المنطقة من أجل تعزيز الاستقرار والأمن.
في ذكرى ال 100 عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى يجدر تسليط الضوء هنا على أن توفير الأمن من قبل الناتو كان عنصرا أساسيا في استقرار أوروبا وازدهارها المتنامي. يمكنلأوروبا أن تحتفل بنجاح الناتو كتحالف صلب مع شراكات قوية مع دول مثل الأردن.معا سيمكننا الاستمرار في حماية مواطنينا من المخاطر و التهديدات الجديدة و العديدة في عالم لا يمكن التنبؤ به.