This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

5 March 2014

أسوأ شكل من أشكال الحكم

قال ونستون تشرشل ذات مرة: ” إن الديمقراطية هي أسوأ أشكال الحكم – باستثناء كل الاشكال الآخرى التي تم تجربتها.” كان تشاؤمه هذا مبررا بعدما صوت الشعب البريطاني لصالح إخراجه من منصبه كرئيس للوزراء في غضون أشهر بعد الفوز بالحرب العالمية الثانية.

سواء كانت الديمقراطية أسوأ شكل من أشكال الحكم أم لا، فهناك القليل من الشك بأن البدائل أسوأ. كما أن قمع آراء الناس من خلال الديكتاتورية أو الاستبداد يعني سيادة قلة قليلة على البقية. فرض الاستقرار من خلال الخوف ليس هو أفضل وسيلة لتوفير الأمن والرخاء و النمو الذين سيجعلون حياة الناس أفضل.

الاستقرار الحقيقي يعني أن يكون للناس رأي في الطريقة في شكل الحكم الذي سيحكمهم و لدعم الأفراد و السياسات التي يعتقدون أنها قادرة على جعل حياتهم أفضل وإزالة الحكومات التي تفشل في تحقيق النتائج. إن العلاقة بين الشعب وحكومته هي أمر أساسي وخصوصا في الأوقات الصعبة.

الديمقراطية لا تتمحور فقط حول الانتخابات بل هي أيضا تشمل إنشاء وتشجيع بناء حجر أساس لمجتمع منفتح وعادل مثل سيادة القانون وحماية الأقليات و وجود أحزاب سياسية قوية وحرية و وسائل إعلام حرة و دور قوي للمجتمع المدني و إجراءات صارمة في مكافحة الفساد.

بناء هذه المؤسسات الديمقراطية يستغرق وقتا، فالدول مثل المملكة المتحدة تقوم بذلك منذ مئات السنين. فقد تعرضت انجلترا لحرب أهلية طاحنة منذ 350 عاما والتي بلغت ذروتها في البرلمان و تم إعدام الملك. فرنسا أيضا خاضت ثورة دموية منذ أكثر من 200 سنة و انتهت كذلك بإعدام الملك.

هذه ليست بالضرورة أمثلة يحتذى بها بالنسية للبلدان الأخرى و لكنها توضح حقيقة أن الديمقراطية تستغرق وقتا طويلا. فهي عملية وليست حدث كما سيكون هناك حتما مطبات على طول الطريق. إنها أيضا تعني التكيف باستمرار لمطالب جديدة لإيجاد طرق أفضل لتشكيل حكومات يمكن أن تحكم على نحو فعال.

إن التطور أفضل من الثورة و الاحتجاج السلمي هو أفضل من التمرد. فقد شهد العالم العربي ثورات و حركات تمرد في السنوات الثلاث الأخيرة في كل من تونس ومصر وليبيا و المأساة الجارية في سوريا.

فتلك البلدان التي وافقت على الحاجة إلى التغيير التدريجي مثل الأردن و المغرب هي التي حافظت على استقرارها. ثمة عامل مشترك بين جميع هذه البلدان و هو المطالبة بحياة كريمة حيث يجب أن لا يتم إذلال الناس عن طريق القمع ولكن المشاركة بفعالية في الحوكمة. فالاستجابة لهذا الطلب أمر ضروري.

التغيير يستغرق وقتا و سيكون هناك دائما مقاومة، فهؤلاء الناس الذين تعودوا على الامتيازات السياسية و الاقتصادية ليس من السهل أن يتخلوا عنها. ولكن من المستحيل جعل جميع الناس سعداء كل الوقت. الاستجابة لمطالب وتطلعات الشعب للإصلاح هو عنصر أساسي للاستقرار و بنفس المقدار تحتاج الديمقراطية الى أن يكون لدى الشعوب الحرية للإختلاف مع السياسات و انتقاد أولئك الذين يديرونها.

يبدو أن مناصري نظرية المؤامرة يعتقدون بأن الدول من خارج العالم العربي تريد التدخل في الطريقة التي تقوم البلدان بتطوير أنظمتها الديمقراطية. التدخل شيء خاطىء فعلى كل بلد أن تتجاوب مع مطالب شعبها بطريقتها الخاصة. فليس هناك نموذج غربي و على الديمقراطية أن تكون مبنية على تاريخ وتقاليد و الثقافة السياسية لكل بلد بطريقتها الخاصة.

ما يمكن للبلدان الأخرى فعله هو تبادل الخبرات و الاستفادة من قصص النجاح و الفشل و إظهار أن تحقيق تغيير إيجابي دائم هو عمل أجيال عديدة، و توضيح حقيقة أن الأمر يستحق كل هذا الجهد ، و أن كل بلد يمكن أن يحقق، ليس أفضل شكل من أشكال الحكم ولا أسوأ، بل الشكل الأنسب.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.