Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

23 July 2014

الفتيات: الوصول الى الإمكانيات كافة

بقلم بيتر ميليت وروبرت جنكينز

جميعنا كآباء و أمهات نريد الأفضل لأطفالنا.و من أجل الوصول للإمكانيات الكاملة تحتاج الفتيات إلى بيئة منزلية مليئة بالحب و الأمان بالإضافة الى التعليم الجيد والدعم الذي يشجع مواهبهن كي يتمتعن بحياة سعيدة و مرضية.

يمنع الزواج المبكر حدوث ذلك، فالفتيات اللواتي يتزوجن بسن مبكر يتركن المدرسة و يفقدن الحق في إتخاذ قراراتهن بأنفسهن وتفوتهن مهارات حيوية لإثراء حياتهن.أما الزواج القسري يعرض الفتيات الصغيرات للإيذاء الجسدي و النفسي والعاطفي و الجنسي.

على الصعيد العالمي، واحدة من كل ثلاثة فتيات تتزوج قبل سن 18 عام.ترغم بعضهن على الزواج في سن الثامنة و لكن حتى في سن الخامسة عشر لا تزال الفتيات يعتبرن أطفال.في هذا العمر يشكل الحمل خطر على حياتهن وحياة أطفالهن.

أحد الرسومات الكاريكاتورية التي رسمتها طفلة سورية قامت بحضور جلسات في مركز للشباب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. عقدت هذه الجلسات لنشر الوعي حول مخاطر الزواج المبكر / الصورة: هيئة إنقاذ الطفولة
أحد الرسومات الكاريكاتورية التي رسمتها طفلة سورية قامت بحضور جلسات في مركز للشباب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين. عقدت هذه الجلسات لنشر الوعي حول مخاطر الزواج المبكر / الصورة: هيئة إنقاذ الطفولة

أسباب زواج الأطفال والزواج القسري غالبا ما تكون اقتصادية واجتماعية،وقد جرت العادة بأن ينظر إليها على أنها وسيلة للخروج من الفقر ومسار نحو مستقبل أكثر أمان.ولكن في حين أن بعض الأهالي يعتقدون بأن الزواج المبكرهو أفضل حماية لطفلهم، غالبا ما يكون لهذا الزواج تأثير معاكس. فهو يزيد من خطر التعرض للإساءة من قبل أزواجهن واحتمالية الطلاق و تفكك الأسرة وغالبا ما ينتهي الأمر بحبس الفتيات داخل دائرة الفقر.

أجرت منظمة اليونيسيف دراسة حديثة في الأردن حيث تبين أن 13٪ من الزيجات المسجلة هي لفتيات دون سن 18 و اللواتي يصل عددهن الى أكثر من 9,600 فتاة صغيرة معظمهن متزوجات من رجال يكبرنهن كثيرا بالسن. و عندما يتعلق الأمر بالفتيات اللاجئات من سورية في الأردن فإن 25٪ من الزيجات تكون لفتيات دون سن 18 عاما وغالبا أصغر من ذلك بكثير. كما قد يكون هذا الرقم أعلى بالنسبة للزيجات التي لم يتم تسجيلها.

ما الذي يمكن عمله؟ تشجيع الفتيات وأولياء أمورهن على التفكير مرتين قبل الزواج المبكر هو أمر مهم للغاية. كما أن التعليم يمكن أن يلعب دورا رئيسيا، فإبقاء الفتيات في المدارس،حتى لو لعام دراسي إضافي واحد،سيعطيهم ثقة أكبر في التعامل مع العالم. كماسيساعد ذلك أيضا في قدرتهن بالحصول على راتب أفضل بنسبة 15- 20٪.

تركز اليونيسف على تمكين الفتيات في السيطرة على حياتهن من خلال توفير فرص للالتحاق بالتعليم الرسمي وغير الرسمي خصوصا التدريب المهني والمهارات الحياتية. كما أن الأمم المتحدةتشجع مناقشة هذه القضايا بين المجتمعات و قادة و رجال الدين لإثبات أن منع الزواج المبكر سيكون أفضل للمجتمع ككل. المنظمات غير الحكومية تعمل أيضا في هذا المجال و إحدى الأمثلة على ذلك هي محاولتهم مساعدة النساء للوصول إلى العدالة بشكل أفضل.

فتاة في الرابعة عشر من عمرها في محل لبيع فساتين الأعراس في مخيم الزعتري للاجئيين السوريين
فتاة في الرابعة عشر من عمرها في محل لبيع فساتين الأعراس في مخيم الزعتري للاجئيين السوريين

لا بد من العمل على نطاق عالمي لهذا السبب استضافت الحكومة البريطانية مع منظمة اليونيسيف قمة حقوق الفتيات في لندن أمس من أجل حشد الجهود الدولية لإنهاء الزواج المبكر والقسري بين الأطفال.فقد تبادلت الحكومات والمنظمات الدولية و منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وجهات النظر حول كيفية معالجة هذه القضايا. لم تكن هذه القمة مجرد منبر للكلام، فقدوافق المؤتمر على التزامات جديدة لإنهاء الزواج المبكر والقسري.

كما ركزت القمة أيضا على موضوع ختان الإناث الذي يعد أشد أنواع و أشكال العنف ضد النساء والفتيات.فهو انتهاك لحقوق الإنسان ويمكن أن يكون له تأثير أبدي على الصحة الجسدية والنفسية للناجيات منه.لقد أثرهذا الموضوع على أكثر من 125 مليون امرأة في البلدان التي يسود فيها هذا التقليد وأكثر من 30 مليون فتاة سيكن بخطر في السنوات العشرة المقبلة.

الزواج المبكر وختان الإناث تتعارض مع القيم العالمية لإنسانيتنا المشتركة وحقوق الإنسان للفتيات في جميع أنحاء العالم.كما أن الهجرة تعني أن الفتيات في أوروبا وأمريكا الشمالية هن أيضا عرضة لخطر هذه الممارسات إذ أنأكثر من 20,000 فتاة في المملكة المتحدة معرضة لخطر ختان الإناث.

ركزت قمة حقوق الفتيات الاهتمام على القضايا الصعبة والحساسة.فنحن بحاجة الآن إلى مناقشات على المستوى العالمي والوطني وكذلك داخل المجتمعات لتنفيذ إجراءات ملموسة.دعونا نأمل أن يجلب هذا مستقبل أفضل لأطفالنا.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.