Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

28 May 2014

المناظرة والديمقراطية

لقد  حضرت مناظرة قبل بضعة سنوات في الزرقاء حيث كانت فرق من الشباب تناقش مزايا الطاقة النووية.شارك الجميع في المناظرة بطريقة منضبطة و قاموا بحشد حججهم و الإجابة على نقاط خصومهم و استطاعوا إدخال العاطفة و الصبر في موضوع مثير للجدل.

تم تدريب كلا الفريقين كجزء من برنامج المجلس الثقافي البريطاني “صوت الشباب العربي” الذي زود 1600 شاب في الأردن بالمهارات والثقة لتطوير مهارات المناظرة كما نظم أكثر من 400 مناقشة إضافة الى بطولتين وطنيتين. تدير السفارة البريطانية برامج مماثلة لمساعدة الشباب على التعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية بشأن القضايا التي تؤثر على حياتهم.

هناك مدارس في العديد من البلدان لديها جمعيات للمناظرة. ففي المدرسة التي درست فيها منذ سنوات عديدة كان يتم تشجيعنا من قبل المعلمين على معالجة المواضيع الأكثر إثارة للجدل في ذلك اليوم، فقد تعلمنا مهارات لا تقدر بثمن في حياتنا العملية مثل أهمية التحضير المسبق و تحديد النقاط الرئيسية بطريقة بسيطة ومنطقية و توقع الحجج المعاكسة.

تعلمنا أيضا أن المناظرة ليست عبارة عن الفوز بالتصويت إنما عبارة عن الوصول الى لب الموضوع . أجل فقد كان التصويت يعتمد على الجانب الذي قدم الحقائق بطريقة أكثر فعاليةولكن الغرض من المناظرة كان لكشف كل القضايا الحيوية للتدقيق العام. الحقيقة كانت أكثر أهمية من النصر.

يتضح هذا النهج من قبل المناظرات العربية الجديدة و التي ينظمها ويديرها تيم سيباستيان المعروف ببرنامج الهارد توك على قناة بي بي سي ورلد. فقد نظم فريقه العام الماضي مناظرة في الهواء الطلق في وسط المدينة عن قانون النشر والمطبوعات كما نظموا الاسبوع الماضي مناظرات باللغتين الإنجليزية والعربية حول ما إذا كانت “مصر هي خيبة أمل لبقية العالم العربي .”

إحدى فعاليات المناظرات العربية الجديدة في المدرج الروماني في عمان
إحدى فعاليات المناظرات العربية الجديدة في المدرج الروماني في عمان

هذه المواضيع مثيرة للجدلولكن كما يقول تيم: “نأمل أن توفر الإجابات معلومات قيمة حول مزاج العالم العربي بينما يقرر اتجاه تحوله السياسي.”

تعزيز المناظرة لا يعني محاولة فرض القيم أو الممارسات الغربية. المناظرة هي الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية في أي ثقافة أو نظام سياسي. فهي جزء رئيسي من حرية التعبير التي هي بحد ذاتها معترف بها عالميا كحق من حقوق الإنسان الأساسية.

لإدراك أهمية المناظرة علينا فقط أن ننظر إلى البديل. فهناك أمثلة عديدة في التاريخ عن حكام مستبدين طالبوا بالولاء الأعمى لحكمهم و عدم قبول أي انتقاد و طالبوا بالقضاء على المعارضين وحبسهم. والنتيجة هنا هي حكومة تفتقر إلى المساءلة و نظام يولد الفساد ويلجأ إلى العنف.

البديل هو مجتمع منفتح يرحب ويشجع المناظرة كوسيلة صحية لمناقشة الأفكار. لا ينبغي على حكومة ديمقراطية أن تحكم دون الاستماع إلى الناخبين. إن معظم قضايا السياسة العامة يكون لها تأثير على الناس مثل الأسعار التي يدفعونها للحصول على الخبز و على الطريقة التي يتم بها تعليم الأطفال و على كيفية معالجتهم في المستشفيات.

فالسياسة الذكية هي السماع لما يقولونه في مثل هذه القضايا و تحفيز أفكارهم وإدارة توقعاتهم. الناس الذين يعملون بالمقدمة هم على دراية أكثر بكثير من الحكومة المركزية عن كيفية عمل نظام التعليم أو الصحة. لذلك ينبغي على الحكومة المركزية تعزيز المناظرة حول اتجاه التغير وتحديث تلك الخدمات.

ستولد المناظرات حتما آراء متعارضةوهذا أمر صحي. فهي تخلق توتر بناء يمكن أن يولد أفكار جريئة،و من خلال محاولة بناء توافق في الآراء و عملية سياسية شاملة يمكن للحكومات الحفاظ على الاستقرار و تعزيزه. هذه العملية ستساعد الناس على تقدير مجموعة كاملة من العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في أي مسألة: ربما إرتفاع التكلفة وربما وجود ضرر على البيئة. في بعض الحالات يمكن للمناظرات أن تجعل ؤلائك الذين في السلطة يعيدون التفكير بالأمور التي يحبذونها.
هناك قول مأثور يصب في قلب هذا الموضوع وهو أنه من الأفضل مناقشة المسألة دون تسوية بدلا من تسوية المسألة دون مناقشة.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.