Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

الإبداع أمرعظيم

هل الإبداع شيء يولد مع الشخص أم يمكن تعلمه؟ ربما هو القليل من الطبيعة والتنشئة: موهبة طبيعية وتعليم ملهم.فعلى سبيل المثال لا يمكن لموسيقي أن يرتجل إلا إذا أتقن العزف على آلة موسيقية معينة.

كان موضوع الإبداع بارز في الحفل الذي أقمناه الأسبوع الماضي للاحتفال بما هو “عظيم” عن بريطانيا حيث قمنا بتسليط الضوء على العديد من الموضوعات عن بريطانيا الحديثة مثل التعليم والأعمال التجارية والأفلام و غيرها.

فيلم “خطاب الملك”

و كما هو الحال في الكثير من الأحيان كانت صناعة الأفلام هي الموضوع الذي سرق الأضواء. لقد حضر غاريث إليس-أنوين، منتج فيلم “خطاب الملك” والذي يصور صراع الملك جورج السادس في التغلب على مشكلة التلعثم، و قام بعرض الأوسكار الذي فاز به لأفضل صورة عام 2010.

تحدث غاريث عن الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة ومساهمتها في زيادة النمو. فهذا القطاع الذي يشمل كل من التلفزيون والأفلام والفن والتصميم والهندسة المعمارية يوظف 1.3 مليون شخص في بريطانيا وينتج صادرات بقيمة 17 بليون جنيه استرليتي كل عام.

فعلى سبيل المثال وصل عدد طاقم فيلم “خطاب الملك” لأكثر من 400 شخص و كانت تكلفته 9 بليون جنيه استرليتي. لقد كسب الفيلم حتى الآن 250 بليون جنيه استرليتي في شباك التذاكر، و عند أخذ الدخل المتوقع من بيع الفيلم على الأقراص المدمجة و الإنترنت و التلفاز سيصل هذا الرقم الى أكثر 1 مليار دولار.

عزا غاريث هذا النجاح إلى عاملين رئيسيين: نظام ائتمان ضريبي يقدم مزايا مالية كبيرة لصناعة السينما في المملكة المتحدة، و قوى عاملة من ذوي المهارات المتخصصة لدعم الإنتاجات عالية الجودة.

السفير البريطاني بيتر ميليت و غاريث إليس-أنوين

لقد تم عرض جوانب أخرى للإبداع في المملكة المتحدة خلال هذا الحفل مثل الأزياء المبتكرة من ستيلا مكارتني و تصميمات معمارية متقدمة مثل المحطة الجديدة لمطار الملكة علياء في عمان و الذي صممه نورمان فوستر، وحقيقة أن 8 من أصل 11 فرق لسباق السيارات فورمولا 1 مقرها في المملكة المتحدة بما في ذلك ريد بول ومرسيدس وماكلارين. كما يقوم “موتورسبورت فالي” الموجود قرب أوكسفورد بتوظيف 41 ألف شخص ويكسب 9 بليون جنيه استرليني في السنة معظمها في الصادرات.

هذا الإبداع متاح للمشاركة، و في الواقع لقد جلب غاريث مهاراته إلى الأردن لإنتاج فيلم جديد و هو كاجاكي هذا الصيف. سيتم تصوير الفيلم في الأردن و لكن لا يقف الأمر هنا حيث سيقوم غاريث بمشاركة خبرته عن البيئة النشطة التي تزدهر فيها صناعة الأفلام في بريطانيا. كما سيقوم غاريث أثناء عمله مع الهيئة الملكية للأفلام بإعطاء دروس متقدمة خلال فترة الصيف لتنشئة المواهب الإبداعية المحلية.

هذه المواهب الإبداعية موجودة حاليا في الأردن، فقد حضرت في شهر أيار الماضي العرض الأول لفيلم ساعي البريد بات وهو إنتاج سينمائي ضخم استخدم كبار النجوم للقيام بأداء الأصوات. تم إنتاج هذا الفيلم في الأردن من قبل شركة روبيكون و التي مقرها عمان.

القطاع التكنلوجي في الأردن لديه أيضا إمكانات هائلة حيث أن الناس في منطقة الشرق الأوسط يبحثون عن التطبيقات باللغة العربية مما يغذي نمو اللغة العربية كلغة على الإنترنت. الشركات في المملكة المتحدة تبحث عن شركاء في الأردن لتعزيز هذا النمو.

هناك مؤسسات أخرى تشارك في مبادرات جديدة وقيمة لتعزيز الإبداع في الأردن، فقد  أطلقتOasis500 مؤخرا صندوق الصناعات الإبداعية كما أن الاتحاد الأوروبي لديه مشروع “أردن مبدع” لدعم الناس والمؤسسات الذين يرغبون في تطوير القدرة على الابتكار.

الاحتفال الذي أقيم في حديقة السفير

إنتاج القدرات الفكرية لتعزيز الإبداع يتطلب نظام تعليمي يشجع الشباب على نقد الأفكار والمفاهيم المتعارف عليها وتطوير القدرة على التفكير النقدي. حفظ و إجترار الحقائق بدون تفكير هي أفضل وسيلة لخنق الإبداع؛ المهم هو كيفية استخدام تلك المعلومات.

في عالمنا المليء بالتنافسية اليوم ، إن على جميع الدول أن تستخدم كل ما لديها من قوة.سوف تكون الريادة و شركات القطاع الخاص مصادر نمو فرص العمل والازدهار في المستقبل من خلال جلب أفكار جديدة إلى السوق. البقاء في المقدمة يتطلب دعم الأشخاص الأذكياء أصحاب الأفكار الجيدة.

يقول المثل الصيني: “الأبراج الشاهقة تنطلق من أساسات عميقة”. إن حفر تلك الأساسات يعني تشجيع الإبداع بين الشباب من سن مبكرة.

Exit mobile version