ستبدأ بطولة كأس العالم غداوخلال الشهر القادم ستضم هذه الرياضة الجميلة 64 مباراة بين 32 فريقا و التي سيشاهدها الناس في جميع أنحاء العالم. ستكون هذه البطولة أعظم عرض على الإطلاق هذا العام.
ستقام المباريات في البرازيل و التي تعد بلد يعيش و يتنفس وينام على كرة القدم. لقد فازت البرازيل بكأس العالم أكثر من أي بلد آخر وأظهر لاعبيها أسلوبهم الخاص في اللعبة.
يمكنك أن تكون على يقين من أن وسائل الإعلام ستقوم بتسجيل كل لحظة دراما و ستسلط الضوء على فرحة الفوز وعذاب الهزيمة. فمن السهل قول أن المشاركة هي أكثر أهمية من الفوز ولكن اللعب على هذا المستوى يتطلب العمل الجاد والانضباط.
وسيتم تعزيز هذه الضجة من قبل التغطية التلفزيونية والدعاية الواسعة النطاق حيث ستكسب هذه البطولة 4 مليارات دولار معظمها من حقوق البث التلفزيوني وعقود الرعاية.
لقد أصبحت كرة القدم الآن صناعة عالمية كبرى حيث شاهد أكثر من 700 مليون شخص النهائي الأخير عام 2010. إن الفرق في انكلترا مملوكة من قبل الروس والأميركيين والعرب أما الفرق في اسبانيا يتم دعمها في الشرق الأوسط وآسيا. كما أن الفرق في جميع أنحاء أوروبا تضم لاعبين من أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
يمكن لكرة القدم التي تعد رياضة عالمية أن تبني صداقات و انسجامات على صعيد العالم. لقد رأينا هذا على نطاق محلي في عمان الأسبوع الماضي عندما قمنا بتنظيم مباراة بين نادي خريجي الجامعات البريطانية و خريجي بعثة تشيفننغ البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية. كان حدثا ممتعا و لعب المشاركين بروح الصداقة و استمتع المتفرجون أيضا.
علينا أن لا ننسى المشاهدين و المشجعين، فوراء كل هذا الضجيج يجب أن نتذكر أن المشجعين هم الأساس. فما الذي يجمع الناس من جميع أنحاء العالم للتركيز على 22 رجل يقومون بركل الكرة بين فريقين في ملعب في البرازيل؟ هذه ثقافة عالمية يتشارك بها الجماهير: شغف اللعبة التي تجمع الناس مع بعضهم البعض.
تشجيع و دعم نادي معين هو وسام ولاء يعطي الجماهير معنى للهوية. ربما الأهم من ذلك هو أن هذه الرياضة تدل على قيمة التدريب والمثابرة والتفاني إضافة الى فوائد العمل الجماعي والتعاون.
تعلم كرة القدم في المدرسة أو في الأندية أمر ممتاز لإعداد الشباب من كلا الجنسين حيث يمكن أن تعلمهم كيفية معالجة مشاكلهم و مواجهة مخاوفهم وتحقيق أهدافهم بالطاقة والجهد.
ضرورة التركيز على المشجعين تتضح بالتغيير الذي حصل على كرة القدم في بريطانيا في السنوات الثلاثين – الأربعين الماضية. ففي السبعينات و الثمانينات كان المتفرجين يتخلون عن المباراة. فكانت الظروف في المدرجات سيئة و تصرفات البلطجة كانت تبعد العائلات عن المدرجات. بعد كارثة ملعب هيسل عام 1985 منعت الفرق الانجليزية من أوروبا.
اتخذت إجراءات صارمة من قبل الحكومة والأندية والشرطة للقضاء على البلطجة حيث اضطرت الأندية لاستثمار الملايين في جميع الملاعب واستبعاد أي شخص متورط في أعمال العنف. انضمام بعض أفضل اللاعبين من الخارج جعل اللعبة أكثر جاذبية، فالآن الأندية مثل مانشستر يونايتد وتشلسي وليفربول تتمتع بدعم من جميع أنحاء العالم. هناك تهافت الآن أكثر من أي وقت مضى على حضور المباريات الكبيرة و المهمة.
الخطر هنا هو أنه إذا بحثت الأندية عن دعم من الأسواق في آسيا وأماكن أخرى فإنها سوف تفقد أي اتصال مع المشجعين المحليين الذين حافظوا عليهم خلال تاريخهم الطويل. كما أنه على كبار المستثمرين في الأندية أن لا ينسوا أن كل ناد هو جزء من المجتمع المحلي.
فعلى سبيل المثال، في مانشستر وليفربول، سواء كنت تشجع مانشستر يونايتد أو مانشستر سيتي أو ليفربول أو ايفرتون فهذا يبين القبيلة التي تنتمي إليها. هذا الشعور بالانتماء هو جزء من نسيج المدينة التي يربط الناس معا.
و كما سنرى خلال الشهر المقبل من بطولة كأس العالم فإن كرة القدم أمر أساسي لهوية الأندية والمدن والبلدان. و كما قال مدير ليفربول الأسطوري بيل شانكلي: ” يعتقد البعض أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت. أود أن أؤكد لكم انها أهم من ذلك بكثير.”