2 April 2014
أوكرانيا: غموض وأساطير
لقد وصف ونستون تشرشل ذات مرة روسيا بأنها ” لغز يلفه الغموض داخل أحجية” و ربما هذه المقولة تعكس استيائه من التعامل مع ستالين قبل 70 عاما.
لا يوجدهناك أي غموض حول سلوك روسيا البلطجي ضد أوكرانيا في الاسابيع الاخيرة ولكن هناك الكثير من الخرافات.
فعلى سبيل المثال، تدعي روسيا أن ضمها للقرم يتماشى مع القانون الدولي و لكن هذا الإجراء يتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الدولية التوجيهية الخاصة بروسيا والتي يتسابق وزراءها للخروج بها في كل مناسبة لا سيما التزامها بسيادة و وحدة أراضي واستقلال البلدان الأخرى. من خلال التصرف بهذه الطريقة فقد رمت روسيا كتاب القانون الدولي بعيدا بالاضافة الى ميثاق الأمم المتحدة.
تدعي موسكو أيضا أنها تدافع عن المواطنين الروس ولكن خبراء من هيئات دولية معروفة قالوا أنهم لم يجدوا أي دليل على أي عنف أو تهديدات لحقوق الناطقين باللغة الروسية في شبه جزيرة القرم.
كما أن هناك إدعاء آخر أن الاستفتاء في القرم كان شرعيا. لنترك جانبا حقيقة أن روسيا كانت معزولة تماما عندما اعترضت على مشروع قرار مجلس الامن الدولي يوم 15 آذار و الذي أعلن أن التصويت غير قانوني. و لنترك جانبا أيضا حقيقة أن نتيجة الاستفتاء التي كانت 96.7٪ كانت على نقيض مع نتيجة استطلاع للرأي أجري في شباط لعينة ممثلة أظهر أن 41٪ فقط من ناخبي القرم يفضلون الانضمام لروسيا.
الحقيقة الرئيسية هي أنه تم إجرائه في ظل تدخل عسكري مباشر و بأقل من عشرة أيام من التحضير. لقد كان غير ممثل و مهزلة للعدالة. و لا يمكن أن تعتبر النتيجة ممثلة للإرادة الحرة لشعب القرم.
هناك شيء آخر يلفت الاهتمام هو المقارنة بين شبه جزيرة القرم وكوسوفو. فقد كان استقلال كوسوفو ردا على أزمة إنسانية و أدلة لا جدال فيها من التطهير العرقي. أما في شبه جزيرة القرم لم يكن هناك حتى أي اضطرابات خطيرة. وعلاوة على ذلك، حدث استقلال كوسوفو بعد سنوات طويلة من الجهود الدبلوماسية في حين أنه في شبه جزيرة القرم اختارت روسيا الخيار العسكري أولا.
أخيرا، ينظر إلى الأزمة في أوكرانيا على أنها صراع على غرار الحرب الباردة الكلاسيكية بين الشرق والغرب وهو خيار بين موسكو و بروكسيل. صحيح أن الاحتجاجات في كييف كانت تقودها رغبة الأوكرانيين لتقاسم الرخاء الذي تتمتع به جيرانها مثل بولندا و المجر في الاتحاد الأوروبي. ولكن فتح الباب أمام الغرب لا يغلق الباب أمام الشرق. فالتقرب من أوروبا يجعل أوكرانيا شريكا أكثر استقرارا وازدهارا بالنسبة لروسيا والمنطقة.
كانت نتيجة هذا الاستيلاء غير المشروع للأراضي هو عزل روسيا و تقويض النظام القائم على القواعد المقبولة دوليا وجعل روسيا تبدو لبقية العالم وكأنها دولة متنمرة.
تمثلت عزلة روسيا الاسبوع الماضي عندما صوتت 100 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم باعتباره أمر غير قانوني. عشرة دول فقط صوتت ضد القرار و كانت مع روسيا.
لا ينبغي لنا أن نتخلى عن الدبلوماسية في مواجهة التنمر. فمخاطر التصعيد واضحة -وليس فقط بالنسبة لأوروبا ولكن أيضا لقضايا مهمة أخرى. نحن بحاجة إلى مواصلة العمل مع روسيا لإيجاد حلول للأزمة في سوريا و المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني و عملية السلام في الشرق الأوسط.
لا توجد ألغاز أو أحجيات وراء العمل المتسرع لروسيا في شبه جزيرة القرم. لكن يكمن الغموض في كيفية فشل الروس بإدراك أن هذا التحرك الشعبي القصير المدى ضد شبه جزيرة القرم من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل دولي لا مفر منه ضد روسيا.
ياترى متى نتهي ازمات الامه
من اهم اسباب الأزمة في أوكرانيا
تفاقم الاوضاع في الصوب الاخر
و الشرق الاوسط التي قادت الى ذلك
Very nice topic handed hands of each country and faithful secrets and ambiguity do not realize anyone